ناشط يحتال على 600 شخص في فرنسا ويختلس الملايين.. ما قصته؟

الشاب الفرنسي بول أنتوني متهم بالنصب والاحتيال وجمع الأموال من الفوائد الاجتماعية (مواقع التواصل)

أعلنت الأجهزة الأمنية الفرنسية اعتقال أحد ناشطي مواقع التواصل الاجتماعي بتهمة اختلاس أكثر من 5.8 ملايين يورو من صندوق التضامن الفرنسي خاصة بمحاربة فيروس كورونا.

ونجح الشاب الفرنسي بول أنتوني (24 سنة) -والذي يحظى بمتابعة نحو 60 ألف متابع على  صفحاته مواقع التواصل الاجتماعي- في تنفيذ عملية احتيال واسعة النطاق عبر حساباته الشخصية عندما دعا أكثر من 600 شخص لتقديم طلبات للحصول على المساعدة، منتحلاً صفة مسؤول في إدارة اللجنة المشرفة على الصندوق.

ويواجه الناشط الفرنسي الذي كان يقيم في دبي، منذ ديسمبر/كانون الأول 2020، سلسلة من التهم التي شملت “النصب وتكوين عصابة منظمة ومحاولة الخداع” و”غسيل الأموال وجمع غير مبرر من الفوائد الاجتماعية”.

وتعود تفاصيل عملية الاحتيال المحبوكة عندما أقدم بول أنتوني -عبرصفحاته الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي- على إقناع رواد الأعمال ومديري الشركات بالاستفادة من خدماته.

وقال في مقطع فيديو “مساعدة كوفيد-19 بمبلغ 4500 يورو يمكنك أن تنالها في 48 ساعة، من سيبصق على 4500 يورو؟ في السابق، كان الرقم 10000 لكنه أفضل من لا شيء. فرنسا تعاني اليوم، وأنا أرى الناس كيف يعانون. إنه أمر صعب، كل الشركات تغلق أبوابها”.

وأضاف “أنت ما عليك إلا أن ترسل رسالة على خدمة واتساب، وسنجيب على أسئلتك ونجمع ملفك. إنها صفقة مربحة دعنا نذهب إلى العرض”.

وطلب بول أنتوني من متابعي صفحاته على فيسبوك وإنستغرام الموافقة على الحصول على بياناتهم من على موقع الضرائب الرسمي، ثم تولى مسؤولية جميع الخطوات الاحتيالية لطلب المساعدة من صندوق التضامن، بعدما طلب من عملائه أن يدفعوا له عمولة تتراوح بين 30 و50% من مبلغ المنحة.

الشاب الفرنسي يحظى بمتابعة كبرى على صفحاته على مواقع التواصل الاجتماعي( مواقع التواصل)

وقد بدأ التحقيق في هذه القضية بداية العام، عندما فحصت إدارة المالية الفرنسية العامة حالة شخص تلقى مساعدة كوفيد-19 واكتشفت أنه غير مؤهل للحصول عليها، ثم أوضحت كيف تمت مساعدته وتمكنت الشرطة من تتبعه مرة أخرى إلى أن وصلت للشاب بول أنتوني.

وفتح مكتب المدعي العام في باريس تحقيقا، في 7 مايو/أيار الماضي، وأصدر مذكرة توقيف بحق بول أنتوني وخلال استجوابه لأول مرة لم يرغب في الحديث، حسب محاميه.

وقال محامي للشاب إن سجله الجنائي يحمل “إشارة واحدة فقط” وإنه “لم تتم إدانته قط بتهمة الاحتيال” من قبل.

وأضاف “لقد تلقى تعليمًا ممتازًا لكنه ترك المدرسة في سن مبكرة جدًا، إنه شاب وقع ضحية لمواقع التواصل الاجتماعي مثل الكثيرين، كانت بالنسبة له حلقة مفرغة، استخدمها لأغراض غير مشروعة”.

وأكدت الأجهزة الأمنية الفرنسية أن بول أنتوني رهن الاعتقال حاليا في سجن (فريسنس في فال دي مارن) على أن يقدم للمحاكمة في وقت لاحق.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع فرنسية