طوارئ في سد مروي بالسودان تحسبا لفيضان متوقع وروسيا تدعو لعدم تسييس ملف سد النهضة

إدارة سد مروي أفادت بوصول كميات كبيرة فوق المتوقع من المياة لبحيرة السد (سونا)

أعلنت سلطات السودان حالة الطوارئ في منطقة سد مروي شمالي البلاد تحسبا لحدوث فيضان عقب وصول كميات كبيرة فوق المتوقعة من المياه لبحيرة السد، بينما طالبت روسيا بتسوية الخلاف بشأن سد النهضة وفق اتفاق إعلان المبادئ الموقع بين إثيوبيا والسودان ومصر عام 2015.

وياتي ذلك بعد أيام من إعلان إثيوبيا إتمام التعبئة الثانية لسد النهضة. وناشد بيان لغرفة الطوارئ والفيضانات الحكومية بمدينة مروي أمس الجمعة، المواطنين أخذ الحيطة اللازمة لدرء خطر الفيضانات وحماية الجسور الواقية وعدم فتح أية جداول إلا بإشراف اللجان المسؤولة عن الجسور على امتداد النيل.

وسد مروي هو سد كهرومائي يقع على مجرى نهر النيل قرب مدينة مروي في الولاية الشمالية ويعد أكبر مسطح مائي بالسودان. اكتمل بناؤه عام 2009 بارتفاع 67 مترا وطول 176 مترًا وسعة تخزينية لبحيرته تبلغ أكثر من 12 مليار متر مكعب من المياه كافية لتوليد الكهرباء باستقرار طوال العام.

وأعلنت وزارة الري والموارد المائية قبل أسبوع زيادة متوقعة في وارد مياه النيل الأزرق نتيجة الأمطار الغزيرة في الهضبة الإثيوبية، ودعت مواطنيها القاطنين على جانبي النيل الأزرق إلى اتخاذ الحيطة والحذر حفاظًا على الأرواح والممتلكات.

وأعلنت إدارة سد مروي فتح بوابتين لتصريف نحو 150 مليون متر مكعب من المياه بعد وصول كميات غير متوقعة من مياه النيل إلى بحيرة السد.

وزير المياه والري الإثيوبي سيليشي بيكيلي أعلن الانتهاء من عملية الملء الثاني لسد النهضة

من ناحيتها، قالت الخارجية الروسية إن تسوية الخلافات بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة يجب أن تتم وفق اتفاق إعلان المبادئ الموقع بينها عام 2015، ودعت لعدم تسييس الملف تفاديًا لأي تصعيد محتمل للتوتر بين الدول والثلاث.

وأبدت رفضها لمحاولات ربط التعاون العسكري والتقني بين موسكو وأديس أبابا بملف سد النهضة، وأعلنت أن اتفاق التعاون العسكري الفني الذي وقعته مع إثيوبيا أوائل الشهر الجاري “لا يحمل أي طابع مزعزع للاستقرار”.

وفي الخامس من يوليو/تموز الجاري، أخطرت إثيوبيا دولتي مصب نهر النيل مصر والسودان ببدء عملية ملء ثانٍ للسد بالمياه، من دون التوصل إلى اتفاق ثلاثي، وهو ما رفضته القاهرة والخرطوم باعتباره إجراءً أحادي الجانب.

ووجه رئيس وزراء إثيوبيا آبي أحمد الخميس الماضي رسالة طمأنة إلى مصر والسودان بعد إعلانه اكتمال الملء الثاني للسد في العشرين من الشهر الجاري، وجدد التأكيد أن الخطوة لن تضر أحدا، واصفًا المشروع بالمكسب والرمز الحقيقي للنمو والتعاون المشترك.

وأكد قائد سلاح الجو الإثيوبي اللواء يلما مرداسا أن نجاح المرحلة الثانية من التعبئة الأولية لسد النهضة يمثل أهمية كبيرة لشعب بلاده، وقال إن القوات الجوية وقوات الدفاع “مستعدة لردع أي هجوم يسعى لتدمير البلاد وفقًا للأوامر القيادة العليا”.

لكن مصدرًا بالحكومة السودانية قال للجزيرة إن إعلان إثيوبيا اكتمال المرحلة الثانية من تعبئة سد النهضة وفق ما هو مخطط له مجرد إعلان سياسي موجه للداخل الإثيوبي، إذ تشير التقديرات إلى حجز ما لا يزيد على  4 مليارات متر مكعب من المياه وليس 13.5 كما كانت تنوي إثيوبيا.

وسبق أن أكد السودان تكبده كلفة اقتصادية عالية لمواجهة تداعيات عملية التعبئة الثانية لسد النهضة. وفي الثامن من يوليو/تموز الجاري، خلص مجلس الأمن الدولي إلى ضرورة إعادة مفاوضات سد النهضة إلى رعاية الاتحاد الأفريقي بشكل مكثف، لتوقيع اتفاق قانوني ملزم يلبي احتياجات الدول الثلاث.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات