دراسة تنتقد الجيش الأمريكي بسبب الخسائر بين المدنيين ووزير الدفاع يأمر بإجراء مراجعة

تجمع الناس بعد الغارة الأمريكية التي قتلت 10 مدنيين أفغان في 29 أغسطس/آب (الأناضول)

انتقدت دراسة أجرتها مؤسسة راند للأبحاث، ونشرت أمس الخميس، الجيش الأمريكي بسبب “أوجه قصور كبيرة” وتضارب في مراجعته لمزاعم عن وقوع خسائر في صفوف المدنيين. وأعلنت وزارة الدفاع (البنتاغون) إجراء مراجعة واسعة النطاق في هذا المجال.

ويخضع الجيش الأمريكي لمراجعة مكثفة بشأن إجراءاته المتعلقة بتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين عقب هجوم بطائرة مسيرة في كابول في 29 أغسطس/آب أسفر عن مقتل 10 مدنيين بينهم 7 أطفال.

ولم يقتصر الأمر على إخفاق الجيش الأمريكي في الاستهداف، بل زعم تقييم البنتاغون في البداية عقب الضربة أنها قتلت عناصر من تنظيم الدولة كانوا يستعدون لهجوم تفجيري ضد قوات أمريكية.

وخلصت الدراسة التي أجرتها مؤسسة راند بناء على تشريع صادر عن الكونغرس إلى أن أوجه القصور المنهجية في وزارة الدفاع تسببت في تقصيرها في أداء واجباتها فيما يتعلق بالضحايا المدنيين.

وقال التقرير إن “وزارة الدفاع ليست منظمة أو مدربة أو مجهزة بشكل ملائم للوفاء بمسؤولياتها الحالية لمعالجة الضرر الذي يلحق بالمدنيين”.

كما أشار التقرير إلى أن التحقيق في الخسائر المدنية غالبا ما يقع على عاتق أفراد مبتدئين “لا يتلقون تدريبا رسميا”.

وقال مايكل ماكنيرني أحد معدّي التقرير إن الجيش الأميركي منح في كثير من الأحيان تعويضات “على شكل هبات” مالية لأسر الضحايا دون الاعتراف بمسؤوليته القانونية، في أفغانستان والعراق.

وأضاف ماكنيرني للصحفيين أن “البنتاغون بحاجة إلى أن يوضح بشكل أكبر الغرض من هذه المدفوعات. هل هي موجودة لمساعدة القوات الأمريكية أو قادة الوحدات كما استخدمها البعض في أفغانستان؟ أم ينبغي استخدامها للاعتراف بالأخطاء وللمحاسبة؟”.

إصلاحات جديدة

من جهته أمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن مسؤولي البنتاغون الخميس بإجراء إصلاحات لتقليل عدد القتلى المدنيين بالضربات العسكرية بعد سقوط عدد من هؤلاء الضحايا في حوادث غير مبررة.

وأكد أوستن في مذكرة إلى القيادة العسكرية أن حماية المدنيين “واجب استراتيجي وأخلاقي”. وأضاف “سنراجع طرق تقييمنا للحوادث التي قد تكون ألحقت أذى بمدنيين، وسنعترف بالأضرار التي لحقت بالمدنيين ونستخدم الدروس المستخلصة منها في التحضير للعمليات المستقبلية وتنفيذها”.

وأمهل أوستن البنتاغون 3 أشهر ليقدّم إليه خطة عمل لتجنب وقوع خسائر في صفوف المدنيين قدر الإمكان، ثم 3 أشهر إضافية لتطوير تعليمات جديدة لمشغلي الطائرات بدون طيار وتسلسل قيادتهم.

كما قرر إنشاء “مركز امتياز” لتطوير أدوات أفضل قادرة على الحد من المخاطر التي يتعرض لها المدنيون، وجمع كل الحوادث التي واجهتها مختلف قيادات الجيش الأمريكي في العالم، في قاعدة بيانات واحدة بهدف استخلاص العِبَر منها.

المصدر : وكالات