تونس.. القبض على “إرهابي” خطط لاستهداف الرئيس والنهضة ترفض محاولات التشهير بعائلته (فيديو)

الرئيس التونسي قيس سعيّد (مواقع التواصل)

قالت صحيفة تونسية خاصة، اليوم الأحد، إن الأمن ألقى القبض على “إرهابي” خطّط لاستهداف الرئيس قيس سعيّد، في ظل توترات تشهدها تونس منذ شهر تقريبًا، وسط تأكيد سعيّد على أنه لا رجوع في قراراته.

وأفادت صحيفة (الشروق) أن وحدات أمنية ألقت القبض على “إرهابي كان يخطط لتنفيذ عملية تستهدف الرّئيس قيس سعيّد” أثناء أداء زيارة مرتقبةٍ لمدينة ساحلية.

وقالت الصّحيفة إن “الوحدات الأمنية أطاحت بإرهابيٍ كان يخطط لاستهداف رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال زيارة كان سيؤديها الرئيس إلى إحدى المدن السّاحلية”.

 

وذكرت الصّحيفة أن “الأبحاث انطلقت بعد القبض على المتهم في السّاعات القليلة الماضية وهو موقوف الآن ورهن التّحقيق”.

ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من السلطات بخصوص ما ذكرته الصحيفة.

والجمعة الماضية، تمكنت الوحدات الأمنية بمحافظة المنستير (وسط- شرق) من “توقيف عنصر تكفيري يحرض على اغتيال رئيس الجمهورية، عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك، ونشر تدوينات تحريضية ذات منحى إرهابي” وفق ما ذكرته وزارة الدّاخلية.

وفي اليوم ذاته، اتهم سعيّد أطرافًا سياسية “مرجعيتها الإسلام” – لم يسمها – بالسّعي إلى ضرب الدّولة والقيام بمحاولات تصل إلى حد التّفكير بالاغتيال والقتل وسفك الدّماء.

لا عودة للوراء

وفي السياق، أكد الرئيس التونسي، الأحد، أنه “لا مجال للعودة للوراء” وذلك في إشارة لقراراته الأخيرة بالبلاد.

جاء ذلك في بيان للرئاسة التونسية عقب استقبال سعيّد وفدا سعوديا برئاسة أحمد قطان وزير الدولة للشؤون الأفريقية الذي يزور حاليا قصر قرطاج، من دون تحديد مدة الزيارة.

وأفاد البيان التونسي أن سعيد جدّد الشكر للسعودية على دعمها “القوي” لبلاده في هذا الظرف السياسي والاقتصادي والصحي الصعب، وحرصها الثابت على مزيد توطيد روابط الأخوة”.

وقال سعيد إن “اتُخذ من تدابير استثنائية يهدف إلى حماية الدولة التونسية من الانهيار في ظل التأزم غير المسبوق للأوضاع ووضع حد لخيارات زادت الشعب بؤسًا وفقرًا واستباحت قوته وموارده”، مضيفًا أنه “لا مجال للعودة إلى الوراء”.

 

وأكد قطان “حرص المملكة على مواصلة الوقوف إلى جانب تونس وتوفير كل الدعم المطلوب للشعب التونسي في المجالات كافة”.

وفي أعقاب هذا اللقاء، عقِد اجتماع موسّع بين وزراء ومسؤولين تونسيين كبار وأعضاء الوفد السعودي خُصِّص لتدارس سبل التعاون بين البلدين في الفترة المقبلة، وفق البيان التونسي.

وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) أن قطان أوضح خلال اللقاء توجيهات المملكة بـ”الوقوف مع كل ما يدعم تونس ويلبي احتياجات القطاع الصحي”.

التشهير بعائلة الرئيس

من جانبها، رفضت حركة النهضة التونسية “أي محاولة للتشهير” بعائلة الرئيس قيس سعيد، وتعهدت باتخاذ “الإجراءات التأديبية ضد أي عضو بها تثبت من خلال تدويناته الإساءة لأيّ كان والابتعاد عن أخلاقيات الخطاب السياسي”.

وعلى صعيد التوتر في المشهد السياسي، أعلنت الحركة، الأحد، صاحبة أكبر كتلة برلمانية موقفها “تبعا لما جاء في خطاب سعيّد، الجمعة، والذي أشار فيه إلى تهجُّم بعض الأطراف على شخصه، أو تعرّض لعائلته المحترمة”، وفق بيان النهضة.

وجدّدت الحركة “التأكيد على ضرورة النأي بالخطاب السياسي عن الشحن والتجييش والتحريض، واحترام هيبة مؤسسات الدولة، وفي مقدمتها رئاسة الجمهورية”.

 

وتابعت “نعبر عن تضامننا التام مع عائلة رئيس الجمهورية إزاء أية محاولة للتشهير بها، أو إقحامها في التجاذبات، ورفضنا لهذا السلوك المشين لما فيه من انتهاك للحرمات، والمواثيق الأخلاقية والقوانين والقيم التي ينبني عليها مجتمعنا”.

وأردفت “نؤكد استعدادنا لاتخاذ الإجراءات التأديبية ضد أي من قواعدنا يثبت من خلال تدويناته الإساءة لأي كان والابتعاد عن أخلاقيات الخطاب السياسي”، كما جددت تأكيدها على أن “الخروج من الأزمة الراهنة لا يكون إلا بالحوار الشامل، بعيدا عن الإقصاء”.

ومنذ فترة، تشهد مواقع التواصل الاجتماعي في تونس – وخاصة فيسبوك – انتقادات متبادلة لسعيّد وقيادات في النهضة بين أنصار الطرفين بلغت حد السباب والشتائم.

وتعاني تونس من أزمة سياسية حادة منذ أن قرر سعيّد، في 25 يوليو/تموز الماضي، تجميد البرلمان برئاسة راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة، ورفع الحصانة عن النواب، وإقالة هشام المشيشي رئيس الحكومة، على أن يتولى سعيّد بنفسه السلطة التنفيذية بمعاونة حكومة يعين رئيسها.

لكن غالبية الأحزاب – وفي مقدمتها النهضة – رفضت تلك القرارات واعتبرتها “انقلابا على الدستور”، بينما أيدتها أحزاب أخرى رأت فيها “تصحيحا للمسار” في ظل أزمات سياسية واقتصادية وصحية.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل + وكالات