عضو إثيوبي في مفاوضات سد النهضة: لا نعترف بحصص مصر والسودان في مياه النيل (فيديو)

قال الدكتور زيرهون ابيبي، عضو الفريق الإثيوبي في مفاوضات سد النهضة، إن أديس أبابا لا تعترف بالحصص الحالية لمصر والسودان في مياه نهر النيل، مشيرا إلى أن تلك الحصص هي رغبات “استعمارية” لا تقبل بها إثيوبيا.

وأضاف خلال مقابلة مع برنامج “مباشر مع” على قناة الجزيرة مباشر، مساء الإثنين، أن الاتفاقية الملزمة التي تريدها السودان ومصر “تفرض وجهة نظر استعمارية واحتكارية على إثيوبيا وترفض حقوق أديس أبابا في مياه النيل، وهذا أمر غير مقبول ولن نوقع اتفاقا من هذا القبيل”.

وتابع: “مصر تزعم أن لها الحق في 55.5 مليار متر مكعب في مياه النيل والسودان تزعم أن لها 18 مليار متر مكعب، وهذا أمر غير موجود ولا نعترف به أبدا”.

وأوضح المفاوض الإثيوبي أن مصر لن تشعر بالعطش لأنها ستحصل على “حصتها العادلة”، والتي قال إنه سيتم تحديدها وفقا للمفاوضات، لكن “نحن لا نعترف بالحصص الحالية لمصر والسودان في مياه النيل”.

بيان مجلس الأمن

وبشأن البيان الرئاسي لمجلس الأمن الدولي بشأن سد النهضة قال عضو الفريق الإثيوبي إنه لم يكون هناك حاجة من الأساس أن تذهب مصر والسودان إلى الأمم المتحدة ومجلس الأمن.

وأشار إلى أن سد النهضة هو مجرد مشروع تنموي لتوليد الطاقة لم يدخل ضمن اختصاصات مجلس الأمن، وبالتالي فإن المجلس دُفع إلى بحث موضوع ليس من تفويض مجلس الأمن على الإطلاق.

وأوضح أن إثيوبيا لديها حصتها في مياه النيل ولديها الحق في استخدام تلك المياه لأي شيء كان سواء استخدامات محلية أو صناعية.

وقال: “لدينا الحق في استخدام مياه نهر النيل من دون إذن من دولتي المصب (مصر والسودان)”.

وأشار الدكتور زيرهون ابيبي أن “هناك سوء فهم عن إثيوبيا ونواياها بشأن سد النهضة بسبب الحملة الإعلامية المصرية ضد أديس أبابا”، وقال إن “نهر النيل مسألة حياة أو موت بالنسبة للإثيوبيين كما هو الحال بالنسبة للمصريين والسودانيين”.

وأكد أن إثيوبيا لن توقع على أي اتفاق يهدد استخدامها وحقوقها الحالية والمستقبلية في نهر النيل.
وتساءل زيرهون قائلا: “هل يمكن أن تأتي السودان أو مصر وتقول لي كيف أستخدم المياه في قريتي وأروي عطشي؟.. هذا أمر غير مقبول ولن يحدث”.

وتابع: “نحن سنوقع فقط اتفاقا ملزما يكون منصفا ويحمي حقوق كل دول حوض النيل، لن نعترف بأية اتفاقات استعمارية ولن نعترف بأية وجهات نظر احتكارية.. النيل ليس ملكية حصرية لمصر والسودان فقط”.

وكان مجلس الأمن الدولي حث، الأربعاء الماضي، مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف محادثات يقودها الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى اتفاق ملزم “في إطار زمني معقول” بشأن تشغيل سد النهضة على النيل الأزرق.

ودعا مجلس الأمن الذي يضم 15 دولة في بيان رسمي نال الموافقة بالإجماع “الدول الثلاث إلى المضي قدما في عملية المفاوضات التي يقودها الاتحاد الأفريقي بطريقة بناءة تقوم على التعاون”.

وكانت مصر والسودان قد التمستا مساعدة المجلس في حل النزاع بعد أن بدأت إثيوبيا ملء خزان السد في يوليو/ تموز للعام الثاني. وتعارض أديس أبابا أي تدخل لمجلس الأمن في هذه القضية.

وتتخوف القاهرة من تأثير سلبي محتمل للسد على تدفق حصتها السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55 مليار متر مكعب، فيما يحصل السودان على 18.5 مليار.

ووسط تعثر المفاوضات منذ أشهر، أخطرت إثيوبيا في 5 من يوليو/تموز الماضي، دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم، باعتباره إجراءً أحادي الجانب.

المصدر : الجزيرة مباشر