معاناة جديدة لمسلمي فرنسا.. وجبات مدرسية بلحم الخنزير “فقط” تفجر غضبا عارما (فيديو)

لحم الخنزير هو اللحم الوحيد في وجبات المدارس الإبتدائية في بيزييه الفرنسية (غيتي)

أثارت مقالة في صحيفة وول ستريت جورنال غضبا واسعا بعدما كشفت عن معاناة الأطفال المسلمين في مدارس فرنسا، في تعدٍ جديد على حقوقهم ولكن هذه المرة عبر وجبات الطعام.

وسلطت الصحيفة الأمريكية الضوء على تعديل السلطات المحلية لمدينة بيزييه جنوبي فرنسا، وجبات الطعام التي تقدمها المدارس الابتدائية للتلاميذ في وقت الراحة المخصص للغداء، ليصبح لحم الخنزير هو اللحم الوحيد في القائمة من دون التفات إلى تحريم أكله على المسلمين في الشريعة الإسلامية.

ونقلت الصحيفة شهادات تؤكد اتساع رقعة الحرب الفرنسية التي تستهدف الإسلام والمسلمين تحت عنوان “حماية مبادئ الجمهورية” لتطال المدارس العامة التي تقول الصحيفة أنها باتت فعليًا جبهة أمامية للحرب الفرنسية ضد الإسلام والمسلمين من قبل أنصار العلمانية، والفصل الصارم بين الدين والدولة في البلاد.

وقالت الصحيفة إنه منذ يناير/كانون الثاني الماضي أصدرت السلطات الفرنسية في بيزييه تعميمًا لتنظيم وجبات الطعام في المدارس أصبح بموجبه لحم الخنزير نوع اللحم الوحيد على قائمة وجبات الطعام، ومنعت أمهات التلاميذ من مرافقتهم خلال الرحلات المدرسية بسبب ارتدائهن الحجاب وفرضت عليهم تعلم مناهج بمضامين تستهدف تشويه دينهم وأخيرًا تحاربهم حتى في وجبات الطعام.

وعبر برنامج هاشتاج، أوضح مراسل الجزيرة مباشر في فرنسا محمد الرماش، أن ما حدث تعدٍ جديد على حقوق المسلمين في فرنسا عبارة عن أجندة سياسية تطبق في مطاعم مدارسها لخدمة أجندة واسعة.

لكن الأمر تجاوز حد المدرسة، وفق الرماش، ففي مطلع العام الماضي أصدر عمدة المدينة ذاتها قرارًا بمنع المطاعم التي تقدم الشاورما، من دون ذكر صلتها بمسلمين أو أتراك، بذريعة حماية المطبخ الفرنسي.

وأضاف أنه في العادة هناك 3 وجبات في كل مدرسة بفرنسا: واحدة نباتية ووجبة بلحم خنزير وثالثة من دون لحم الخنزير، ولا يعتبر هذا الخيار خدمة للمسلمين ففي شريعة اليهود كذلك يحرم عليهم أكل لحم الخنزير، لذا فهي لا يتم تقديمها تحت أي غطاء ديني وإلا كانت ستسمى وجبة حلال وتعتمد على ممونين يوفرون لحومها وليست اللحوم الأخرى الموجودة في مدارس فرنسا.

ولفت إلى أن عصبة حقوق الإنسان في فرنسا تقول إنه ليس هناك أي تحرك ديني حتى يجبر عمدة المدينة على التحرك باسم العلمانية وحيادية المدارس العلمانية أمام الأديان.

وأشار إلى تحركات حقوقية كان أبرزها على مستوى أولياء الأمور حيث أصدروا بيانًا شديد اللهجة ووصفوا قرار عمدة المدينة بأنه استفزاز مجاني للمسلمين، بالإضافة إلى أن هذا القرار لا يضر فقط المسلمين بل الفقراء حيث تعتمد أسر كثيرة على المدرسة في تغذية أبنائهم بشكل صحيح في حين يحرم هذا القرار عددا كبيرا جدًا من المسلمين من وجبات كاملة تتوفر فيها اللحوم.

وفي 2018، قضت المحكمة الإدارية العليا الفرنسية بأن الطعام الحلال في المدارس لا يتعارض مع مبدأ العلمانية.

ويوجه كثير من الانتقادات لمفهوم العلمانية الفرنسية والتي يثيرها السياسيون وبعض وسائل الإعلام المحلية لمحاولة إخفاء مشاكل البلاد وتغطية بعض الإخفاقات الصارخة الموجودة فيها، وفق مراقبين، مثل عنصرية الشرطة والفصل بين السكان.

المصدر : الجزيرة مباشر