أزمة روسيا وأوكرانيا.. موسكو تنقل إمدادات دم وواشنطن تحذر من “كلفة بشرية مروّعة”

قوات من الجيش الأوكراني تجري تدريبات عسكرية على نشر القوات في أوديسا (رويترز)

قال وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، اليوم الجمعة إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أصبح يملك القدرة العسكرية على التحرك ضد أوكرانيا، في الوقت الذي تعزز فيه موسكو قواتها قرب الحدود بين البلدين.

وأضاف للصحفيين أن الولايات المتحدة ما زالت تركز على مواجهة التضليل الروسي، بما في ذلك أي شيء يمكن استخدامه ذريعة لشن هجمات على أوكرانيا.

وأوضح أن الولايات المتحدة ملتزمة بمساعدة أوكرانيا في الدفاع عن نفسها، بما في ذلك إمدادها بأسلحة إضافية مضادة للدروع.

كلفة بشرية “مروّعة”

من جهته، حذر رئيس الأركان الأمريكي الجنرال مارك ميلي، الجمعة، من أنّه إذا شنّت روسيا هجوماً عسكرياً واسع النطاق على جارتها أوكرانيا فإن الكلفة البشرية لمثل هذا ستكون “مروّعة”.

وقال الجنرال ميلي خلال مؤتمر صحفي “يمكنكم أن تتخيّلوا كيف سيكون الأمر في المناطق الحضرية المكتظّة”، مؤكّداً أن هجوما كهذا سيؤدّي إلى “عدد كبير من الضحايا”.

وقال ميلي، إن هذا الانتشار الروسي هو الأكبر من حيث الحجم والنطاق منذ حقبة الحرب الباردة.

وزير الدفاع الأمريكي ورئيس هيئة الأركان المشتركة (يمين) يتحدثان عن أزمة روسيا وأوكرانيا في البنتاغون (رويترز)

إمدادات دم

وقال ثلاثة مسؤولين أمريكيين لوكالة رويترز إن الحشد العسكري الروسي بالقرب من حدود أوكرانيا اتسع ليشمل امدادات الدم إلى جانب مواد طبية أخرى تسمح بعلاج المصابين.

ويدعم ذلك المخاوف الأمريكية بأن روسيا أصبح لها الآن “بوضوح” القدرات اللازمة للتحرك ضد جارتها أوكرانيا في الوقت الذي تحشد فيه موسكو أكثر من مئة ألف جندي بالقرب من حدودها.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، إن الولايات المتحدة وحلف الأطلسي لم يتجاوبا مع المطالب الأمنية الرئيسية لروسيا في المواجهة حول أوكرانيا، لكنه أبدى الاستعداد لمواصلة الحوار.

ويقول مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون إن مؤشرات مهمة، مثل إمدادات الدم، أساسية في تحديد ما إذا كانت موسكو مستعدة لتنفيذ غزو إذا قرر بوتين ذلك.

وحذرت الولايات المتحدة وحلفاؤها بوتين من أن روسيا ستتعرض لعقوبات اقتصادية قاسية إذا هاجمت أوكرانيا.

وستُضاف أي إجراءات جديدة لعقوبات مفروضة بالفعل منذ أن ضمت موسكو شبه جزيرة القرم ودعمت الانفصاليين في شرق أوكرانيا في 2014، رغم التباين في وجهات النظر بين الدول الغربية بشأن أسلوب الرد نظرا لأن أوربا تعتمد على روسيا في إمدادات الطاقة.

وأعلنت الولايات المتحدة والاتحاد الأوربي في بيان مشترك، الجمعة، العمل على تأمين “كميات إضافية من الغاز الطبيعي” لأوربا لمواجهة أي عواقب في حال هاجمت روسيا أوكرانيا.

قوات أوكرانية تجري تدريبات في أوديسا (رويترز)

“مستعدون للرد”

وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، الجمعة، إن الحلف مستعد لزيادة قواته في شرق أوربا، مضيفا أن الهجوم الروسي قد يأخذ أشكالا كثيرة من بينها الهجوم الإلكتروني أو محاولة انقلاب أو أعمال تخريب.

وقال ستولتنبرغ في بروكسل “من جانب الحلف الأطلسي، نحن مستعدّون للانخراط في حوار سياسي، لكنّنا مستعدّون أيضاً للردّ إذا ما اختارت روسيا نزاع مسلّحا ومواجهة. لذلك نحن مستعدّون لكلا الخيارين”.

واعترف ستولتنبرغ بأن “هناك خلافات بين الحلفاء” في ما يتعلّق بالدعم الواجب تقديمه لأوكرانيا، التي ليست عضواً في الحلف ولن تستفيد تالياً من أي نشر لوحدات قتالية على أراضيها.

وفي حين أرسلت الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا إلى أوكرانيا أسلحة ومدرّبين عسكريين، رفضت دول أخرى، مثل ألمانيا، تقديم مثل هذا النوع من الدعم العسكري المباشر.

قوات روسية تجري تدريبات في منطقة روستوف (رويترز)

من جهتها أعلنت روسيا، الجمعة، أنّها منعت دخول العديد من المسؤولين الأوربيين إلى أراضيها، مشيرة إلى أنّها اتّخذت هذه الخطوة ردّاً على انتهاج بروكسل سياسة فرض “قيود أحادية الجانب عبثية”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن المسؤولين الممنوعين من دخول أراضيها هم خصوصاً ممثلو القوى الأمنية والهيئات التشريعية والتنفيذية في عدد من دول الاتحاد الأوربي لأنّهم “مسؤولون شخصياً عن إشاعة السياسة المناهضة لروسيا”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات