طالبان تعتزم تأسيس جيش نظامي في أفغانستان.. والاتحاد الأوربي: حان وقت الانتقال إلى المستوى التالي

أفراد من طالبان يقومون بدوريات أمنية في شوارع العاصمة الأفغانية كابول (الأناضول)

قال رئيس أركان جيش حركة طالبان قاري فصيح الدين، اليوم الأربعاء، إن الحركة ستؤسس قريباً جيشاً نظامياً في أفغانستان.

وأوضح فصيح الدين في مؤتمر بالعاصمة كابل أن المشاورات حول تأسيس جيش نظامي وقوي مستمرة وأن هذه المشاورات ستعطي ثمارها قريبا.

وأضاف أن الحركة ستقمع “أولئك الذين يتسببون في اضطرابات عرقية” في البلاد، مبينا أن “المقاومين” -في إشارة إلى (جبهة المقاومة الوطنية)- يريدون جر البلاد إلى حرب أهلية.

وبعد نحو أسبوعين من سيطرة طالبان على كابل، في 15 أغسطس/آب الماضي، شنت الحركة هجوما على معقل (جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية) في بانشير بزعامة أحمد مسعود، نجل أحمد شاه مسعود.

وسيطرت طالبان على أفغانستان، الشهر الماضي، بموازاة مرحلة أخيرة من انسحاب عسكري أمريكي اكتمل أواخر الشهر نفسه.

المستوى التالي

من ناحية أخرى، قالت رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين، الأربعاء، إن أوربا ستسعى لتعزيز قدراتها العسكرية بعد انهيار الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان معلنة عقد قمة دفاعية.

وفي خطاب (حالة الاتحاد) السنوي في البرلمان الأوربي، قالت فون دير لايين “لقد حان الوقت لتنتقل أوربا إلى المستوى التالي”.

وأضحت أن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون سيستضيف “قمة الدفاع الأوربي” خلال رئاسة فرنسا للاتحاد الأوربي التي ستستمر 6 أشهر بدءا من العام الجديد.

وتقود باريس الضغوط من أجل تطوير الاتحاد الأوربي الذي يضم 27 بلدا المزيد من القدرات العسكرية المستقلة إلى جانب التحالف الغربي الذي تقوده الولايات المتحدة.

وتصاعد الجدل في بروكسل حول دور الاتحاد الأوربي عقب الانهيار السريع للحكومة الأفغانية في نهاية المهمة التي استمرت 20 عاما بقيادة الولايات المتحدة في أفغانستان.

لكنّ معظم دول الاتحاد الأوربي هي أيضا أعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) وبعضها خصوصا الدول الشرقية الأكثر عرضة لتهديدات روسيا لا يريد تقويض العلاقات مع الولايات المتحدة.

وقالت فون دير لايين “كانت مشاهدة الأحداث في أفغانستان مؤلمة جدا لعائلات العسكريين القتلى وأصدقائهم”.

وأضافت “علينا التفكير في الطريقة التي يمكن أن تنتهي من خلالها هذه المهمة بشكل مفاجئ. هناك أسئلة مقلقة جدا سيتعين على الحلفاء معالجتها داخل حلف شمال الأطلسي”.

وتابعت “لكن ببساطة، ليس هناك أي قضية أمنية ودفاعية يكون حلّها تعاونا أقل”.

رئيسة المفوضية الأوربية أورسولا فون دير لايين (الأناضول)

مساعدة أفغانستان

وتعهدت فون دير لايين العمل مع الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ من أجل إعلان مشترك جديد بين الاتحاد الأوربي والحلف على أن يقدّم قبل نهاية العام.

وقال ستولتنبرغ لصحيفة (ذي تليغراف) البريطانية الأسبوع الماضي إن “أي محاولة لإنشاء هيكليتين متوازيتين وازدواجية هيكلية القيادة، من شأنها أن تضعف قدرتنا المشتركة على العمل معا”.

وعلى المدى القصير، تعهدت فون دير لايين تقديم 100 مليون يورو إضافية كمساعدات إنسانية لأفغانستان فيما تعاني الكتلة التداعيات الفورية لتولي طالبان مقاليد السلطة في البلاد.

وقالت “يجب أن نبذل كل ما بوسعنا لتجنب الخطر الحقيقي هناك والمتمثل بمجاعة كبيرة وكارثة إنسانية، وسنفعل ما بوسعنا وسنزيد مرة أخرى المساعدات الإنسانية لأفغانستان بمقدار 100 مليون يورو”، مشددة على وقوف الكتلة “بجانب الشعب الأفغاني”.

ويأتي هذا التعهد الجديد بعدما زادت المفوضية الأوربية مساعداتها الإنسانية لأفغانستان هذا العام بأربع مرات إلى 200 مليون يورو.

إلا أن الاتحاد الأوربي قال إن مساعداته لن تذهب إلى حكام أفغانستان الجدد، وحض طالبان على ضمان وصول العاملين في المجال الإنساني إلى البلاد.

وأوضحت فون دير لايين أن الاتحاد الأوربي سيحدد “حزمة دعم أفغانية جديدة أوسع نطاقا” خلال الأسابيع المقبلة.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات