عضو لجنة التحقيق بهجمات سبتمبر: هذه أخطاء ما بعد الكارثة وهكذا دفعت أمريكا الثمن (فيديو)

أكد دانيال بايمان عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في هجمات 11 سبتمبر/أيلول أن الإجراءات والتعزيزات التي اتخذتها الولايات المتحدة لتجنب تكرار تلك الهجمات شابها مزيج من النجاح والفشل طيلة العشرين عامًا الماضية.

وأضاف خلال لقاء على الجزيرة مباشر، أنه كان بالإمكان تفادي وقوع هجمات كارثية مماثلة على الأراضي الأمريكية حيث تمكنت الولايات المتحدة من تعزيز الأمن القومي داخليًا، لكن الحروب الخارجية كانت عالية التكلفة ولم يكن الجنود الأمريكيون في مأمن بتلك الفترة ويتعرضون إلى هجمات من نفس “المجموعات الإرهابية”.

وتابع “لذلك وطيلة العشرين عامًا الفائتة كان هناك العديد من الإخفاقات، وبعض النجاحات ولكن بسعر مكلف جدًا”.

وبشأن الإستراتيجية الأمريكية لمواجهة الإرهاب، قال بايمان “كان هناك العديد من الأخطاء بعد 11 من سبتمبرأيلول إذ كان الجهد في أفغانستان يهدف في الأساس إلى تقويض تنظيم القاعدة وملاحقة الإرهابيين ومنع بروز حركات إرهابية أخرى، وأعتقد أننا نجحنا بعض الشيء في ذلك، ولكن بمرور الوقت أصبح الوجود الأمريكي في أفغانستان غير منظم ومكلف جدًا”.

وأضاف “وتحول الأمر من حرب ضد طالبان وتنظيم القاعدة إلى نوع من الاحتلال مثلما رآه الشعب الأفغاني معتبرين ذلك نوعًا من الكراهية ضد المسلمين”.

وتابع بايمان “بعض القرارات مثل احتلال العراق في 2003 -حتى وإن كانت علته آنذاك إزاحة الدكتاتور صدام حسين- أدت للنظر بعين سلبية للوجود الأمريكي في الشرق الأوسط وأن الولايات المتحدة تقف ضد العرب والمسلمين عمومًا”.

وحول الجهة الأمنية في الولايات المتحدة التي تتحمل الوصول إلى لحظة 11 من سبتمبرأيلول ، قال “أعتقد أن ما حدث نتيجة مجموعة من أخطاء مكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ووكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه)، كما أن الولايات المتحدة لم تكن تهتم بما يجري في أفغانستان في ذلك الوقت”.

وأضاف “الوكالات المخابراتية لم تكن لديها ما يكفي من الموارد والاستعلامات للوقوف على ما كان يُجهّز له في أفغانستان من قبل القاعدة، إضافة إلى القرارات غير الموفقة التي كانت تتخذها إدارة الرئيس جورج بوش والتي ربما كانت تركز على جوانب أخرى من العالم”.

وعن الدروس المستفادة من هجمات 11 من سبتمبرأيلول ، قال بايمان إن الدرس هو باختصار “أنك لا يمكنك كدولة أن تقاوم الإرهاب في العالم” لأنك تحتاج لأن تعمل مع مختلف الدول في أفريقيا وآسيا وأوربا في سياسة دولية مشتركة لمكافحة الإرهاب كعدو مشترك”.

وأضاف “فيما يخص أفغانستان، فعلى الولايات المتحدة أن تعترف بأن القدرة الأمريكية هناك كانت محدودة وأن التعاون على المستوى الدولي لم يكن بالقدر الكافي لتجنب كل تلك الخسائر في الأرواح”.

واختتم بالقول “حاول الغرب عبثًا أن يقوم بتغييرات لا تتماشى مع طبيعة المجتمع الأفغاني، وكان يفترض أن تعترف الولايات المتحدة بمحدودية قوتها هناك وأنه لا يمكنها تغيير المجتمع حتى ولو ظلت هناك عقدين من الزمان”.

وفي صباح يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001 فوجئ العالم ببث حي متلفز لصور طائرتين مدنيتين مختطفتين تخترقان جدران برجيْ مركز التجارة العالمي في نيويورك فتسويانهما ومن فيهما بالأرض، وبطائرة أخرى تصدم أحد أجنحة مبنى وزارة الدفاع (بنتاغون) في واشنطن فتلحق به أضرارًا بالغة.

وقتل في تلك الهجمات -التي أعلن تنظيم القاعدة لاحقًا مسؤوليته عنها- ما يقارب 3 آلاف شخص من جنسيات وعرقيات متعددة.

وكان من تداعيات هذه الهجمات سلسلة أحداث سياسية وعسكرية غيرت مجرى تاريخ شعوب بأكملها، وأثارت دوامات من الحروب الدامية التي راح ضحيتها ملايين البشر بين قتيل وجريح ومعتقل ومشرد.

وكلفت أطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة هذا البلد حياة أكثر من 1900 جندي أمريكي سقطوا في القتال داخل أفغانستان إلى أن سحبت آخر جنودها في الثلاثين من الشهر الماضي بعد أسبوعين من سيطرة حركة طالبان على كابل.

المصدر : الجزيرة مباشر