أفغانستان..البنتاغون يقرّ بأخطاء و”فشل استراتيجي”

مسؤولو البنتاغون أمام أعضاء مجلس الشيوخ – 28 سبتمبر(رويترز)

أقرّ مسؤولو الدفاع الأمريكيون بأخطاء في التقدير أفضت إلى “فشل استراتيجي” في أفغانستان مع انتصار حركة طالبان من دون عناء بعد حرب استمرت 20 عاماً في أفغانستان.

وقال قائد أركان الجيوش الأمريكية الجنرال (مارك ميلي) ومسؤول القيادة الأمريكية الوسطى الجنرال (كينيث ماكنزي) علناً للمرة الأولى أنّهما نصحا الرئيس جو بايدن بالإبقاء على قوات في أفغانستان.

وأقرّا خلال جلسة استماع مساء أمس الثلاثاء، أمام أعضاء مجلس الشيوخ حول النهاية الفوضوية للحرب في أفغانستان، أنّهما نصحا الرئيس الأمريكي جو بايدن بالإبقاء على 2500 جندي في أفغانستان لتجنّب انهيار نظام كابل.

وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أمام مجلس الشيوخ(رويترز)

عدم الأخذ بالنصيحة

لكن الرئيس الأمريكي اختار عدم الأخذ بهذه النصيحة، مؤكداً في أغسطس /آب أنّه لم يتلقّها، وقال بايدن خلال مقابلة مع محطة (ايه بي سي) التلفزيونية في 19 أغسطس الماضي “لم يقل أحد لي ذلك على حدّ علمي”.

وقال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إنّ “واقعة انهيار الجيش الأفغاني الذي درّبناه مع شركائنا، غالباً من دون إطلاق أي رصاصة، فاجأتنا”، مضيفاً “سيكون مجافياً للحقيقة الادّعاء بعكس ذلك”.

وأضاف “لم ندرك مدى فساد كبار ضباطهم وانعدام كفاءتهم، لم نقدّر الأضرار التي نجمت عن التغييرات الكثيرة وغير المفسّرة التي قرّرها الرئيس أشرف غني على صعيد القيادة”.

وقال قائد أركان الجيوش الأمريكية الجنرال مارك ميلي (رويترز)

من جانبه رأى الجنرال مارك ميلي أنّ ما حصل شكّل “فشلاً استراتيجياً” وحذّر من أنّ خطر إعادة تشكيل صفوف تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة في أفغانستان “إمكانية واقعية جدا”.

وقال ميلي إن بلاده “لم تجر تقييما شاملا لمعنويات القيادة وعزيمتها”، وأضاف “يمكن إجراء تعداد للطائرات والشاحنات والعربات والسيارات لكن لا يمكن قياس القلب البشري بواسطة آلة”.

ووقّعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب في 29 فبراير/شباط 2020 في الدوحة اتّفاقاً تاريخياً مع طالبان نصّ على انسحاب كلّ القوات الأجنبية قبل الأول من مايو/ أيار 2021 مقابل الحصول على ضمانات أمنية وإطلاق مفاوضات.

وبعدما تولّى جو بايدن سدّة الرئاسة الأمريكية ودقّق في تفاصيل الاتفاق مدى أشهر، قرّر تنفيذه إنما أرجأ الموعد النهائي للانسحاب إلى 31 أغسطس/آب.

أمريكا ترفض هبوط رحلة

 

في ذات الشأن قال منظمو رحلة قادمة من أفغانستان وعلى متنها نحو 100 من الأمريكيين وأصحاب الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة أن وزارة الأمن الداخلي رفضت يوم الثلاثاء منح الرحلة حق الهبوط.

وقال برايان ستيرن، مؤسس جماعة (بروجيكت داينامو) إن وكالة الجمارك وحماية الحدود التابعة للوزارة “لن تسمح لرحلة طيران عارض دولية من الهبوط في مطار أمريكي”.

وتحدث ستيرن لرويترز من على متن طائرة استأجرتها جماعته من شركة طيران أفغانية خاصة، قال إنها رابضة في مطار أبوظبي منذ 14 ساعة بعد وصولها من كابل وعلى متنها 117 شخصا، بينهم 59 طفلا.

وبروجيكت داينامو واحدة من جماعات شكلها (قدامى المحاربين) في الولايات المتحدة ومسؤولين أمريكيين حاليين وسابقين تشكلت لدعم عملية الإجلاء الأمريكية الشهر الماضي التي اعتبروها فوضوية وسيئة التنظيم.

ونقلت رويترز عن مسؤول بالإدارة لم تسمه إنها لا علم لها بالأمر، لكن الحكومة الأمريكية تستغرق وقتا عادة للتحقق من بيانات الطائرات المستأجرة قبل السماح لها بالهبوط في الولايات المتحدة.

كان الرئيس الأمريكي جو بايدن قال إن على رأس أولوياته إعادة الأمريكيين وأصحاب الإقامة الدائمة الذين لم يتمكنوا من مغادرة أفغانستان خلال عملية الإجلاء الشهر الماضي.

وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية يوم الإثنين إن الولايات المتحدة على علم باستعداد نحو 100 من المواطنين الأمريكيين وأصحاب الإقامة الدائمة لمغادرة أفغانستان.

وقال ستيرن إن 28 أمريكيا و83 من أصحاب الإقامة الدائمة وستة من الحاصلين على تأشيرات الهجرة الخاصة الممنوحة للأفغان الذين عملوا مع الحكومة الأمريكية خلال الحرب التي دامت 20 عاما كانوا على متن الرحلة.

وكان قد خطط لنقل الركاب إلى طائرة مستأجرة أخرى من أجل مواصلة الرحلة للولايات المتحدة، والتي قال إن إدارة الجمارك سمحت لها بالهبوط في مطار جون إف. كنيدي بمدينة نيويورك.

وأضاف أن الإدارة غيرت الأذن بالهبوط ليكون في مطار دالاس الدولي خارج واشنطن قبل أن ترفض منح الطائرة حق الهبوط في أي مكان في الولايات المتحدة.

وشرح قائلا “لدي طائرة بوينغ 787 ضخمة وجميلة رابضة أمامي، لدي طاقم وطعام” وأضاف “وحصلنا على إذن من طالبان بتسيير رحلات مستأجرة لنقل الركاب من مطار كابل”.

المصدر : وكالات