رامي شعث يروي ظروف سجنه في مصر ويكشف دور فرنسا في إطلاق سراحه

رامي شعث، الناشط الفلسطيني المصري، ونجل نبيل شعث وزير الخارجية الفلسطيني الأسبق (مواقع التواصل)

قال الناشط السياسي المصري الفلسطيني رامي شعث إن النظام الحاكم في مصر تمكّن من “خلق أمة من الأشخاص المهزومين والحائرين”.

وأضاف شعث في حوار مع صحيفة لوموند الفرنسية بعد وصوله إلى باريس في 8 يناير/كانون الثاني بعد قضائه أكثر من 900 يوم في السجن أن “رسالة السلطة لجميع المصريين بسيطة جدًا وهي أنه إذا فتحت فمك انتهى أمرك. مؤكدًا “أن مصر تحولت إلى جمهورية موز قائمة على الخوف”.

وأوضح شعث أنه اتهم من قبل السلطات المصرية بالانخراط في “منظمة إرهابية” من دون أن يتم تحديد المنظمة، مؤكدًا أنه سُجن بسبب “نضاله السياسي”.

وقال “الآن بعد أن عرفت السبب من داخل السجن، ورأيت بنفسي مشاهد التعذيب والمعاناة والأسر المحطمة والمدمرة، فقد أصبح الدفاع عن معتقلي الرأي العام في سجون مصر مسألة شخصية ووطنية”.

وأضاف أنه “مصمم على مواصلة كفاحه من أجل إطلاق سراح 60 ألف سجين رأي في مصر”.

وقال للصحيفة الفرنسية إنه عاش لمدة عامين ونصف في زنزانة مساحتها 23 مترًا مربعًا بجدران متهدمة وبطانية خفيفة للنوم وثقب في الأرض كمرحاض ودش ماء بارد.

وشدد إنه كان محتجزًا في سجن طرة مع 1800 سجين “جميعهم محكومون على خلفية قضايا رأي، ولم يتم القبض على أي منهم لارتكاب جرائم عنف”.

رامي شعث برفقة زوجته بعد وصوله إلى مطار باريس (الفرنسية)

وقال شعث إنه لاحظ أن طبيعة السجناء في سجن طرة بدأت تتغير منذ عام 2020، وأن الأشخاص الذين ليس لديهم ماض سياسي، والمعتقلون بشكل تعسفي تمامًا، صاروا يمثلون الأغلبية مشيرًا إلى طبيب جراح تم اعتقاله لأن أحد أبنائه كان يدندن أغنية في المدرسة تنتقد النظام الحاكم، وسائق (تاكسي) مسجون لمدة عام ونصف بتهمة “التذمر من ارتفاع أسعار المحروقات”.

ونفى شعث أن يكون قد تعرض للتعذيب، لكنه أكد أنه فقد أحد أصدقائه الذي توفي بنوبة قلبية في الحبس الانفرادي، وأنه قبل وفاته تم نقله إلى ما يسمى بالعيادة، وهي غرفة متواضعة حيث يقوم الطبيب المناوب بتوزيع المسكنات فقط. مضيفًا أن هناك سجينًا آخر توفي بسبب الصعق بالكهرباء بسبب خلل في الأسلاك.

ويعد رامي شعث أحد وجوه ثورة 2011 التي قامت ضد نظام الرئيس الراحل حسني مبارك، وهو المنسق في مصر لحركة المقاطعة وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات (بي دي اس) على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراضي الفلسطينية.

وكشف شعث أن “فرنسا لعبت دورًا رئيسيًا” في إطلاق سراحه، لكن أكد أنه “يمكنها ويجب عليها أن تفعل أكثر” من تسليم قوائم شخصيات مسجونة إلى السلطات المصرية.

وتابع “هناك آلاف المعتقلين الآخرين الأقل شهرة، وهم يستحقون بالقدر نفسه الخروج من السجن، بغض النظر عن ميولهم السياسية”.

وشعث (50 عامًا) نجل الوزير السابق والمفاوض الفلسطيني نبيل شعث، كان قد اعتقل في يوليو 2019 بتهم غامضة بالتآمر ضد الدولة، وأطلق سراحه بعد حملة قوية قادتها زوجته الفرنسية سيلين ليبرون مدعومة من الحكومة الفرنسية والبرلمان ليصل إلى العاصمة باريس في 8 يناير/كانون الثاني، بعد أكثر من عامين ونصف في سجن طرة جنوب القاهرة.

المصدر : الجزيرة مباشر + صحيفة لوموند الفرنسية