بعد “الانسحاب الفوضوي من أفغانستان” أوربا تدرس تشكيل قوة رد سريع

مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي جوزيب بوريل(غيتي)

شدّد جوزيب بوريل مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوربي على ضرورة تشكيل قوة للرد السريع، مشيرا إلى أن “انسحاب الغرب الفوضوي من أفغانستان” سيكون عاملا محفّزا لذلك.

وقال المسؤول الأوربي “إن انسحاب الغرب الفوضوي من أفغانستان سيكون على الأرجح عاملا محفّزا في محاولات الاتحاد الأوربي لتطوير دفاعاته المشتركة”، مضيفا أنه يتعين تشكيل قوة للرد السريع في إطار ذلك.

وأوضح “هناك أحيانا أحداث تُحفز التاريخ وتُحدث انطلاقة، وأعتقد أن أفغانستان واحدة من هذه الحالات”، وذلك قبيل اجتماع غير رسمي لوزراء دفاع الاتحاد الأوربي في سلوفينيا، اليوم الخميس.

ويبحث وزراء دفاع دول الاتحاد الأوربي، اليوم الخميس، في سلوفينيا تشكيل قوة رد سريع بعدما أثار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان صحوة حول ضعف هامش المناورة لدى التكتل.

وتكثفت الدعوات في الأيام الماضية لكي تطور الدول الأعضاء الـ27 قدرتها العسكرية المشتركة الخاصة للرد سريعا على الأزمات بعد مشاهد الفوضى في مطار كابل.

ويعيد الوزراء الأوربيون النظر في اقتراح قدم للمرة الأولى، في مايو/أيار الماضي، ويهدف لتشكيل قوة قوامها خمسة آلاف عنصر في إطار مراجعة استراتيجية الدفاع لدى الاتحاد الأوربي التي يفترض أن تنتهي في السنة القادمة.

شكوك حول الجدية

لكن هناك شكوك جدية حول قدرة الأوربيين على التوصل إلى مثل هذا المشروع، إذ إن الاتحاد الأوربي لم يتمكن يوما من استخدام نظام “تجمعات تكتيكية” وضع في 2007، ويتطلب إجماعا من الدول الأعضاء لكي يتم تفعيله.

وقال مسؤول السياسات الخارجية في الاتحاد الأوربي في بداية الاجتماع إن “الحاجة إلى دفاع أوربي أكبر لم تكن أبدا أكثر وضوحا مما هي عليه اليوم بعد الأحداث في أفغانستان”.

وردا على سؤال حول إنشاء قوة عسكرية أوربية جديدة، أصر بوريل على أنه “يجب أن نذهب لشيء أكثر عملانية” حيث بقيت التجمعات التكتيكية غير مستخدمة.

وقدّر وزير الدفاع السلوفيني ماتي تونين الذي تتولى بلاده الرئاسة الدورية للاتحاد الأوربي، أن قوة الرد السريع يمكن أن يتراوح عددها بين “خمسة آلاف و20 ألف فرد”.

ودعا إلى وضع نظام جديد يسمح بإرسال قوات من “الدول المتطوعة” باسم الاتحاد الأوربي إذا وافقت غالبية الدول الأعضاء على ذلك بدلا من الإجماع المطلوب من أجل التجمعات التكتيكية.

وشددت وزيرة الدفاع الألمانية على أن العبرة مما حصل في أفغانستان تكمن في أن تكون أوربا مستقلة أكثر وقادرة على التحرك بشكل مستقل أكثر.

وتساءل وزير الدفاع في لاتفيا “نحاول وضع خطط هائلة حول الدفاع المشترك في الاتحاد الأوربي لكن المجموعات القتالية قائمة منذ عقد، هل استخدمناها؟”.

وأكد أن التكتل يجب أن يثبت أن لديه “الرغبة السياسية” في استخدام هذه القوة.

والاتحاد الأوربي منقسم منذ سنوات حول الدور الذي يجب أن يلعبه في مجال الدفاع خصوصا بسبب التردد الكبير من جانب دول أوربا الشرقية المتمسكة جدا بمظلة حلف شمال الأطلسي (الناتو) والأمريكيين في مواجهة موسكو.

واستؤنفت المحادثات بعد خروج بريطانيا من التكتل خاصة وأنها كانت تعارض بشدة تشكيل جيش أوربي.

المصدر : وكالات