فرار نور ودستم.. جلال أباد في قبضة طالبان وبايدن يرسل مزيدا من القوات إلى كابل

مسلحون يلوحون بعلم طالبان على ظهر شاحنة صغيرة بأحد شوارع جلال أباد (رويترز)

سيطرت حركة طالبان على مدينة جلال أباد شرق أفغانستان اليوم الأحد دون قتال لتتقلص المساحة التي تسيطر عليها الحكومة الأفغانية المتداعية إلى ما يزيد قليلًا عن العاصمة كابل.

وأعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن رفع عدد الجنود الذين سيتم إرسالهم إلى أفغانستان لإجلاء موظفي السفارة الأمريكية والمواطنين الأفغان الذين دعموا الولايات المتحدة بشكل آمن وسريع إلى 5 آلاف.

وأشار إلى أن واشنطن أبلغت ممثلي طالبان في قطر أنه سيكون هناك رد عسكري سريع وقوي إذا قاموا بأي عمل يهدد قوات الولايات المتحدة ومهامها في أفغانستان.

وقال مسؤولان أمريكيان اليوم الأحد إن الولايات المتحدة بدأت إجلاء دبلوماسييها من سفارتها في العاصمة الأفغانية كابل.

وقال أحد المسؤولين “لدينا مجموعة صغيرة من الناس تغادر الآن ونحن نتحدث، وأغلب الموظفين مستعدون للمغادرة…السفارة تواصل عملها”.

ووضع التقدم الخاطف طالبان على بعد أيام من دخول كابل بينما قالت المخابرات الأمريكية قبل أسبوع فقط إن كابل قد تصمد 3 أشهر على الأقل.

وبالسيطرة على جلال آباد تحكمت الحركة في طريق سريع مؤدي إلى مدينة بيشاور الباكستانية.

ويأتي ذلك بعد سيطرة طالبان على مدينة مزار الشريف الرئيسية في الشمال أمس السبت دون مقاومة أيضًا، مع فرار قوات الأمن عبر الطريق السريع إلى أوزبكستان الواقعة شمالًا على بعد نحو 80 كيلومترًا.

وأظهر مقطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي مركبات تابعة للجيش الأفغاني ورجالًا بالزي العسكري يحتشدون على الجسر الحديدي الرابط بين بلدة حيرتان الأفغانية وأوزبكستان.

واجتاحت طالبان البلاد في الأسابيع الأخيرة مع انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة. وزادت حملة الحركة في الأسبوع الأخير بسرعة خاطفة صدمت الدول الغربية خاصة في ظل انهيار دفاعات الجيش الأفغاني.

 فرار نور ودستم

وفر اثنان من أبرز قادة الميليشيات ذوي النفوذ وهما عطا محمد نور وعبد الرشيد دستم، وقال نور على وسائل التواصل الاجتماعي إنه جرى تسليم إقليم بلخ حيث تقع مزار الشريف إلى طالبان نتيجة “مؤامرة”.

وقالت طالبان في بيان في ساعة متأخرة من مساء السبت إن مكاسبها السريعة تثبت أنها تحظى بقبول لدى الشعب الأفغاني كما طمأنت الأفغان والأجانب على حد سواء بأنهم سيكونون في أمان.

وذكرت الحركة في البيان أنها “تؤكد مرة أخرى لجميع مواطنيها أنها ستعمل كعادتها على حماية حياتهم وممتلكاتهم وشرفهم وتهيئة بيئة سلمية وآمنة لأمتها الحبيبة. ولا ينبغي لأحد أن يقلق على حياته”. وأضافت أن الدبلوماسيين وموظفي الإغاثة لن يواجهوا أي مشاكل.

تطويق العاصمة

ولجأ بعض الأفغان إلى كابل التي بدت معزولة بشكل متزايد فرارًا من أقاليمهم وقال أحد السكان إن مئات الناس قضوا ليلتهم في خيام أو في العراء بكابل وعلى جوانب الطرق وفي أماكن انتظار السيارات.

وتعجل حكومات غربية خطط إجلاء موظفي سفاراتها ومواطنيها والأفغان الذين عملوا لديها.

وذكرت وسائل إعلام بريطانية أن السفير البريطاني سيغادر أفغانستان مساء الأحد. وأوضحت التقارير أن بريطانيا، التي أرسلت 600 جندي عجلت إجراءات إجلاء البريطانيين بسبب مخاوف متزايدة من احتمال اجتياح طالبان للمطار.

انتقادات لبايدن

وكانت طالبان سيطرت في وقت سابق على مدينة بل علم عاصمة إقليم لوجار التي تقع على بعد حوالي 70 كيلومترًا جنوب كابل

لكن مسؤولي الشرطة نفوا التقارير التي أفادت باقتراب طالبان بشكل أكبر من كابل عبر بل علم وهي نقطة انطلاق لهجوم محتمل على العاصمة.

وسيطرت طالبان على قندهار أكبر مدن الجنوب يوم الجمعة مع اكتمال انسحاب القوات الدولية بعد 20 عامًا من الحرب التي اندلعت في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول على الولايات المتحدة عام 2001، وسقطت هرات وهي أكبر مدن الغرب قرب حدود إيران يوم الجمعة أيضًا.

ويواجه بايدن انتقادات محلية متزايدة مع سيطرة طالبان على المدن الأفغانية واحدة تلو الأخرى بوتيرة أسرع مما كان متوقعًا لكنه دافع عن خطة الانسحاب التي بدأها سلفه دونالد ترمب لإنهاء المهمة العسكرية الأمريكية بأفغانستان بحلول 31 أغسطس/آب.

وقال بايدن أمس السبت “الوجود الأمريكي بلا نهاية وسط صراع أهلي ببلد آخر غير مقبول عندي”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات