“النضال المشترك”.. كتاب جديد يروي قصص أسرى فلسطينيين وأيرلنديين

غلاف كتاب التضامن المشترك
غلاف كتاب التضامن المشترك (مواقع التواصل)

أصدر عدد من الناشطين يمثلون جنسيات مختلفة كتابًا يروي قصصًا عن أسرى فلسطينيين وأيرلنديين أضربوا عن الطعام في نضالهم ضد الاحتلال (الإسرائيلي) والاستعمار (البريطاني).

وحمل الكتاب الذي صدر باللغة الإنجليزية ونشرته دار النشر الإيرلندية (An Fhuiseog) مؤخرا، اسم “النضال المشترك.. قصص فلسطينيين وأيرلنديين أضربوا عن الطعام”.

وقال يوسف الجمل أحد المشاركين في إعداد كتاب “النضال المشترك” لوكالة الأناضول “يحمل المشاركون في الكتاب جنسيات فلسطينية وأيرلندية وماليزية وبريطانية”.

ومن أبرز هؤلاء المساهمين، بحسب الجمل، “نورما هاشم، وأسعد أبو شرخ، ومعاذ العامودي، وفيحاء شلش، وداني موريسون، ولاو سيون شاي، وريتشارد فوك، وآخرين”.

وبيّن أن الكتاب يُسلط الضوء على نحو 31 قصة لأسرى أضربوا عن الطعام، بينهم 24 قصة من فلسطين، ونحو 7 قصص من أيرلندا.

ويحوي الكتاب مجموعة من القصائد للأسير الفلسطيني خليل أبو عرام، ولأيقونة الإضراب عن الطعام في إيرلندا بوبي ساندز.

ويأتي هذا الكتاب ضمن “سلسلة أصدرها الجمل برفقة هاشم حول الأسرى الفلسطينيين لتسليط الضوء على النضال المشترك للفلسطينيين والأيرلنديين تحت الاستعمار الاستيطاني”.

 

 

وأوضح أن فكرة ربط النضال المشترك بين الفلسطينيين والأيرلنديين، جاءت لأسباب عدة، أولها “أن الاستعمار الاستيطاني في فلسطين وأيرلندا متشابه جدًا، إذ يميل المستوطنون البريطانيون البروتستانت لدعم إسرائيل”.

وذكر الجمل أن “سياسة الاعتقال الإداري هي قانون بريطاني في الأساس، تستخدمه إسرائيل في الوقت الحالي بحق الأسرى الفلسطينيين، بينما استعملته بريطانيا أيضا شمال أيرلندا”.

وتابع “فعلت بريطانيا في شمال أيرلندا ما فعلته إسرائيل في فلسطين من زرع مستوطنين بهدف تغيير التركيبة السكانية”، مشيرًا إلى أن بريطانيا “اعتقلت الأيرلنديين ونكّلت بهم وعرّضتهم لتعذيب شديد وعنف كبير”، كما يحدث مع الأسرى الفلسطينيين.

ولفت الجمل إلى وجود حركة “تضامن مع فلسطين، سواء من خلال مقاطعة البضائع الإسرائيلية، فيما تضع الكثير من البلديات والمجالس المحلية في أيرلندا العلم الفلسطيني، فضلا عن التاريخ الطويل بين منظمة التحرير الفلسطينية والجيش الجمهوري الأيرلندي، الذي شمل تقديم الدعم المتبادل”.

قصص من الكتاب

سلّط الكتاب الضوء على مجموعة من الأسرى الذين أضربوا عن الطعام رفضا للإجراءات التعسفية والانتهاكات التي يتعرضون لها داخل السجون سواء الإسرائيلية أو البريطانية في شمال أيرلندا.

ومن بين هذه القصص، نقل الكتاب قصة الأسيرة الفلسطينية روضة حبيب، التي اعتقلها الجيش الإسرائيلي، عام 2007، وحكم عليها بالسجن لمدة 8 سنوات، وهي التي قررت الإضراب عن الطعام بعد رفض الاحتلال الإسرائيلي طلب نقلها إلى سجن الأسيرات، رغم انتهاء فترة التحقيق معها.

وأنجبت روضة طفلها داخل السجون الإسرائيلية، بينما أُفرِجَ عنها ضمن (المرحلة الأولى) من صفقة وفاء الأحرار، عام 2009 (تضمنت عرض شريط لمدة 60 ثانية يظهر فيه الجندي جلعاد شاليط، الذي كان بيد المقاومة الفلسطينية لإثبات أنه كان على قيد الحياة، مقابل الإفراج عن عدد من الأسيرات الفلسطينيات).

ولاحقا، أبرمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011، صفقة لتبادل المعتقلين مع إسرائيل بوساطة مصرية، أُطلِق بموجبها سراح 1027 معتقلا فلسطينيا، مقابل إطلاق حماس سراح شاليط.

من جانب آخر، رصد الكتاب معاناة الأسير الأيرلندي بوبي ساندز، الذي فقد حياته وهو مضرب عن الطعام لمدة 66 يوما، والذي اشتهر بمقولته “انتقامنا هو ضحكة أطفالنا”.

ووثّق الكتاب قصة الأسير الأيرلندي لورانس ماكيوون الذي اعتقل لمدة 16 عاما (1976 -1992)، وأضرب عن الطعام عام 1981 من أجل تحسين شروط حياته داخل السجن مثل الحصول على غطاء إضافي.

وذكر ماكيوون في الكتاب أنه واصل إضرابه عن الطعام لمدة 69 يوما، رغم معرفته بأنه قد يواجه ظروفا صحية صعبة قد تصل إلى الموت.

ونقل الكتاب أن السجانين كانوا “يضعون وجبات الإفطار والغداء والعشاء على الطاولة أمام ماكيوون يوميا، من أجل دفعه لإنهاء إضرابه”، فيما تستخدم إسرائيل هذه الوسيلة في الوقت الحالي مع الأسرى الفلسطينيين المضربين عن الطعام.

ويقبع 4 آلاف و850 أسيرا وأسيرة فلسطينية داخل 23 سجنا ومعتقلا ومركز اعتقال إسرائيلي، ويعانون من انتهاكات عديدة، وفق مؤسسات فلسطينية معنية بالأسرى.​​​​​​​

المصدر : الأناضول + الجزيرة مباشر + مواقع التواصل