التايمز: الأسد وبايدن يتحدان لحل أزمة الوقود في لبنان

لبنانيون ينتظرون في سياراتهم للحصول على الوقود في محطة وقود في الزلقا بلبنان (رويترز)

يستعد نظام الرئيس السوري بشار الأسد والإدارة الأمريكية للتعاون في خطة من أجل إنقاذ إمدادات الكهرباء في لبنان، في مؤشر على تحول آخر في السياسات الأمريكية للشرق الأوسط بحسب مقال لمراسل صحيفة التايمز البريطانية  في الشرق الأوسط.

وكان مسؤول في دمشق قد قال بعد زيارة لوزراء لبنانين إن سوريا “مستعدة للمساعدة” في خطة استيراد الغاز المصري عبر الأردن وسوريا.

وكان الاقتراح الذي أعلنت عنه السفيرة الأمريكية في لبنان دوروثي شيا مفاجأة للمراقبين الإقليميين الشهر الماضي، والذي سيتضمن رفعًا جزئيًا للعقوبات الأمريكية على دمشق.

الرئيسان الأمريكيان السابقان باراك أوباما ودونالد ترمب تمسكا بموقف الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة بأن العقوبات يجب أن تخضع لدوريات مشددة طالما كان الأسد في السلطة، لكن الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن يراجع سياسة واشنطن الأن في سوريا.

قُدم اقتراح الغاز -الذي سيشمل إعادة فتح الجزأين السوري واللبناني من (خط الأنابيب العربي) إلى مصر- استجابة طارئة للأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان، حيث تعاني محطات الكهرباء ومحطات البنزين ومولدات الديزل في البلاد من نقص حاد في ظل انهيار العملة وانهيار حكومة تقاسم السلطة الطائفية.

ولا يزال مدى واقعية الاقتراح أمرًا مشكوكا فيه بحسب مراسل التايمز، إذ يُعتقد أن الجزء السوري من خط الأنابيب غير المستخدم منذ ما قبل الحرب في عام 2011 في حالة سيئة، كما أن محطة كهرباء واحدة فقط في لبنان هي المجهزة للعمل بالغاز.

وزير الخارجية السوري فيصل المقداد يحضر مؤتمرا صحفيا مع وفد من حكومة تصريف الأعمال اللبنانية في دمشق (رويترز)

ومع ذلك، أدركت الحكومة اللبنانية على الفور الأهمية الأوسع للتخفيف الأمريكي فيما يتعلق بقضية العقوبات، وأرسلت يوم السبت أعلى وفد لها في المستوى إلى دمشق منذ اندلاع الحرب الأهلية السورية وفرض العقوبات.

والتقى القائم بأعمال وزير الدفاع ووزير الطاقة ورئيس الأمن العام بوزير الخارجية السوري فيصل المقداد، وقال المسؤول في دمشق “اتفقت الأطراف على تشكيل فريق مشترك لمتابعة التفاصيل الفنية”، وسيكون هناك المزيد من المحادثات هذا الأسبوع.

كانت السفيرة الأمريكية ترد على خطة إيرانية بديلة لمساعدة لبنان، حيث قال حزب الله المدعوم من إيران إنه يرتب لاستيراد النفط الإيراني عبر سوريا على الأرجح.

ورست ناقلة تحمل الشحنة الأولى بالبحر الأحمر استعدادا لدخولها إلى قناة السويس، وكانت هناك تكهنات بأن الولايات المتحدة أو إسرائيل ستسعى إلى إيقاف السفينة، لكن هناك القليل من الوسائل القانونية للقيام بذلك، ويقول حزب الله إنه سيستخدم الوقود لمولدات المستشفيات ولأولويات إنسانية أخرى.

ويبدو أن رد واشنطن يشير إلى أن بايدن يفضل الانفتاح على سوريا في هذه المرحلة بدلًا من إيران في رأي الكاتب، فرغم أن سوريا وإيران حليفان، فإن بعض الحلفاء الإقليميين لأمريكا يحاولون إقناع بايدن بأن نفوذ طهران في دمشق يمكن أن يتضاءل إذا سُمح للأسد “بالانضمام إلى محيطه العربي” من حيث التجارة والاعتراف الدبلوماسي.

وهذا يشكل مصدر قلق لحزب الله الذي عمل على تطيور أسلحة وطرق تجارة مع إيران عبر سوريا، بحسب مراسل التايمز.

وقف الوفد اللبناني في سوريا لالتقاط صور رمزية للغاية بينما كان جالسا تحت العلم السوري بجوار صورة كبيرة لبشار الأسد، مما أثار حفيظة الكثيرين في لبنان الذين يتذكرون الآلاف من حالات (الاختفاء) في سجون النظام إبان الاحتلال السوري للبنان بعد انتهاء الحرب الأهلية قبل 30 عامًا.

المصدر : صحيفة التايمز