بيان رئاسي لمجلس الأمن بشأن استئناف مفاوضات سد النهضة

مجلس الأمن الدولي
مجلس الأمن الدولي (رويترز-أرشيفية)

اعتمد مجلس الأمن الدولي، أمس الأربعاء، بيانا رئاسيا يدعو فيه إلى استئناف المفاوضات المتعثرة منذ شهور حول سد النهضة بين إثيوبيا من جهة ومصر والسودان من جهة أخرى.

وتتبادل مصر والسودان مع إثيوبيا اتهامات بالمسؤولية عن تعثر مفاوضات بشأن السد يرعاها الاتحاد الأفريقي منذ شهور ضمن مسار تفاوضي بدأ قبل نحو 10 سنوات.

ويتطلب صدور بيانات مجلس الأمن موافقة جماعية من كل الأعضاء، إذ تملك أي دولة بالمجلس حق عرقلة صدور البيانات الرئاسية أو البيانات الصحفية.

وحث البيان الدول الثلاث على “استئناف المفاوضات تحت قيادة الاتحاد الأفريقي للتوصل إلى اتفاق ملزم بشأن ملء وتشغيل السد في إطار زمني معقول، مع ضمان مصالح الأطراف بشكل عادل”.

وأكد أن مجلس الأمن أن بيانه هذا “لا يحدد أي مبادئ أو سابقة في المنازعات المتعلقة بمصادر المياه العابرة للحدود”.

مصر ترحب

من جانبها، قالت مصر إنها ترحب بالبيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن والذي “شجع مصر وإثيوبيا والسودان على استئناف المفاوضات بشأن سد النهضة في إطار المسار التفاوضي الذي يقوده رئيس الاتحاد الأفريقي، بغرض الانتهاء سريعا من صياغة نص اتفاق قانوني ملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك في إطار زمني معقول”.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان “يأتي صدور هذا البيان الرئاسي عن مجلس الأمن تأكيدا للأهمية الخاصة التي يوليها أعضاء مجلس الأمن لقضية سد النهضة، وإدراكا لأهمية احتواء تداعياتها السلبية على الأمن والسلم الدوليين، ولمسؤوليتهم عن تدارك أي تدهور في الأوضاع ناجم عن عدم إيلاء العناية اللازمة لها”.

وأضافت “تؤكد مصر على أن البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن حول سد النهضة، وعلى ضوء طبيعته الإلزامية، إنما يمثل دفعة مهمة للجهود المبذولة من أجل إنجاح المسار الأفريقي التفاوضي، وهو ما يفرض على إثيوبيا الانخراط بجدية وبإرادة سياسية صادقة بهدف التوصل إلى اتفاق قانوني مُلزِم حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة على النحو الوارد في البيان الرئاسي لمجلس الأمن”.

إثيوبيا قالت إنها أكملت بنجاح عملية الملء الثانية لسد النهضة بالمياه (مواقع التواصل)

موقف السودان

وقالت وزيرة الخارجية السودانية مريم المهدي إن بلادها تشارك بحسن نية في جولات التفاوض بهدف التوصل إلى اتفاق يحفظ مصالح الدول المشاطئة ودولة المنبع.

وأضافت أن السودان يجدد دعوته لقبول عملية الوساطة المعززة بقيادة الاتحاد الأفريقي لمساعدة الأطراف في الوصول لاتفاق يرضي الدول الثلاث.

وشددت على ضرورة تغيير المنهجية التفاوضية غير الفاعلة التي وسمت الجولات السابقة.

إثيوبيا جاهزة

وأعلن وزير خارجية إثيوبيا دمقي مكونن، مساء الأربعاء، استعداد بلاده للعودة إلى المفاوضات في أي وقت، على حد قوله.

جاءت تصريحات الوزير الإثيوبي خلال محادثات مع وزير خارجية الكونغو الديمقراطية كريستوفر لوتندولا أثناء زيارته أديس أبابا ضمن جولة تشمل أيضا الخرطوم والقاهرة لإحياء المفاوضات المتعثرة منذ شهور.

وتترأس الكونغو الديمقراطية الدورة الحالية لأعمال الاتحاد الأفريقي.

وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية في بيان إن مكونن ولوتندولا “أجريا مباحثات ركزا خلالها على استمرار المحادثات الثلاثية بشأن سد النهضة الإثيوبي”.

وجدد مكونن الإعراب عن “التزام إثيوبيا بمواصلة المحادثات الثلاثية ما سيمكن من التوصل إلى حل شامل”.

وشدد على “استعداد إثيوبيا للمشاركة في المفاوضات في أي وقت”.

وأعرب لوتندولا عن “تقديره لالتزام إثيوبيا بمواصلة المفاوضات الثلاثية”، وفق البيان.

ورأى أنه “من الممكن بدء المفاوضات الثلاثية في وقت قريب”.

وتقول أديس أبابا إنها لا تستهدف الإضرار بمصالح دولتي مصب نهر النيل، مصر والسودان، بل توليد الكهرباء من السد لأغراض التنمية.

في حين، تدعو القاهرة والخرطوم إلى إبرام اتفاق ثلاثي ملزم قانونا، للحفاظ على منشآتهما المائية، واستمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه النيل.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات