تنديد أوربي بقتل متظاهري السودان وأطباء يعلنون الإضراب والانسحاب من مستشفيات الجيش والشرطة

أعلنت 3 منظمات تمثل الأطباء في السودان انسحابها الكامل من مستشفيات الشرطة والجيش (الأناضول)

أعلنت 3 منظمات تمثل الأطباء في السودان، اليوم الثلاثاء، انسحابها الكامل من مستشفيات الشرطة والجيش، والإضراب بعموم البلاد عن الحالات غير الطارئة مدة 3 أيام، في إطار احتجاجات للمطالبة بحكم مدني.

يأتي ذلك في حين أغلق المحتجون شوارع رئيسية بالعاصمة الخرطوم وسط دعوات لعصيان مدني، وطالب الاتحاد الأوربي السلطة العسكرية بوقف العنف تجاه المتظاهرين.

عصيان مدني شامل

وقال بيان مشترك صادر عن لجنة أطباء السودان (غير حكومية) ونقابة أطباء السودان الشرعية (نقابية) ولجنة الاستشاريين والاختصاصيين (غير حكومية) إن “استمرار الأطباء والكوادر الطبية في العمل في مؤسسات الجيش والشرطة والأمن، هو اعتراف بما تمارسه هذه القوات الانقلابية، وتطبيع معها ويجب أن تتم مقاطعتها اجتماعيًّا ومهنيًّا”.

وأضاف أنه “بعد نقاشات مستفيضة مع الأطباء في المستشفيات النظامية (التابعة للجيش والشرطة) من النواب والعمومين والاختصاصيين والاستشاريين، نعلن الانسحاب الكامل من المستشفيات النظامية في العاصمة والولايات”.

وأشار إلى أن الأطباء سيضربون كذلك عن العمل في بقية المستشفيات عن الحالات غير الطارئة أيام الثلاثاء والأربعاء والخميس، موضحًا أن الإضراب لا يشمل الحالات الطارئة والعناية المكثفة والقلبية وغسيل الكلي ومرضى النزف والأورام.

وقد أعلنت لجنة أطباء السودان، أمس، مقتل 7 متظاهرين خلال احتجاجات شهدتها البلاد للمطالبة بالحكم المدني الكامل ليصبح العدد الكلي للقتلى 71 منذ 25 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

كما أدان حزبان سودانيان “العنف الممنهج والمميت” ضد المظاهرات السلمية، التي شهدتها الخرطوم أمس، ودعت لجنة المعلمين بالبلاد إلى “عصيان مدني شامل”.

وأدان حزب الأمة القومي، أكبر أحزاب قوى إعلان الحرية والتغيير، وحزب المؤتمر السوداني “العنف الممنهج والمميت” ضد مظاهرات أمس.

وقال حزب الأمة القومي في بيان “ندين بأشد العبارات ما حدث اليوم من مجزرة، ونحذر من مغبة هذا العنف الممنهج والميت، ونحمل الانقلابيين المسؤولية الكاملة عن إراقة الدماء وإزهاق الأرواح”.

وشدد البيان على أن “واجب القوات المسلحة والأجهزة الأمنية حماية الوطن والمواطنين. وقال حزب المؤتمر السوداني “نخوض نضالا سلميا ضد سلطة دكتاتورية تفتقر للقيم والمبادئ الإنسانية”، داعيًا “كل الثوار والثائرات إلى تتريس الشوارع الرئيسية في الأحياء والمدن بصور كاملة”.

من ناحيتها، دعت لجنة المعلمين السودانيين، أبرز مكونات تجمع المهنيين السودانيين، إلى “وقفة صلبة ضد الظلم والقتل بالإضراب السياسي والعصيان المدني”.

وذكر البيان أن “العصيان المدني الشامل سيكون اعتبارا من الثلاثاء وحتى الخميس”، كما دعت قوى إعلان الحرية والتغيير بالسودان في وقت سابق إلى العصيان المدني الشامل لمدة يومين اعتبارًا من اليوم ردًّا على سقوط قتلى في المظاهرات.

تنديد غربي وصدمة

من ناحيته، دعا الاتحاد الأوربي السلطة العسكرية لوقف العنف تجاه المتظاهرين السلميين، مشددًا على دعمه للشعب السوداني، معتبرًا العنف واحتجاز الصحفيين يبعد السودان عن طريق الاستقرار.

واتهم الاتحاد الأوربي السلطات العسكرية السودانية بتقييد حرية التعبير منذ “الانقلاب” موضحًا أنها سحبت رخصة قناة الجزيرة مباشر.

من ناحية أخرى، قالت المفوضية السامية لحقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة إن متظاهرين سلميين يُقتلون بشكل شبه يومي في السودان على يد قوات الأمن، وإن تلك القوات تقمع منتقدي السلطة والصحفيين، مطالبة “بالوقف الفوري لاستخدام القوة غير المبررة”.

وأعربت وزيرة المملكة المتحدة للشؤون الأفريقية، فيكي فورد، عن صدمتها من تصرفات قوات الأمن السودانية.

وكتبت المسؤولة البريطانية عبر تويتر “مصدومة من تصرفات قوات الأمن السودانية. مرة أخرى ردوا على الاحتجاجات السلمية بالذخيرة”، مشيرة إلى أن “كل حالة وفاة تعتبر مأساة”.

وحثت فورد السلطات السودانية على “إظهار التزام حقيقي بالمناقشات التي تديرها الأمم المتحدة، وأن توقف إراقة الدماء”، وأعادت السفارة البريطانية لدى الخرطوم نشر تغريدة الوزيرة على صفحتها بفيسبوك.

وسبق أن نددت أمس كل من الولايات المتحدة وبريطانيا بالعنف الذي رافق الاحتجاجات وأسفر عن سقوط قتلى.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات