الأمطار الأشد منذ ألف عام.. ضحايا وإجلاء عشرات الآلاف إثر فيضانات مدمرة وسط الصين (فيديو)

بلغت حصيلة ضحايا فيضانات مدينة تشنغتشو بمقاطعة خنان بسط الصين 25 شخصا حتى الآن وأجلت السلطات نحو 200 ألف آخرين إثر فيضانات شديدة أدت إلى تفجر سدود وارتفاع منسوب المياه في الأنهار بالمقاطعة.

وبحسب وسائل إعلام صينية ساهم أكثر من 6 آلاف من العسكريين ورجال الإطفاء في عمليات الإجلاء والإنقاذ فيما أعلنت سلطات المطار بالمدينة تأجيل الرحلات الجوية خلال أشد هطول للأمطار منذ ألف عام حسبما يقول خبراء الأرصاد الجوية.

ومع توقعات بهطول المزيد من الأمطار في جميع أنحاء خنان خلال الأيام الثلاثة المقبلة، قالت حكومة تشنغتشو، وهي المدينة التي يزيد عدد سكانها عن 12 مليون نسمة وتقع على ضفاف النهر الأصفر، إن 12 شخصا لقوا مصرعهم في خط لمترو الأنفاق غمرته المياه، بينما جرى إنقاذ أكثر من 500 شخص.

ووصف الرئيس (شي جينبينغ) الوضع بأنه “خطير جدا”، مشيرا إلى “مرحلة دقيقة” دخلتها الإجراءات الرامية للسيطرة على الفيضانات، حسبما نقلت عنه وسائل إعلام رسمية الأربعاء.

وأظهر مقطع فيديو انتشر على وسائل التواصل الاجتماعي أمس الثلاثاء ركاب أحد قطارات المترو وهم يقفون في الظلام وقد وصلت مياه الفيضانات العكرة إلى مستوى صدورهم، بينما تحولت محطة تحت الأرض إلى بركة كبيرة.

وكتب أحد الناجين على مواقع التواصل الاجتماعي “وصلت المياه إلى صدري، انتابني الخوف ولكن الشيء الأكثر رعبا لم يكن المياه بل كان تناقص الهواء داخل العربة”.

وقال أحد سكان تشنغتشو إنه بسبب الأمطار أوقفت السلطات خدمات الحافلات حيث تعمل السيارات بالكهرباء “لهذا السبب استقل كثير من الناس مترو الأنفاق وحدثت المأساة”.

ونقلت وسائل إعلام محلية عن خبراء الأرصاد قولهم إن كمية الأمطار التي سقطت في مدينة تشنغتشو على مدى الأيام الثلاثة الماضية تحدث “مرة واحدة كل ألف عام”.

وتم تعليق العديد من خدمات القطارات عبر إقليم خنان، وهو مركز لوجيستي رئيسي في وسط الصين، كما أغلقت السلطات الكثير من الطرق السريعة وتأخرت الرحلات الجوية أو ألغيت، فيما بلغت المياه في عشرات الخزانات والسدود مستويات التحذير.

وقالت مجموعة من الشركات وشركات التأمين وبنك حكومي اليوم الأربعاء إنها قدمت تبرعات ومساعدات طارئة للحكومات المحلية في خنان بقيمة 1.935 مليار يوان (299 مليون دولار).

وأظهرت مشاهد أخرى عمليات إنقاذ مارة في تشنغتشو من المياه الغزيرة التي كانت تجتاح الشوارع، ولقي 4 أشخاص على الأقل حتفهم في مدينة غونغيي المجاورة حيث انهارت منازل وجدران، وفق ما ذكرت وكالة أنباء الصين الجديدة مضيفة أن الأمطار تسببت في العديد من كوارث انزلاق التربة. وذكرت وسائل إعلام حكومية أن إجمالي عدد الضحايا ارتفع لـ 25.

ووجه أشخاص من خارج المدينة نداءات على موقع ويبو طلبا لمعلومات عن أقاربهم مع انقطاع الاتصالات مع المدينة.

والفيضانات الموسمية شائعة في الصين، لكن العلماء يقولون إن التغير المناخي يتسبب في زيادة ظواهر الطقس المتطرفة.

وتتسبّب الفيضانات السنوية خلال موسم الأمطار في الصين في حدوث فوضى وجرف طرق ومحاصيل ومنازل، لكن التهديد تفاقم على مدى عقود، ويرجع ذلك جزئياً إلى البناء واسع النطاق للسدود والحواجز التي قطعت الروابط بين النهر والبحيرات المجاورة وعطّلت السهول الفيضية.

وتشهد الصين كل صيف فيضانات بسبب الأمطار الموسمية. والعام الماضي، دمّرت فيضانات غير مسبوقة الطرق في جنوب غرب البلاد وأدت إلى إجلاء عشرات الآلاف من السكان.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات