إسرائيل ترفض طلبا رسميا لزيارة الأسير ناصر أبو حميد والأطباء يبقونه في حالة تنويم

ناصر أبو حميد يبقيه الأطباء في حالة تنويم بسبب عدم قدرة جسده على إخراج السوائل التي تتجمع في رئتيه (غيتي)

قال ناجي شقيق الأسير الفلسطيني المريض بالسرطان ناصر أبو حميد، إن الوضع الصحي لأخيه ما زال خطيرًا إذ يبقيه الأطباء في حالة تنويم بسبب عدم قدرة جسده على إخراج السوائل التي تتجمع في رئتيه.

وأضاف ناجي أبو حميد لوكالة الأنباء الفلسطينية، أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لا تسمح لأحد بزيارة ناصر والاطمئنان على حالته، سواء الصليب الأحمر أو العائلة أو أي جهة أخرى، وهو ما يؤكد أن وضعه خطير للغاية وأن الاحتلال لا يريد لأحد معاينته.

وقال رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية الوزير حسين الشيخ، عبر تويتر، إن الحكومة الإسرائيلية رفضت طلبًا تقدم به رسميًّا لزيارة ناصر أبو حميد من أجل الاطمئنان على وضعه الصحي.

وحمّل الشيخ إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة الأسير أبو حميد، مطالبًا المؤسسات الدولية الرسمية والأهلية بالضغط على سلطات الاحتلال من أجل إطلاق سراحه للعلاج.

وفي السابع من الشهر الجاري، تمكنت العائلة من زيارة ابنها ناصر (49 عامًا) القابع في غرفة العناية المكثفة في مستشفى (برزلاي) الإسرائيلي، بحراسة مشددة من شرطة الاحتلال وإدارة السجون.

وبالكاد تمكنت والدته وشقيقه من التعرف عليه وهو مستلقٍ على بطنه ورأسه متصلًا بأنابيب، وهو المشهد الذي وصفته الأم في فيديو مُبكٍ حظي بانتشار واسع، وبعد ذلك مُنعت العائلة من زيارته.

وقبل 5 أيام، أبلغ الأطباء في مستشفى (برزلاي) شقيق ناصر أن رئتيه تعملان بنسبة 30%، وهو في حالة تنويم لأن أي جهد قد يؤثر على أدائهما.

ومؤخرًا، قرر الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي التصعيد بإعادة وجبات الطعام دعمًا لزميلهم الأسير المريض ناصر أبو حميد.

كما تقدّمت هيئة شؤون الأسرى (رسمية) بالتماسين لمحكمة الاحتلال للحصول على الملف الطبي بشأن آخر تطورات وضعه الصحي والسماح بزيارته، ودعت إلى تشكيل لجنة طبية دولية فلسطينية لمتابعة حالته، دون جدوى.

ووفقًا لشهادة رفاقه في الأسر، فقد عانى أبو حميد بداية شهر يناير/كانون الثاني 2021 آلامًا حادة في الصدر وصعوبة في التنفس، وكان تشخيص طبيب السجن لا يستند إلى أي فحوص مخبرية، وأكد في حينه أن ما يعانيه هو التهاب عادي لا يحتاج إلى أكثر من مضاد حيوي.

وعلى إثر الضغوط التي مارسها الأسرى، تم نقل ناصر لإجراء تصوير أشعة في عيادة “سجن الرملة”، وكان التشخيص وجود كتلة على الرئة اليسرى، ومع ذلك استمرت عيادة السجن في صرف كميات كبيرة من المضادات الحيوية، على اعتبار أن الكتلة يمكن أن تزول بها.

ومع تدهور حالته الصحية واستمرار مطالبات الأسرى، نُقل إلى مستشفى (برزلاي) وهناك أجريت له فحوص وصور أشعة أكثر دقة أظهرت أنه مصاب بورم تقرر استئصاله وأخذ خزعة منه، وظهر على ضوء ذلك أن الخزعة غير سرطانية.

خلال وقفة تضامنية مع الأسير الفلسطيني ناصر أبو حميد المصاب بالسرطان (مواقع)

وبعد فترة زمنية تقارب الشهر، تبين أن الورم سرطاني وعادت الخلايا إلى الانتشار، وتقررت له جلسات علاج كيميائية استغرق البدء بها نحو الشهر بعد إجراء العملية الجراحية.

وبعد أن تلقى ناصر الجرعة الأولى، شعر بضغط في الرئة صاحبته آلام حادة، وأعيد على إثرها إلى المستشفى لمدة 3 أيام، قاموا خلالها كما يدعي الطاقم الطبي في (برزلاي) بإفراغ الرئة من الهواء عبر إدخال أنبوب إليها.

وهذا الأنبوب كان بحجم ثلاثة أضعاف ما تحتاجه رئة ناصر، لذلك صاحبت العملية آلام شديدة، ويُعزى هذا الخطأ إلى أن المتخصص بهذه العمليات كان منشغلًا، ومن قام بالعملية هو متدرب، وعلى إثرها أصيب ناصر بجرثومة في الرئة، الأمر الذي فاقم من حالته الصحية.

وناصر أبو حميد أحد 5 أشقاء أسرى يقضون عقوبة السجن مدى الحياة في سجون إسرائيل، بالإضافة إلى أخ له شهيد معرف باسم “صائد الشاباك”، وهدمت قوات الاحتلال منزلهم مرات عدة، وحرمت والدتهم (الملقبة بـ”سنديانة فلسطين”) منذ سنوات من زيارتهم.

وناصر من مخيم الأمعري بالضفة الغربية المحتلة، ومعتقل منذ عام 2002 ومحكوم عليه بالسجن 7 مؤبدات (مدى الحياة) و50 عامًا، بتهمة مقاومة الاحتلال والمشاركة في تأسيس كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح.

وحتى نهاية ديسمبر/كانون الأول 2021، بلغ عدد الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال قرابة 4600 بينهم نحو 600 أسير مريض 4 منهم مصابون بالسرطان، وفق مؤسسات معنية بشؤون الأسرى.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية