إسرائيل تحقق في اتهامات تجسس شركة بيغاسوس على مواطنيها

تحقيق لمؤسسات إعلامية كشف أن برنامج بيغاسوس تجسّس على 180 صحفياً و600 شخصيّة سياسيّة (الجزيرة)

تعهّد وزير العدل الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، بإجراء تحقيق كامل في مزاعم استخدام برنامج التجسس المثير للجدل “بيغاسوس” على مواطنين إسرائيليين، بمن فيهم أشخاص قادوا احتجاجات ضد رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو.

ويتواصل الجدل بشأن برنامج “بيغاسوس” للتجسس الذي يخترق الهواتف الذكية، وهو من إنتاج شركة “إن إس أو” الإسرائيلية، منذ الكشف العام الماضي عن استخدامه ضد وسائل إعلام وصحفيين وسياسيين ومعارضين في أنحاء العالم كله.

وبمجرد تنزيله على هاتف جوال، يتيح “بيغاسوس” التجسّس على مستخدم الهاتف من خلال الاطّلاع على الرسائل والبيانات والصور على الهاتف وجهات الاتصال وتفعيل الميكروفون والكاميرا عن بُعد.

وذكرت صحيفة “كلكاليست” الإسرائيلية اليومية للأعمال والاقتصاد أن الشرطة استخدمت “بيغاسوس” ضد مواطنين إسرائيليين كانوا يقودون الاحتجاجات ضد نتنياهو العام الماضي، عندما كان رئيسًا للوزراء، وعلى إسرائيليين آخرين.

ونفت الشرطة الإسرائيلية هذا التقرير.

وقال وزير الأمن العام عومر بارليف إنه “لم تكن هناك ممارسة للتنصت على الهاتف أو اختراق للأجهزة من جانب الشرطة دون موافقة القاضي”.

وبارليف من منتقدي نتنياهو، وعيّن وزيرًا في الحكومة الجديدة التي أطاحت برئيس الوزراء السابق في يونيو/حزيران.

وتحظى قوات الأمن الإسرائيلية بموافقة قضائية على نطاق واسع للمراقبة داخل إسرائيل.

وقالت هيئة حماية الخصوصية التابعة للوزارة إن استخدام “بيغاسوس” لمراقبة المواطنين الإسرائيليين “سيشكل انتهاكًا خطيرًا للخصوصية”، معلنة فتح تحقيق.

مقر الشركة الإسرائيلية المنتجة لبرنامج التجسس بيغاسوس
مقر الشركة الإسرائيلية المنتجة لبرنامج التجسس بيغاسوس (الأناضول)

وأكد مراقب الدولة ماتنياهو إنجلمان، أمس الثلاثاء، أنه “سيوسّع تحقيقه الجاري في استخدام أجهزة إنفاذ القانون إلى تكنولوجيا المراقبة ليشمل المزاعم الأخيرة في شأن بيغاسوس”.

وسيُجري على وجه الخصوص تحقيقًا في “التوازن” بين “فائدة” أدوات المراقبة و”انتهاكات الحق في الخصوصية”.

وقال وزير العدل جدعون ساعر أمام البرلمان، الأربعاء، إنه “يؤيد التحقيقات بالكامل”.

وأوضح ساعر للّجنة القانونية في الكنيست الإسرائيلي أن “هناك فرقًا كبيرًا بين الادعاءات الواردة في تقرير” كالكاليست “وتصريحات الشرطة”.

وأكد ساعر أنه “من الجيد لمراقب الدولة وهو هيئة مستقلة الأخذ على عاتقه فحص الموضوع”، مضيفًا “في وزارة العدل، لم نكن على علم بأي نشاط من دون أمر من المحكمة، من الجيد أن يتم فحص هذه الأشياء، وسيحصل الجمهور على النتائج”.

وكشفت الشركة الإسرائيلية المطورة لبرنامج “بيغاسوس” في الثالث من ديسمبر/كانون الأول أنها تحقق في تقارير حول استخدام تكنولوجيا الشركة لاستهداف هواتف “أيفون” تعود لدبلوماسيين أمريكيين في أفريقيا.

وكانت “إن إس أو” وجدت نفسها الصيف الماضي في صلب فضيحة تجسّس عالمية بعد تحقيق نشرته 17 وسيلة إعلاميّة دوليّة ابتداءً من 18 يوليو/تمّوز كشف أنّ برنامج “بيغاسوس” سمح بالتجسّس على ما لا يقلّ عن 180 صحفيًا و600 شخصيّة سياسيّة و85 ناشطًا حقوقيًا و65 صاحب شركة في دول عدّة، ثم توالت التقارير حول استخدام البرنامج للتجسس في دول أخرى.

وفتحت وزارة الدفاع الإسرائيلية التي يجب أن توافق على صادرات منتجات صناعة الدفاع الإسرائيلية، تحقيقًا في مبيعات “بيغاسوس” في الخارج.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية