دراسة: نحو 65% من الآثار الجانبية للقاحات كورونا سببها نفسي

طفل إيطالي يتلقى جرعته الأولى من لقاح كورونا في روما (رويترز)

أظهرت دراسة جديدة أجريت على أكثر من 45 ألف مريض أن غالبية الآثار الجانبية التي يعانيها الأشخاص بعد تلقيهم لقاحات كورونا قد تكون ناتجة عن توقع مسبق لدى الأشخاص لإصابتهم بها، وفق موقع ساينس أليرت.

وأرجعت الدراسة السبب في معظم الآثار الجانبية للقاحات لما يُعرف بـ(nocebo effect) وهو يشبه تأثير الدواء الوهمي (placebo effect) ويحدث عندما يعاني المريض آثارًا جانبية لعلاج ما، فقط لأنه يتوقع حدوثها.

وأجرى فريق من الباحثين في إحدى العيادات بمدينة بوسطن الأمريكية 12 تجربة سريرية عشوائية خاضعة للعلاج الوهمي.

ووجد الباحثون أن ما يصل إلى 64% من الآثار الضارة للقاحات قد ترجع لهذا النوع من القلق المسبق.

وشملت التجارب السريرية التي درسها الفريق 45 ألفًا و380 مريضًا، أُعطي منهم 22 ألفًا و802 لقاحًا حقيقيًا، بينما أُعطي 22 ألفًا و578 شخصًا علاجًا وهميًّا، وهو مادة غير ضارة ليس لها قيمة علاجية مثل المحلول الملحي، ولم يعرف المرضى ما إذا كان قد تم إعطاؤهم اللقاح أو الدواء الوهمي.

وبعد الحقنة الأولى، أبلغ 46.3% من مرضى اللقاح عن تأثيرات سلبية جهازية (تصيب أجهزة الجسم) كان الصداع والإرهاق أكثرها شيوعًا، في حين أبلغت نسبة أعلى من المرضى 66.7% عن آثار محلية مثل ألم أو تورم في موضع الحقن.

كما أبلغ مرضى العلاج الوهمي أيضًا عن شعورهم بآثار جانبية سلبية، حيث أبلغ 35.2% عن آثار سلبية جهازية، بينما أبلغ 16.2 عن آثار سلبية محلية.

ووفقًا لتحليل الباحثين -وبمقارنة النسب بين المجموعتين- فإن تأثير (nocebo) يمثل ما يصل إلى 76% من الآثار السلبية الجهازية و24% من الآثار السلبية المحلية بعد جرعة اللقاح الأولى.

لكن هذا الرقم انخفض للجرعة الثانية، إذ أبلغ عدد أقل من مرضى الدواء الوهمي عن أحداث سلبية (31.8% للتأثيرات الجهازية و11.8% للتأثيرات المحلية). وبالنسبة لمن تلقوا اللقاح، ارتفعت الأحداث الضارة حيث أبلغ 61.4% عن آثار جهازية و72.8% عن آثار محلية.

وبشكل عام، تشير النتائج إلى أن ما يصل إلى 52% من الآثار الجانبية بعد الجرعة الثانية من اللقاح كانت بسبب تأثير (nocebo) أو القلق المسبق من تلقي اللقاح. وفي المجموع، استنتج العلماء أن 64% من جميع ردود الفعل السلبية يمكن أن تكون بسبب تأثير القلق المسبق.

المصدر : ساينس أليرت