برلماني تونسي لقيس سعيّد: أعد إليّ كتبي

الرئيس التونسي قيس سعيّد (رويترز)

وجه عبد اللطيف العلوي النائب التونسي عن كتلة ائتلاف الكرامة البرلمانية -18 مقعدا من أصل 217- رسالة إلى رئيس بلاده قيس سعيّد طالبه فيها باستعادة كتبه التي كان أهداها إليه.

وقال العلوي في رسالة مفتوحة إلى سعيّد نشرها على صفحته في فيسبوك، أمس الأربعاء “من النّائب المجمّد الفقير إلى ربّه تعالى عبد اللطيف العلوي إلى فخامة الرّئيس، ملك ملوك الإنس والجانّ قيس سعيّد: أعد إليّ كتبي الّتي أهديتك إيّاها سيّدي الرّئيس!”.

وأضاف “أعرف أنّ الأمر قد يبدو لك مضحكا للغاية، وقد تراه ضربا من الوقاحة أو المزاح الثّقيل، ولكنّي جادّ تمام الجدّ ولست أمزح سيّدي الرّئيس: أعد إليّ كتبي! عندما يهديك الشّاعر كتبه فقد أهداك قلبه، وأنا أريد أن أسترجع قلبي، فليس أوجع للمرء من أن يضع عصارة روحه وفكره وحياته بين يدي من لا يقدّرها ولا يحترمها ولا يستحقّها”.

وقال النائب التونسي في البرلمان المعلق عمله بقرار من سعيد إنه أهدى الرئيس 3 دواوين شعر و3 روايات، موضحا أنه يريد أن يستردها حتى لا تبقى “سجينة في قصره بعد اليوم، مثل هذا الوطن”، على حد وصفه.

وتابع العلوي “نعم، أنا شاعر تافه وصغير في أزقّة دولتكم يا سيادة الرّئيس، لا يعرفني اتّحاد الكتّاب الّذي بارك انقلابكم على الدّستور ولا يعترف بي”.

واستطرد “أعد إليّ كتبي سيّدي الرّئيس! ولا تقل لي إنّك لا تعرف عنوان بيتي، فإنّ حرّاسك قد سبق لهم أن شرّفونا بالزّيارة في غيابي وروّعوا بناتي وزهراتي وقططي الصّغيرة، وفتّشوا البيت ركنا ركنا بحثا عن فكرة ممنوعة أو دمعة حبّ لهذا الوطن أو شظيّة منسيّة من حلم قديم!”.

وكان القضاء العسكري التونسي أصدر، السبت الماضي، أوامر اعتقال بحق 4 أعضاء عن كتلة ائتلاف الكرامة بينهم عبد اللطيف العلوي، بشأن التحقيق بما يعرف بـ”قضية المطار”.

وختم العلوي رسالته قائلا “أعد إليّ كتبي سيّدي الرّئيس، وصوتي الّذي منحتك إيّاه، أعد إليّ صراخي وهتافي ودعواتي وصلاتي ودموعي أمام بناتي ليلة انتخابك، وأعدك، أعدك بأنّني لن أزعجك بعدها أبدا”.

وفي مارس/آذار الماضي، شهد مطار تونس قرطاج الدولي شجارا بين أفراد من أمن المطار ونواب في ائتلاف الكرامة إثر محاولة نواب الائتلاف الدفاع عن مسافرة مُنعت من مغادرة البلاد لدواعٍ أمنية بموجب ملحوظة (أس 17) الأمنية، وهي تعليمات كانت معتمدة خلال عهد الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي، لوصم كل من تحوم حولهم شبهة علاقة بتنظيمات إرهابية.

وتأتي أوامر الاعتقال ضمن إجراءات شملت توقيفات وإقالات وإعفاءات بدأها قيس سعيد، منذ 25 يوليو/تموز الماضي، بإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي، على أن يتولى هو بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها، وتجميد اختصاصات البرلمان لمدة 30 يوما، ورفع الحصانة عن النواب.

وقال سعيّد آنذاك، إنه اتخذ هذه القرارات الاستثنائية لـ”إنقاذ الدولة”، لكن غالبية الأحزاب رفضتها واعتبرتها “انقلابا وخروجا على الدستور”، بينما أيدتها أخرى وعدّتها “تصحيحا للمسار”.

المصدر : الجزيرة مباشر