مصاب بالسرطان وتحوّل إلى “هيكل عظمي”.. نقل الأسير أبو حميد لعيادة سجن الرملة رغم خطورة حالته

نقل الأسير ناصر أبو حميد إلى عيادة سجن الرملة رغم خطورة وضعه الصحي (هيئة شؤون الأسرى)

أكد نادي الأسير الفلسطيني نقل إدارة سجون الاحتلال الإسرائيلي للأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد من مستشفى (برزلاي) إلى عيادة (سجن الرملة) بشكل فعلي، رغم خطورة وضعه الصحي وحاجته للمتابعة الطبية الحثيثة.

وأشار نادي الأسير في بيان مساء أمس الثلاثاء، إلى أن هذه الخطوة تمثل بشكل واضح نية الاحتلال بالشروع بقتله في ظل الوضع الصحي الحرج الذي يعانيه.

وكان شقيقه ناجي أبو حميد قد تمكّن من زيارته أول أمس الإثنين، وأكد أن ناصر تحوّل إلى هيكل عظمي وفقد القدرة على استخدام أطرافه، ومن الواضح أنه فقد القدرة على الكلام أيضًا ولا يزال وضعه خطيرًا.

وأفاد أحد الأطباء المشرفين على حالته بأنهم سيُبقون ناصر في غرفة العناية المكثفة لمدة أيام ثم ينقلونه إلى قسم آخر، وفق ناجي الذي أشار أيضًا إلى معلومات تفيد بأن شقيقه لا يتذكر شيئًا منذ إجراء عملية جراحية له في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

خلال وقفة تضامنية مع الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان (مواقع)

وقبل أيام صرّح ناجي لوكالة الأنباء الفلسطينية بأن الأطباء يُبقون شقيقه في حالة تنويم، بسبب عدم قدرة جسده على إخراج السوائل التي تتجمع في رئتيه حيث تعملان بنسبة 30%، وأي جهد قد يؤثر على أدائهما.

يشار إلى أن إدارة السجون قامت بفعل ذلك مع الشهيد سامي أبو دياك، حيث كان في مستشفى (سوروكا) ثم نقلته قبل إتمام العلاج وأبقت على احتجازه في معتقل (عيادة الرملة) التي يطلق عليها الأسرى اسم (المسلخ)، مما أدى إلى تدهور وضعه الصحي ونقله إلى المستشفى ثم أُعلِن استشهاده نتيجة سياسة الإهمال الطبي المتعمد (القتل البطيء).

 

بدورها، حمّلت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (رسمية) حكومة الاحتلال وإدارة سجونها المسؤولية الكاملة عن حياة ناصر، وناشدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر التدخل فورًا لإيقاف عملية نقل الأسير المريض “لأنها إذا تمت فستكون بمثابة قرار إعدام له والخلاص منه”.

واستنكرت الهيئة -في بيان الليلة الماضية- التعتيم والإرباك في قضية ناصر أبو حميد، الذي يعاني وضعًا صحيًّا خطيرًا جدًّا، مؤكدة أن حكومة الاحتلال وإدارة سجونها ومخابراتها وأجهزتها العسكرية تتعاون بأعلى المستويات في هذه الجريمة.

الحركة الأسيرة تصعّد

من جهة أخرى، أكدت الهيئة في بيان منفصل أن الحركة الأسيرة في سجن عسقلان ستستمر في إغلاق المعتقل اليوم الأربعاء، وستقوم بتصعيد خطواتها بإرجاع وجبات الطعام، احتجاجًا على تواصل الجرائم الطبية بحق أبو حميد والأسرى المرضى داخل سجون الاحتلال ومعتقلاته.

وأوضحت الهيئة أن هذا التصعيد أقِر مساء أمس الثلاثاء، بعد جولة حوار ونقاش بين قادة الحركة الأسيرة في السجون حيث يتصاعد الخطر على صحة الأسير أبو حميد، بجانب استمرار الجرائم الطبية بحق المئات من الأسرى المرضى.

وأضافت الهيئة “ستقوم الحركة الأسيرة في السجون والمعتقلات كافة بدعم الخطوات التصعيدية في سجن عسقلان، وكذلك دعم خطوات الأسرى الإداريين في مقاطعة محاكم الاحتلال بكل مسمياتها ومستوياتها، من خلال تسليم رسائل احتجاج شديدة اللهجة لإدارة السجون، ومطالبتها بوقف جرائمها الطبية والحياتية بحق الأسرى والمعتقلين”.

وحذرت الهيئة من استمرار سياسة التفرد بحق الأسرى والمعتقلين، والاستهتار بحالتهم الصحية والحياتية، مطالبة المجتمع الدولي بالخروج عن صمته وتحمّل مسؤولياته “لأن الأوضاع تتجه نحو الانفجار الحقيقي داخل السجون وخارجها”.

وناصر (49 عامًا) هو أحد 5 أشقاء يواجهون الحكم بالمؤبد في سجون الاحتلال، وله شقيق سادس شهيد ملقب بـ”صائد الشاباك” ووالدتهم معروفة باسم “سنديانة فلسطين”.

وفي السابع من الشهر الجاري، تمكنت العائلة من زيارة ابنها ناصر القابع في غرفة العناية المكثفة بمستشفى (برزلاي) بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال وإدارة السجون.

“ليتني ما رأيته”

ولم تكَد والدته وشقيقه يعرفانه وهو مستلقٍ على بطنه ورأسه متصل بأنابيب، وهو المشهد الذي وصفته الأم في فيديو مُبكٍ حظي بانتشار واسع قائلة “ياريتني ما شفته”، وبعد ذلك مُنعت العائلة من زيارته.

ومؤخرًا، قرر الأسرى في سجون الاحتلال التصعيد بإعادة وجبات الطعام دعمًا لرفيقهم أبو حميد، كما قُدمت التماسات رسمية لمحكمة الاحتلال للحصول على الملف الطبي بشأن آخر تطورات وضعه الصحي والسماح بزيارته، لكنها لم تردّ.

وحتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال نحو 4600، بينهم نحو 600 أسير مريض، 4 منهم مصابون بالسرطان، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.

المصدر : الجزيرة مباشر