السودان.. عضو بمجلس السيادة: العلاقة بين المكون المدني والعسكري ليست بخير

جنود سودانيون يغلقون الطريق بعد محاولة انقلاب فاشلة في الخرطوم (الأناضول)

قال عضو مجلس السيادة السوداني (محمد الفكي سليمان) إن هجوم رئيس المجلس عبد الفتاح البرهان على المكون المدني الهدف منه إنتاج عملية سياسية يتم التحكم فيها من قبل المكون العسكري بإدخال أشخاص لتولي مناصب.

وأضاف الفكي في حوار مع التلفزيون الرسمي مساء أمس الجمعة، أن هذا يخل بالشراكة ويجب ألا يسمح له بذلك، وقال “البرهان والعسكر ليسوا أوصياء على المدنيين بل شركاء فقط وأن الوصي هو الشعب”.

كان رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) قد هاجما القوى السياسية السودانية وقالا إنها انشغلت بالصراع على السلطة عن هموم المواطنين.

وقال البرهان خلال حفل تخريج قوات عسكرية يوم الأربعاء إن القوات النظامية هي التي أجهضت المحاولة الانقلابية وأن الجيش هو الوصي على البلاد وأن شعارات الثورة ضاعت وسط صراع السياسيين على السلطة.

العلاقة ليست بخير

وكشف عضو مجلس السيادة أن العلاقة السياسية بين المكونين المدني والعسكري ليست بخير وأن هناك انسدادا في الأفق ولم يصلوا لأي توافق على سبيل المثال حول من يتولى منصب رئيس القضاء.

ونفى عضو السيادي السوداني أنهم كمدنيين يتهافتون على السلطة وقال ” منصبي غير مهدد وإذا سقطنا سنسقط جميعا وتسقط معنا البلاد”

وعن الانتقادات التي توجه للعسكريين الأعضاء بمجلس السيادة والذين يتولون مناصب وزارية، قال إن ذلك لا يسئ للقوات المسلحة لأن هؤلاء سياسيون ويتولون مناصب سياسية.

وقال الفكي إن رئيس مجلس السيادة اتصل به طالبا منه -بعد دعوته للثوار في تدوينة كتبها على فيسبوك بأن يهبوا لحماية الثورة والدفاع البلاد- ألا يدعو الناس للخروج للشارع لأن ذلك يربك المشهد ويشكل خطرا.

وذكر أن المكون المدني كان من المفترض أن يتولى رئاسة مجلس السيادة في شهر مايو/آيار الماضي لكن الخطوة تأخرت بسبب اتفاقية سلام جوبا التي أضافت عاما للفترة الانتقالية.

تحذير أمريكي

من ناحية أخرى، حذرت الولايات المتحدة من أن أي محاولة تجريها السلطات العسكرية في السودان لتقويض الإعلان الدستوري “ستكون لها عواقب وخيمة على العلاقات الثنائية بين واشنطن والخرطوم”.

جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بين مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ورئيس الوزراء السوداني عبد الله حمدوك، وفق بيان للبيت الأبيض.

وقال البيت الأبيض، أمس الجمعة، إن جيفري فيلتمان المبعوث الأمريكي إلى القرن الأفريقي سيزور السودان الأسبوع القادم للتأكيد على الدعم الأمريكي لحكومة هذا البلد بعد أن قالت السلطات السودانية إنها أحبطت محاولة انقلاب.

وأعرب سوليفان خلال الاتصال عن التزام إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بدعم الانتقال الذي يقوده المدنيون إلى الديمقراطية في السودان، ومعارضتها لأي محاولات لعرقلة أو تعطيل إرادة الشعب، بحسب البيان.

وذكر البيان أن الجانبين ناقشا أهمية “قيام الحكومة الانتقالية بإحراز تقدم مستمر لتحقيق الاستقرار الاقتصادي وإصلاح قطاع الأمن تحت قيادة مدنية وضمان العدالة والمساءلة عن الانتهاكات السابقة”.

وأوضح البيان أن سوليفان ذكر خلال الاتصال أن الرئيس الأمريكي جو بايدن يتطلع إلى استضافة رئيس الوزراء حمدوك والاجتماع معه في المستقبل القريب”.

ويعيش السودان فترة انتقالية منذ 21 أغسطس/ آب 2019، تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، يتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام في 3 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات