جمّد أطرافهم ومياه الصنابير أيضا.. البرد يفاقم مآسي أسرى النقب المحتل مع تفشي كورونا (فيديو)

حذر مركز فلسطين لدراسات الأسرى من تردي أوضاع المعتقلين في السجون الإسرائيلية الواقعة جنوب الأراضي المحتلة، جراء موجات البرد التي تضرب المنطقة منذ أيام.

وذكر المركز في تقرير أن أوضاع الأسرى في سجون الجنوب fصحراء النقب، قاسية للغاية في ظل تردي الأحوال الجوية نتيجة المنخفضات، حيث اشتكى الأسرى من تجمد أطرافهم من شدة البرد لعدم توافر وسائل للتدفئة أو ملابس وأغطية شتوية كافية، بالإضافة إلى تجمد المياه في الصنابير نتيجة وصول درجات البرودة إلى ما دون الصفر.

وقال مدير المركز رياض الأشقر خلال لقاء على الجزيرة مباشر، إن أوضاع الأسرى قاسية أصلًا من دون هذه المنخفضات الجوية، واصفًا سجون الاحتلال بأنها بؤرة بغيضة للقمع.

وأضاف لبرنامج (المسائية) أن الظروف المناخية السيئة فاقمت تلك المعاناة الموجودة بالأساس، فإلى جانب سياسة الإهمال الطبي المتعمدة يُحرم الأسرى من الزيارات ويفتقدون وسائل التدفئة من أغطية وملابس شتوية.

وأشار إلى أن الأسرى المرضى في أشد معاناة الآن داخل سجون الاحتلال، فبجانب المرض يأتي البرد القارس ليضاعف المأساة ويفاقم الحالة الصحية المتردية بالأساس لبعضهم، بالإضافة إلى أمراض البرد كالإنفلونزا التي تتشابه أعراضها مع كورونا، وهو ما أثار القلق بين صفوف الأسرى بعد تأكيد انتشار الفيروس بالفعل.

ولفت الأشقر إلى أسرى سجن النقب الصحراوي على وجه التحديد حيث أكبر عدد من المصابين، وهناك 35 أسيرًا مكدسون في قسم واحد مما يهدد بانتقال الفيروس إلى بقية الأقسام، وهو ما يشير إلى عدم الاهتمام بسلامة الأسرى أو توفير الحماية لهم مع اشتداد موجات البرد.

وعدّ ذلك خرقًا جديدًا يضاف إلى الانتهاكات المستمرة والمتجددة بحق الأسرى التي تحرمهم من أبسط مقومات الحياة الآدمية وفق جميع القوانين الدولية والحقوقية والإنسانية، مما يضاعف مآسي الأسرى لا سيما المرضى منهم.

وفي تقريره أمس، قال مركز فلسطين إن الأسرى في سجون الجنوب (النقب ونفحة وريمون وبئر السبع)، عانوا خلال الأيام الماضية ظروفًا قاسية بعد بلوغ درجات البرودة ما دون الصفر أحيانًا، الأمر الذي أدى إلى شعورهم بتجمد الأطراف في ظل عدم وجود وسائل مناسبة للتدفئة.

وكشف أن هذه الظروف القاسية أدت الى تراجع الأوضاع الصحية للأسرى، وإصابة عدد كبير منهم بأمراض مختلفة أبرزها الأنفلونزا وأعراض الكحة وارتفاع درجات الحرارة، مما يضطرهم إلى معالجة أنفسهم ببعض الأعشاب المتوافرة في ظل حرمانهم من المتابعة الصحية والعلاج من إدارة السجون.

واتهم التقرير الاحتلال بالتلاعب النفسي بالأسرى في ظل تشابه أعراض فيروس كورونا والإنفلونزا، الأمر الذي اختلط على الأسرى وأثار قلقهم لا سيما مع مماطلة الاحتلال في إجراء مسحات سريعة لهم، وهو ما يجعل العدوى تنتشر بشكل كبير بينهم في حال إصابة أحدهم. وأصيب 25 أسيرًا في قسم (25) بسجن النقب الصحراوي الأسبوع الماضي.

ويُعد أكثر الأقسام تأثرًا ومعاناة تلك التي لا تزال قائمة على الخيام في سجن النقب، حيث تتسرب إليها الأمطار وتتسبب في إتلاف ملابس الأسرى وأغطيتهم وأماكن النوم، ولا تقيهم البرد والصقيع، وفي بعض الأحيان تشتد سرعة الرياح وتؤدى إلى اقتلاع الخيام أو تمزيقها، وتماطل الإدارة في تبديلها لفرض مزيد من التنكيل بهم.

وجدد مركز فلسطين لدراسات الأسرى مطالبته جميع المنظمات الإنسانية والحقوقية والصليب الأحمر بزيارة سجون الاحتلال في صحراء النقب وخاصة (كتسيعوت النقب) والاطلاع على أوضاع الأسرى وتوفير احتياجاتهم العاجلة من الأغطية والملابس، وتحسين ظروف اعتقالهم قبل تفاقم أوضاعهم بشكل أكبر، مما يعرّضهم لخطر فعلي.

المصدر : الجزيرة مباشر