هل نجحت إثيوبيا أم فشلت في عملية الملء الثاني لسد النهضة؟ (فيديو)

بينما يتحدث المسؤولون في إثيوبيا عن نجاح كبير في عملية الملء الثاني لسد النهضة يرى خبراء مصريون أن إثيوبيا فشلت في تحقيق ملء السد على النحو الذي استهدفته في السابق.

وجرى سجال على شاشة الجزيرة مباشر بين خبراء حول الموضوع، وقال الدكتور عباس شراقي أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة إن المخطط الأساسي لسد النهضة عام 2011 كان يستهدف افتتاح المرحلة الأولى منه بعد 48 شهرا بتشغيل أول توربينين فيه، مما يعني عام 2014، لكن لم يتم ذلك.

وأضاف “توالى الفشل في إتمام هذه المرحلة حتى عام 2020، فكان هناك مخطط لتخزين 18.5 مليار متر مكعب آنذاك، غير أن الإنشاءات الهندسية لم تتم واضطرت الحكومة الإثيوبية بسبب ظروف الانتخابات لتخزين ما يمكن تخزينه في ذلك الوقت وهو 5 مليارات متر مكعب لم تفد إثيوبيا بشيء في الزراعة ولا الكهرباء ولا مياه الشرب”.

وتابع “ثم أرادت إثيوبيا أن تكمل هذا التخزين وتصل لـ18.5 مليار متر مكعب عند منسوب 595 مترا فوق سطح البحر هذا العام، ولكن فوجئنا بوزير الري الإثيوبي يذكر -في أحد الاجتماعات الشهر الماضي- منسوب 573 متر وهو ما يعني إضافة 3 مليار متر مكعب هذا العام بالإضافة إلى الـ 5 مليار من العام السابق”.

وحول اعتبار المسؤولين الإثيوبيين ما تم في سد النهضة حتى الآن نجاحا كبيرا قال “النجاح يكمن في تخزين القدر المستهدف من المياه وتشغيل توربينات الكهرباء وهذا لم يحدث حتى اللحظة. كان من المفترض أن ينتهي المشروع بالكامل في 2017 لكن حتى المرحلة الأولى منه تواجه تعثرا وهو ما تحدث عنه رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد وفسره بعدم استقرار الجبهة الداخلية ووجود مشكلات في التمويل”.

من جانبه أكد أستاذ هندسة السدود الدكتور محمد حافظ أن ما حُجز خلال الملء الثاني لا يزيد عن 3.5 مليار متر مكعب من المياه إضافة إلى ما كان مخزنا من قبل ما يعني حوالي 8 أو 8.25 مليار متر مكعب، وهذا يتعارض مع الرقم الذي قاله وزير الري الإثيوبي وهو تخزين 13.5 مليار متر مكعب في الملء الثاني، الذي وصفه حافظ بالرقم “غير المنطقي على الإطلاق” بحسب صور المياه المخزنة التي نشرها الوزير على حسابه.

ورد ياسين أحمد مدير المعهد الإثيوبي للدبلوماسية الشعبية قائلا إن الدكتور حافظ يحكم على الموضوع عن بُعد ويعتمد على تخمينات بينما تملك إثيوبيا المعلومات الحقيقية وتعلن للعالم أن الملء الثاني قد تم، مؤكدا أنه يتفهم عدم تقبل الجانب المصري والسوداني للأمر لأنهما كانا يتمنيان حدوث الملء الثاني عقب التوصل لاتفاق.

وأضاف “التشكيك في كمية المياه المخزنة لا يفضي لشيء وسد النهضة أصبح واقعا ولا تستطيع أي قوة في الأرض عرقلته وهو تنمية ونهضة لكل دول حوض النيل”.

وحول عدم تمكن توربينات السد من توليد الكهرباء حتى الآن، قال الدكتور محمد حافظ إن ثمة مشكلات فنية في تركيبات التوربينات المنخفضة تحديدا ولا يزال المهندسون الصينيون يعملون على حلها ولن يتم تشغيلها قبل شهر على الأقل من الآن أو ربما شهرين.

وأضاف “وحتى وإن تم توليد الكهرباء حينها، فلا توجد شبكة كهرباء قريبة من السد لنقلها إلى أي من الدول المجاورة، وبالتالي فلن تستفيد إثيوبيا من المياه التي خزنتها في توليد الكهرباء هذا العام على الأقل”.

المصدر : الجزيرة مباشر