الزحام الفضائي.. هل تعرف كم عدد الأقمار الصناعية حول الأرض؟

صاروخ مركبة فضائية
في 2020 حملت 114 مركبة فضائية حوالي 1300 قمر صناعي إلى الفضاء (رويترز)

نشر موقع (ذا كونفرسيشن) تقريرًا يتحدث عن الأقمار الصناعية الموجودة في الفضاء، مشيرًا إلى أنه يُطلق صاروخ إلى الفضاء بشكل أسبوعي تقريبًا، يحمل مركبة شحن أو سياحًا أو أقمارًا صناعية أخرى.

وقال الموقع إن فكرة “الفضاء يزدحم” موجودة منذ بضع سنوات، لكنها أصبحت واقعًا الآن.

وقال كاتب التقرير سوبريا تشاكرابورتي “العديد من الأقمار الصناعية التي وُضعت في المدار ماتت واحترقت في الغلاف الجوي، لكن الآلاف منها بقيت”.

ويعمل تشاكرابورتي أستاذًا للفيزياء ومديرًا لمركز علوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة ماساتشوستس في الولايات المتحدة.

وأوضح “منذ أن أطلق الاتحاد السوفيتي (سبوتنيك) -أول قمر صناعي من صنع الإنسان- عام 1957، دأبت البشرية على إطلاق المزيد من الأجسام إلى المدار كل عام، وخلال النصف الثاني من القرن العشرين كان النمو بطيئًا لكنه ثابت، مع إطلاق 60 – 100 قمر صناعي سنويًا، وذلك حتى أوائل 2010، وعندها ارتفعت الوتيرة بشكل كبير”.

وفي 2020، حُملت 114 مركبة فضائية حوالي 1300 قمر صناعي إلى الفضاء متجاوزة -للمرة الأولى- رقم الألف قمر صناعي جديد سنويًا.

وقال “بدءًا من 16 سبتمبر/أيلول الجاري، يدور نحو 1400 قمر صناعي جديد حول الأرض، وسيزداد هذا مع نهاية العام، ونشرت شركة (سبيس إكس) -خلال هذا الأسبوع فحسب- 51 قمرا صناعيا آخر في المدار”.

مركبة فضائية تحمل 16 قمرا صناعية صغيرا (رويترز)

الأقمار الصناعية الصغيرة وسهولة الوصول إلى المدار

ويقول التقرير إن هناك سببين رئيسيين لهذا النمو المتسارع “لم يكن إرسال قمر صناعي إلى الفضاء بمثل هذه السهولة سابقًا، ففي 29 أغسطس/آب الماضي، حمل صاروخ سبيس إكس أقمارًا صناعية عدة إلى محطة الفضاء الدولية، وفي 11 أكتوبر/تشرين الأول المقبل، ستنتشر هذه الأقمار الصناعية في المدار، وسيزداد عدد الأقمار الصناعية مرة أخرى”.

ويستطرد “السبب الثاني هو أن الصواريخ يمكنها حمل المزيد من الأقمار الصناعية بسهولة أكبر وبتكلفة منخفضة أكثر من أي وقت مضى”.

ويوضح التقرير أن هذه الزيادة ليست بسبب زيادة قوة الصواريخ، بل أصبحت الأقمار الصناعية أصغر وذلك بفضل ثورة الإلكترونيات، إذ كانت 94% من جميع المركبات الفضائية في 2020 تضم أقمارًا صناعية صغيرة تزن أقل من حوالي 1320 رطلاً (600 كيلوغرام)”.

وتُستخدم غالبية هذه الأقمار الصناعية لرصد الأرض أو للاتصالات والإنترنت.

ويضيف التقرير “بهدف إيصال الإنترنت إلى المناطق المحرومة من العالم، أطلقت شركتان خاصتان، (سبيس إكس) و(وان ويب) معًا نحو 1000 قمر صناعي صغير في 2020، وتخطط الشركتان لإطلاق أكثر من 40 ألف قمر صناعي خلال السنوات المقبلة لإنشاء ما يسمى (الأبراج الضخمة) في مدار أرضي منخفض”.

وتتطلع شركات أخرى إلى هذا السوق الذي تبلغ قيمته تريليون دولار أمريكي، وأبرزها أمازون بمشروعها (كيوبر).

سماء مزدحمة

مع النمو الهائل للأقمار الصناعية، بدأت المخاوف من سماء مزدحمة تتحقق.

وبعد يوم واحد من إطلاق شركة (سبيس إكس) أول 60 قمرًا صناعيًا من شركتها الفرعية (ستارلينك)، بدأ علماء الفلك في رؤيتها وهي تحجب النجوم.

ويخشى علماء الفلك الراديوي من فقدان 70% من حساسية ترددات معينة بسبب تداخل الأقمار الصناعية الضخمة، إذ إنه من السهل فهم التأثير في علم الفلك المرئي.

ودرس الخبراء وناقشوا المشاكل المحتملة المترتبة على طرح هذه الأبراج، فضلًا عن طرق تعامل شركات الأقمار الصناعية معها، ويتضمن ذلك تقليل عدد الأقمار الصناعية وسطوعها ومشاركة مواقعها ودعم برامج معالجة الصور الأفضل.

ويزداد القلق بشأن الحطام الفضائي وكذلك الاحتمال الحقيقي للتصادم لا سيّما مع ازدحام المدار الأرضي المنخفض.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع أمريكية