“وضع كارثي”.. انتشار واسع لمتحور دلتا بريف إدلب والمستشفيات عاجزة عن استقبال الحالات (فيديو)

إذا لم يخترق أجسادهم رصاص الحرب فسيفعل ذلك فيروس كورونا، هذا حال السوريين في مخيمات النزوح بريف إدلب الشمالي الواقع تحت سيطرة قوات المعارضة.

وصف مراسل قناة الجزيرة مباشر الوضع بالكارثي إذ تُسجل يوميا من 1000 إلى 1500 حالة إصابة بالمتحور دلتا في منطقة لم تعد فيها المستشفيات قادرة على استيعاب أي حالات إضافية.

ووفق إحصائيات الدفاع المدني والخوذ البيضاء تجري المراكز الطبية عددا هائلا من المسحات اليومية تكشف عن 90 حالة إيجابية بين كل 120 مسحة.

ونقلت الجزيرة مباشر صعوبة الوضع في أحد مراكز العزل التابعة لاتحاد المنظمات الطبية الإغاثية السورية (أوسوم) في ريف إدلب الشمالي، الذي يستقبل أكثر من 40 مصابا في غرف العزل.

ويعمل المركز بإمكانيات محدودة جدا في محاولة لاحتواء الوضع الصحي المزري الذي تزداد صعوبته بسبب سرعة انتشار الموجة الجديدة من الفيروس وشدتها على المصابين.

ويتكفل الدفاع المدني بنقل الحالات الحرجة من مراكز العزل للمستشفيات المختصة التي تعتبر مهمة إيجاد سرير فيها مستحيلة.

وكشف أحد العاملين في الدفاع المدني للجزيرة مباشر أن عدد الوفيات يتراوح بين 7 إلى 10  يوميا على مستوى المستشفيات في المنطقة بسبب عدم وجود أسرة وأكسجين.

وأوضح أن الأعداد في ارتفاع منذ شهر مع تسجيل ملحوظ للإصابات بين الأطفال.

حماية الأطفال في ريف إدلب الشمالي صعبة في ظل الإمكانيات المحدودة

لا وقاية في المخيمات

عزا أحد المصابين في المركز انتشار الفيروس إلى عدم استجابة السكان إلى نداءات أخذ التدابير في المخيمات وبين النازحين للوقاية من الطفرة الجديدة السريعة الانتشار.

لكنه اعتبر الاكتظاظ في المخيمات واحدا من أهم الأسباب التي لا يمكن معها الالتزام بالوقاية.

طفل نازح من مخيمات إدلب (وكالة الأناضول)

وقال الدكتور عمر ريا المسؤول الصحي بمنظمة أوسوم للجزيرة مباشر، إن منطقة شمال غربي سوريا تشهد موجة جديدة من الإصابات بكوفيد وأن المستشفيات الممتلئة غير قادرة على استيعاب الإصابات الجديدة.

وأوضح الدكتور أن الموجة الحالية أشد فتكا من الماضية، ولذا يُنصح بالتباعد والوقاية الشخصية وارتداء الكمامة، وإن كانت إجراءات بسيطة فقد تساعد في وقف أعداد الإصابات.

وأشار المسؤول الصحي إلى أن أوسوم تستقبل الحالات الخفيفة والمتوسطة، أما المتطورة فهي غير قادرة على توفير سرير لها وأن عددا من المصابين فارقوا الحياة بسبب ذلك.

وأفاد عمر ريا أن الموجة الحالية يسببها المتحور دلتا وهو أسرع انتشارا وأشد فتكا وأنه يصيب الأصغر سنا من الشباب إلى الأطفال.

وشدد على أن التصدي لا يتم في المستشفيات بل عبر الإجراءات الوقائية الشخصية التي يلتزم بها الأفراد كما أوصى باللقاح الذي يمنع الحالات الشديدة.

المصدر : الجزيرة مباشر