“الهروب الكبير” يحرج إسرائيل.. احتفالات بفرار أسرى جلبوع وتخوفات من ردات فعل إنتقامية

فرار 6 أسرى فلسطينيين أبرزهم زكريا زبيدي عبر نفق أسفل سجن جلبوع شديد التحصين (هيئة البث الإسرائيلي)

قوبل نبأ فرار 6 أسرى من سجن جلبوع -أحد أكثر السجون الإسرائيلية تحصينا- بتفاعل لافت وفرحة كبرى على المنصات الفلسطينية والعربية، وهي العملية التي أحرجت سلطات الاحتلال وأثارت تخوفات بشأن رد فعل انتقامي بحق أسرى جلبوع.

كما عمّت الاحتفالات مدنًا عدة بالضفة الغربية ومنها نابلس وجنين، حيث انتشرت لقطات وصور لهتافات وتوزيع حلويات في الشوارع ابتهاجًا بتمكن الأسرى الستة من “انتزاع حريتهم” فجر اليوم الإثنين، عبر نفق حفروه سرًا. بالإضافة إلى انتشار دعوات لمسيرات عند نقاط التماس مع الاحتلال لتشتيتهم عن ملاحقة الأسرى الهاربين.

وتفاعل الناشطون عبر وسمي (جلبوع) و(نفق الحرية) مشبّهين عملية فرار الأسرى بأسطورة “الهروب الكبير” وهو الفيلم المأخوذ عن قصة حقيقة وقعت أحداثها إبان الحرب العالمية الثانية وتمكن خلالها معتقلون من ابتكار خطة للهرب من سجن حصين وتهريب عشرات آخرين.

كما ربط المدونون عملية الهروب بالطريقة ذاتها في المسلسل الأمريكي بريزون بريك (الهروب من السجن)، وتخللت التعليقات موجة سخرية بشان كيفية الفرار رغم أن السجن الواقع شمالي إسرائيل، شديد التحصين.

تخوفات من الانتقام

من ناحيتها، طالبت هيئة شؤون الاسرى والمحررين، المؤسسات الحقوقية والإنسانية خاصة اللجنة الدولية للصليب الاحمر، بالتوجه فورًا الى سجن جلبوع والكشف عن مصير أكثر من 400 أسير نُقلوا منه إلى أماكن مجهولة في أعقاب تمكن 6 أسرى من حفر نفق والفرار من المعتقل.

وعبّرت الهيئة في بيان اليوم، عن قلقها من التعتيم الكبير حول أسرى سجن جلبوع وظروف نقلهم، محذرةً من أن تنصب ردات الفعل الإسرائيلية على الانتقام منهم، وذلك في محاولة للتغطية على فشل إدارة السجون وحكومة الاحتلال الناتج عن تمكن الأسرى الستة من التخطيط لهذا الهروب وتنفيذه.

وحمّلت حكومة الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياة الأسرى الستة، إذ أن محاولة البحث عنهم والوصول لهم مبنية على “أسس إجرامية ممنهجة”، محذرة من أن المساس بحياتهم في حال العثور عليهم قد يؤدي الى انفجار حقيقي داخل السجون وخارجها.

ودعت الهيئة مؤسسات المجتمع الدولي، إلى تحذير إسرائيل وجيشها من خطورة ذلك. يأتي ذلك بينما يواصل 6 أسرى في سجون الاحتلال الإضراب عن الطعام رفضًا للاعتقال الإداري.

أحرجت إسرائيل

من ناحية أخرى، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت فرار الأسرى الفلسطينيين من سجن جلبوع أمرًا خطيرًا ويحتاج لمعالجة المنظومة كلها، وأعلنت سلطات الاحتلال العام في صفوف قوات الشرطة بحثًا عن الأسرى الهاربين، وباشرت تفتيشا واسعا في المنطقة مستعينة بمروحيات وطائرات مسيرة، وفق هيئة البث الإسرائيلي.

وقال مصدر أمني إسرائيلي في حديث مع موقع (واللا) المقرب من جيش الاحتلال، أن الحديث يدور عن سلسلة إخفاقات خطيرة، متسائلًا كيف نفذوا الحفر دون علم السجًانين في واحد من أكثر السجون أمانا، وكيف تمكنوا من إخفاء النفق والرمل الناتج عن عملية الحفر. وأشار الى ان كل الأجهزة الأمنية تشارك في الملاحقة.

وكان  مصدر أمني إسرائيلي قد شدد في حديث مع قناة 12 العبرية ان الحادث خطير ومحرج، لأن عملية الهروب تم التخطيط لها منذ مدة طويلة دون أن تستطيع مصلحة السجون كشفها.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل