6 حالات خلال 11 يوما.. وفاة قارئ مصري وحيدا في زنزانته وآخر مات داخل قسم شرطة (فيديو)

وثقت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان وفاة القارئ الشيخ محمود عبد الحكيم الهمشري الذي وجد ميتا، صباح الثلاثاء الماضي، داخل محبسه الانفرادي بسجن استقبال طرة جنوب القاهرة.

كما أعلنت، أمس الأربعاء، وفاة المعتقل وليد صالح سعودي داخل قسم شرطة المحلة شمالي مصر، وقال مركز الشهاب لحقوق الإنسان إنه توفي نتيجة الإهمال الطبي محملًا وزارة الداخلية المسؤولية، إذ كان مريضًا بالربو وأودع مكانًا سيئ التهوية مع درجات حرارة عالية ما سبب وفاته.

وبذلك يرتفع عدد وفيات المعتقلين بالسجون المصرية إلى 6 حالات منذ بداية الشهر الجاري، أي خلال 11 يومًا فقط.

وقال أحمد العطار المدير التنفيذي للشبكة المصرية لحقوق الإنسان -خلال لقاء على الجزيرة مباشر- إن الهمشري مات في محبسه الانفرادي وحيدًا رغم أنه كان في حالة صحية لا تسمح له بالعزل بل كان بحاجة ماسة للعلاج البدني والنفسي بعد تعرضه للتعذيب وهو ما لم تكترث إليه إدارة السجن.

أما المحامي والحقوقي المصري أسعد هيكل فقال إن وفاة أي سجين بسبب سوء الرعاية الصحية أمر مؤسف للغاية، مؤكدًا أن حالة السجون المصرية بالفعل ليست مناسبة ليس لكثرة عدد المساجين ولكن بسبب تصاميم بنائها التي تفتقر لاشتراطات الصحة والسلامة والتريض والتنفس، وبالتالي تزايد الوفيات.

وأضاف للجزيرة مباشر أنه يجب بالفعل مراجعة الأمر وفق الدستور والقانون الذي يكفل للسجين أماكن تليق صحيًا والمعاملة بكرامة وإنسانية.

وطالب هيكل السلطات بتقليص الحبس الاحتياطي الذي طال الكثيرين وسبَّب زيادة في التكدسات داخل السجون مقار الاحتجاز، والتحول إلى تدابير احترازية وإعادة النظر فيه وهو الأمر الذي تناقشه لجنة حقوق الإنسان بالبرلمان بعدما تجاوز الكثير من المعتقلين -لاسيما للسياسيين- مدته القانونية.

والهمشري (44 عامًا) الذي عمل إمامًا وخطيبًا وقارئًا ومحفظًا للقرآن الكريم، اعتقل في 3 يناير/كانون الثاني 2020 من داخل مسجد طارق بن زياد بمساكن الحلمية.

وجرى ترحيله لقسم عين شمس ومنه إلى الأمن الوطني بالعباسية، ليتعرض لحالة نفسية شديدة، إذ أكد شهود عيان قابلوه أنه كان يصرخ في أول يوم له وحيدًا كأنما أصابه مس، وفق بيان الشبكة.

وأضافت أنه وبعد أسبوع من اعتقاله، ظهر الهمشري في نيابة عين شمس -يوم 11 يناير- ووجهه مليء بالكدمات الزرقاء نظرًا للضغوط البدنية والنفسية التي تعرض لها خلال فترة اختفائه قسرًا، ولأنه كان يؤذي نفسه جسديًا بسبب حالته النفسية السيئة للغاية نتيجة التعذيب.

ومع الضغوط والانتهاكات البدنية والنفسية المتتالية التي مورِست ضده، اعترف أنه منضم لجماعة لإخوان منذ عام 2007، وحصل على حكم بالسجن 5 سنوات من محكمة الجنح، وقدم تظلمًا لم يصدر التصديق عليه حتى الآن، ليبقى في محبسه حتى وافاه الأجل.

وودقت الشبكة ناقوس الخطر بعد رصد وتوثيق عدد كبير من حالات الوفاة التي حدثت في السجون وأماكن الاحتجاز المختلفة في مصر، والتي كانت نتيجة طبيعية للانتهاكات الجسيمة التي تمارسها السلطات الأمنية بحق السجناء وغياب المحاسبة والرقابة على السجون.

وأدانت الشبكة المصرية أوضاع الحبس المزرية وعدم الالتفات إلى مطالب السجناء العادلة في الحصول على الحد الأدنى من مقومات الحياة والتي تعدها من أبرز أسباب زيادة أعداد الوفيات بين المساجين مؤخرًا، حتى وصلت إلى 6 حالات منذ بداية هذا الشهر فقط.

ودعت الشبكة إلى فتح تحقيق جاد في تلك الحالات ومحاسبة المقصرين، وإعادة تقييم الأوضاع في السجون المصرية، التي تحولت إلى أماكن رسمية للتنكيل بالمعتقلين، والتخلص منهم عبر قتلهم بشكل بطيء.

المصدر : الجزيرة مباشر