جدل جديد بعد اتهام إثيوبيا للسودان بالتورط في هجوم استهدف سد النهضة (فيديو)

أثار ملف النهضة الجدل مجددًا على منصات التواصل بعدما أعلن الجيش الإثيوبي أن قواته تمكنت من قتل 50 شخصًا وإصابة 70 آخرين بجروح خطيرة إثر مواجهات بين قوات الدفاع عن السد وجماعات مسلحة.

وكانت وسائل إعلام إثيوبية قد ذكرت أن هذه المجموعات حاولت الهجوم على سد النهضة محملة بأنواع مختلفة من المتفجرات والألغام بهدف عرقلة أعمال البناء في السد، وزعمت أنها قامت بالتسلل إلى البلاد عبر الحدود السودانية ومشيرة إلى أنها تتبع جبهة تحرير إقليم تيغراي.

دفع إقحام اسم السودان في الأخبار المتداولة حول الهجوم الأخير على سد النهضة، المستشار الإعلامي للقائد العام للقوات المسلحة السودانية طاهر أبو هاجة إلى دعوة النظام الإثيوبي لحل مشاكله الداخلية بعيدًا عن السودان.

وأكد أبو هاجة في بيان منشور على الصفحة الرسمية للقوات المسلحة السودانية عبر فيسبوك، أن السودان وجيشه لا يتدخلان في القضايا الداخلية للجارة إثيوبيا أو غيرها، مشيرًا إلى أن المزاعم الإثيوبية تعكس الواقع الصعب الذي يعيشه النظام الإثيوبي بسبب انتهاكاته المستمرة لحقوق شعبه وفق تعبيره.

وطالبت وزارة الخارجية السودانية -في بيان لها- إثيوبيا “بالكف عن العدوانية في التعامل مع السودان التي درجت عليها طيلة الفترة الماضية”.

كما طالبت الوزارة إثيوبيا “بوقف تكرار الادعاءات التي لا يسندها واقع ولا منطق ضد السودان تحقيقا لمصالح وأغراض شخصيات ومجموعات محددة” دون تسمية أحد.

وأثارت التصريحات المتبادلة بين الجانبين الإثيوبي والسوداني جدلًا واسعًا على منصات التواصل، وكتب المفكر المصري عمار علي حسن في هذا الصدد “كلما اشتد الخناق على آبي أحمد في الحرب الدائرة بين قواته وجبهة تيغراي أسرع إلى قضية سد النهضة الذي يلتف حوله أغلب الإثيوبيين وتحدث عن تهديد خارجي له”.

وأضاف “هكذا زعم بالأمس ورد عليه السودان بلهجة حادة. هذا الموقف يؤكد مجددًا أن الغرض السياسي للسد هو الأساس”.

وكتب عبد الشكور عبد الصمد “خبر الهجوم على سد النهضة من الجبهة الشعبية لتحرير تيغراي سيكون له انعكاسات وتداعيات، إما أنها تهدف لخلط الأوراق وإحراج الحكومة والحصول على تغطية إعلامية وخلق جو ضاغط”. وتساءل “هل سيكون له انعكاس سلبي على الجبهة؟”.

وتساءل أسامة شتات “هل تأكدتم أن جبهة تيغراي هاجمت سد النهضة فعلًا أم أن الأمر لا يتعدى كونه حملة إعلامية مميزة من أبي أحمد للترويج بأن ثوار تيغراي عملاء للخارج؟”.

وعلق رفعت “سواء كان ادعاءً كاذبًا لتحريك الملف لصالح إثيوبيا أو من يعبث بسد النهضة، كلاهما يؤكد عدم قدرة إثيوبيا على إدارة السد منفردة”.

ويأتي هذه الهجوم في وقت يحقق فيه “المتمردون” تقدمًا ملحوظًا إذ استعادوا السيطرة على معظم أجزاء تيغراي كما انضم إليهم جيش تحرير أورومو، مما يشكل تحديًا صعبًا أمام الحكومة الإثيوبية التي تسعى لتوظيف مشروع السد في توحيد جبهتها الداخلية.

المصدر : الجزيرة مباشر