شقيقة “مهندس” عملية الفرار من جلبوع: قريبا يا محمود سنأكل معا تينا وعنبا (فيديو)

“فجر الحرية قادم لا محال وسنلتقي بمحمود وسنأكل معًا تينًا وعنبًا” هكذا رددت شقيقة الأسير محمود العارضة “مهندس” عملية فرار الأسرى الفلسطينيين الستة من سجن جلبوع الإسرائيلي، خلال لقاء على الجزيرة مباشر.

تمنت هدى العارضة شقيقة الأسير الذي اعتُقل بعد 5 أيام من الفرار والتي خصها بسلام خاص في رسالته من داخل المعتقل بعد احتجازه من جديد فجر الحادي عشر من سبتمبر/أيلول، أن يلتقي محمود بوالدته المريضة بعد 6 سنوات لم يتمكن فيها من رؤيتها بسبب المنع الأمني.

من داخل المعتقل

روت الأسيرة السابقة والتي أُطلق سراحها في 2011 كيف عاشت العائلة تلك الأيام الخمسة التي ظل فيها محمود طليقًا، وقالت إن الصدمة كانت أول ما شعرت به بعد رؤية صورته بين الأسرى الفارين، وإن كانت هذه محاولته الثالثة للفرار لكن شقيقته لم تكن تتوقعها.

ولم تقلق هدى من اعتقال محمود مرة أخرى وعلمت أن ذلك سيحدث، لكنها تمنت لو أن شقيقها ظل طليقًا لشهر من الزمن حتى يرى والدته ويتذوق طعم الحرية بعد 29 سنة داخل معتقل المحتل.

حكت هدى عن اهتمام محمود بتفاصيل الخارج وسؤاله خلال الزيارات عن أخبار الأهل والجيران، ووصفت حبه لأطفال العائلة إذ طلب منها قميصًا لابنها “محمود” والذي ظل معلقًا بجوار سريره في المعتقل لتسع سنوات، وخاض بسببه معارك مع إدارة السجن في كل مرة كانت تقرر فيها انتزاعه منه.

وقال محمود عبر محاميه بعد إعادة اعتقاله، إنه تجول طيلة الأيام الخمسة بجوارب ابنة شقيقتي والتي أوصى الأسرة بإدخالها له إلى المعتقل في وقت سابق رغبة منه في تقاسم أبسط التفاصيل مع الأسرة مستشعرًا أنه يعيش بينهم.

وكأن فلسطين احتُلت من جديد

وأشارت هدى العارضة إلى أن القبض علي محمود والأسرى الثلاثة جاء بعد وشاية وقالت “من نظراته حسيت انه انغدر فيه وانه انخان وبالفعل كان في وشاية عليه”.

ووصفت شعورها بعد مشاهدة فيديو إعادة اعتقاله بالقول “كأنها سقطت فلسطين من جديد. كأنها احتُلت من جديد بل أعظم”.

على أمل اللقاء

وقالت شقيقة مهندس عملية الفرار من سجن جلبوع شديد الحراسة، بأن تصريح كتائب الشهيد عز الدين القسام -الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أثلج صدرها، والذي أفاد أن عملية تبادل الأسرى المقبلة التي ستتم مع الاحتلال ستشمل أسرى جلبوع المعاد اعتقالهم.

وتحدثت هدى بأمل أقرب إلى اليقين ببزوغ فجر الحرية قريبًا واجتماع عائلتها بالأسير محمود العارضة حرًا طليقًا من جديد، قائلة “سنأكل معا تينًا وعنبًا”.

تشديد التعذيب

وكشف محمود لمحاميه أنه لم يكن هناك مساعدة من أسرى آخرين داخل السجن، وأنه المسؤول الأول عن التخطيط والتنفيذ لهذه العملية، وأردف “بدأنا الحفر في ديسمبر/كانون الأول 2020، حتى سبتمبر/أيلول الجاري”.

وكان المحامي رسلان محاجنة قد روى تفاصيل زيارته الأولى للأسير محمود العارضة بعد إعادة اعتقاله، وقال إنه خضع لتحقيق قاس منذ اللحظة الأولى لاعتقاله وإن قوات الاحتلال اعتدت عليه بشكل قاسٍ لحظة اعتقاله.

وأشار إلى أنه أصيب في الرأس وفوق العين اليمنى ولم يتلق العلاج حتى اللحظة ويعاني من جروح كثيرة أصيب بها خلال ملاحقته واعتقاله، وأضاف أن محمود جُرّد من ملابسه خلال عملية التحقيق معه في سجن الناصرة، وبعدها نقل إلى مركز تحقيق الجلمة جنوب مدينة حيفا قبل أن يخضع للتحقيق على مدار الساعة.

وسعى الاحتلال إلى مساومة العارضة بتهم واهية، وفق محاميه، كما هدده أحد المحققين بإطلاق النار عليه، مضيفًا أنه احتجز في زنزانة ضيقة (مترين في متر) وهي مراقبة على مدار الساعة بالكاميرات والحراس قبل أن يمنعه الاحتلال من النوم والراحة والصلاة.

واعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الأحد آخر أسيرين فرّا من سجن جلبوع وهما أيهم كممجي ومناضل نفيعات من الحي الشرقي لمدينة جنين شمالي الضفة الغربية، وسط مواجهات عنيفة اندلعت في المكان.

وكانت شرطة الاحتلال أعلنت مطلع الأسبوع الماضي اعتقال الأسرى الأربعة زكريا الزبيدي ومحمد ومحمود العارضة ويعقوب القادري، داخل أراضي الـ 48 المسماة بالخط الأخضر. وكان الأسرى الستة قد تمكنوا يوم الإثنين 6 سبتمبر/أيلول من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع عبر نفق حفروه سرًا.

المصدر : الجزيرة مباشر