إسرائيل تتطلع لتجاوز عراقيل اتفاق نقل النفط من أبو ظبي إلى تل أبيب

إسرائيل تتوقع أن تصل تجارتها مع الإمارات ألى 3 مليار دولار خلال السنوات الثلاث المقبلة (رويترز)

أكّد القنصل الإسرائيلي في دبي أنّه يأمل في أن يتجاوز اتفاق لشحن نفط الإمارات العراقيل البيئية ويتحول إلى حقيقة، مع ازدهار التجارة بين البلدين بعد مرور عام على تطبيع العلاقات بينهما.

وقال إيلان شتولمان ستاروستا -الذي أصبح أول قنصل لبلاده في دبي- لوكالة الأنباء الفرنسية إن التجارة بين البلدين ستتجاوز “بسهولة” مليار دولار خلال عام في حال انحسار أزمة وباء كوفيد-19.

ويرمي الاتفاق النفطي الذي أعقب إقامة علاقات دبلوماسية بين إسرائيل والإمارات العام الماضي إلى نقل الخام بواسطة السفن إلى ميناء إيلات على البحر الأحمر، ثم عبر خط أنابيب عبر الأراضي الاسرائيلية إلى ميناء عسقلان على البحر المتوسط، ليتم شحنه بعد ذلك إلى أوربا.

وكانت وزارة حماية البيئة الإسرائيلية أعلنت، الشهر الماضي، إرجاء تنفيذ الاتفاق ما من شأنه تجميد المشروع الذي أثار غضب جمعيات إسرائيلية مدافعة عن البيئة.

ولجأت جمعيات بيئية إسرائيلية إلى المحاكم للطعن به، مشيرة إلى مخاطر حدوث تسربات نفطية قد تكون آثارها مدمّرة مع توقّع نقل عشرات ملايين الأطنان من النفط الخام عبر إسرائيل كل عام.

وأكد ستاروستا -قبل أقل من شهر من الذكرى الأولى لتوقيع اتفاق التطبيع- أن القضية “أصبحت حاليا مسألة بيئية تقنية، وتم تجميد المشروع بسبب مخاوف من أن خط الأنابيب هذا، وهو قديم للغاية، لم يحفظ بشكل كاف ليمرّ النفط من خلاله وهناك مخاطر حدوث تسرّب”.

وأضاف “جمّدت وزارة حماية البيئة البرنامج، والآن يتوجهون إلى مشروع لجعل اخصائيين يتفحصون هذا الخط لتحديد ما يحتاجه ليصبح آمنا”.

وأعرب عن أمله في استئناف الاتفاق في نهاية المطاف كونه “اتفاقا جيدا للغاية لكل من الإمارات ودولة إسرائيل”، ولكنّه أصر على أن هذا الاتفاق “لن يؤثر على العلاقة” مع الإمارات.

تجارة وتطبيع

وتأمل الإمارات وإسرائيل -اللتان تضرر اقتصاداهما بفعل فيروس كورونا- تحقيق مكاسب كبرى من اتفاق التطبيع -الذي توسّطت فيه الولايات المتحدة- وخصوصا دبي الباحثة عن شركاء جدد في قطاعات السياحة والتكنولوجيا والأعمال.

وبلغ حجم التبادل في قطاع الأعمال بين الجانبين، في أغسطس/آب الماضي، 500 مليون دولار دون الاستثمارات بسبب اتفاقات حول السياحة والطيران والخدمات المالية.

وقال ستاروستا “أعتقد أن بإمكاننا مضاعفة حجم التجارة في عام واحد، في حال اختفى كوفيد-19”.

وأضاف “لأن الإمكانات ضخمة للطرفين أعتقد أنه يمكننا تحقيق ذلك بسهولة كبيرة”.

وزار نحو 200 ألف إسرائيلي الإمارات منذ إقامة العلاقات، بحسب القنصل.

وقدّر ستاروستا أن هناك 40 شركة إسرائيلية في مناطق التجارة الحرة في الإمارات.

إسرائيلي وإماراتي يستمعان لوزير الخارجية يائير لابيد في مؤتمر صحفي خلال افتتاح القنصلية الإسرائيلية الجديدة في دبي (غيتي)

وبالإضافة إلى ذلك، سيبدأ إماراتيان بالدراسة في جامعتين إسرائيليتين هذا العام، بينما أنجبت زوجة القنصل العام مولودة الشهر الماضي في دبي لتكون أول إسرائيلية تولد في الإمارات.

وقال ستاروتسا “لم تكن هناك حالة مماثلة من قبل، لذا لا نعرف كيف نسجل الطفلة بشكل صحيح”، مضيفا “هناك سلام حقيقي يحدث وليس مجرد توقيع اتفاقات”.

وأفاد تقرير إخباري أن إسرائيل والإمارات تتطلعان إلى معرض إكسبو دبي العالمي الذي ينطلق، في أكتوبر/تشرين الأول المقبل، لتعزيز العلاقات التجارية بينهما والتي تبلغ قيمتها حاليا نحو 712 مليون دولار.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات