رغم تفاقم الحر والحرائق.. المهاجرون يواصلون التدفق والغرب الأمريكي يستعد للأسوأ (فيديو)

تستعد منطقة غرب الولايات المتحدة التي ضربها جفاف شديد لمزيد من الدمار جراء حرائق الغابات (أسوشيتد برس)

سجل عدد المهاجرين الذين تدفقوا على حدود الولايات المتحدة مع المكسيك ارتفاعًا في يونيو/حزيران رغم الحر الشديد الذي يجعل رحلتهم أكثر خطورة، حسب إحصاءات رسمية نشرت أمس الجمعة.

وقالت إدارة الجمارك وحرس الحدود في بيان إن نحو 188 ألفًا و800 مهاجر أوقفوا الشهر الماضي بعد عبورهم بشكل غير قانوني الحدود الجنوبية للولايات المتحدة بزيادة 5% عن مايو/أيار.

ويمثل هذا مستوى غير مسبوق منذ 2006 على الأقل ويرفع عدد الذين أوقفوا إلى حوالي 900 ألف منذ يناير/كانون الثاني. وكان الرئيس الديموقراطي جو بايدن الذي اتّهمه الجمهوريون بالتقليل من خطورة “الأزمة” اعتبر في أن مستويات الهجرة القياسية المسجلة في مارس/آذار “موسمية”.

وقال بايدن إنه في “كل عام، هناك زيادة كبيرة في عدد الوافدين إلى الحدود خلال الشتاء” لأن المهاجرين يكونون “أقل عرضة للوفاة من الحر في الصحراء”. غير أ ن حلول الصيف وارتفاع درجات الحرارة بشكل لا يُطاق لم يؤدِ الى تراجع أعداد الوافدين وهو الأمر الذي يثير قلق حرس الحدود.

مهاجرون عند الحدود المكسيكية الأمريكية (غيتي)

وقال المسؤول عن حرس الحدود تروي ميللر في بيان “نحن في أشد فترات الصيف حرًا ونتلقى العديد من طلبات المساعدة من المهاجرين الذين تركهم في مناطق خطرة مهرِبون لا يحترمون الحياة البشرية”.

ومعظم الاعتقالات التي تمت في يوليو/حزيران شملت بالغين يسافرون بمفردهم (117 ألفا و600)، يليهم مهاجرون يصلون مع عائلاتهم (56 ألفا)، ومن بين هؤلاء الوافدين أيضًا العديد من القصّر الذين لا يرافقهم ذووهم (15253) حتى لو انخفض عددهم بشكل طفيف منذ الرقم القياسي التاريخي المسجل في مارس (18890).

وتراجع تدفق المهاجرين بشكل ملحوظ خلال الوباء وعاود الارتفاع بشكل طفيف في 2020، قبل أن يرتفع مجددًا منذ وصول جو بايدن إلى البيت الأبيض. ويتهم الجمهوريون بايدن بأنه اعطى “جرعة أمل” من خلال تليينه سياسات الهجرة التي اعتمدها سلفه دونالد ترمب.

الغرب الأمريكي.. موجة حر وصواعق وحرائق

وتستعد منطقة غرب الولايات المتحدة التي ضربها جفاف شديد لمزيد من الدمار بسبب حرائق الغابات الجمعة مع فشل الجهود المبذولة لاحتواء حريق هائل في جنوب ولاية أوريغون وتوقع حصول صواعق جافة خطيرة في كاليفورنيا.

وامتد حريق “بوتليغ فاير” قرب حدود ولاية أوريغون مع كاليفورنيا بين عشية وضحاها إلى 240 ألف فدان، أي أكبر من مساحة مدينة نيويورك وأكبر حريق نشط في الولايات المتحدة، بينما تم احتواء 7% فقط منه.

وصدر المزيد من أوامر الإخلاء مساء الخميس بينما اضطر رجال الإطفاء للانسحاب بسبب سرعة امتداد النيران و”ظروف الحرائق الشديدة” إلى منطقة شرق الحريق الذي اندلع قبل 10 أيام وتوسع بمعدل ألف فدان في الساعة منذ ذلك الحين.

ويشكل الحريق أيضًا خطرًا على إمدادات الطاقة في ولاية كاليفورنيا المجاورة، كما يهدد بإغراق السكان في العتمة، مثلما حدث في السنوات الماضية عندما تسببت موجات حر في إجهاد شبكة الكهرباء في الولاية.

وقال بيان صدر من مكتب حاكم ولاية كاليفورنيا إن تأثيرات تغير المناخ تساهم في حرائق الغابات التي تزداد خطورة وحدّة في كل أنحاء الغرب الأمريكي.

وحذّر عالم المناخ دانيال سوين من أن خطر اندلاع حرائق غابات بسبب الصواعق الجافة المتوقعة في كاليفورنيا في نهاية هذا الأسبوع “مرتفع جدًا”.

وحذر من أنه بسبب فترة طويلة من درجات الحرارة المرتفعة التي تسجل أرقاما قياسية، تكون أحراج كاليفورنيا أكثر جفافًا مما هي عليه عادة في ذروة أغسطس/آب أو سبتمبر/أيلول، إلا أنه كتب على تويتر “لكن من غير المرجح أن تضرب سلسلة من الصواعق الجافة كما حدث في 2020”.

وفي أغسطس/آب العام الماضي اندلع حريق “كومبلكس فاير” وهو الأكبر في تاريخ كاليفورنيا الحديث دمر منطقة بحجم ولاية ديلاوير عن طريق سلسلة ضخمة من آلاف الصواعق.

سحب دخان في كندا

أما في كندا، فيفترض أن يصل نحو مئة من رجال الإطفاء المكسيكيين إلى تورونتو السبت لمكافحة الحرائق في شمال غربي أونتاريو، وفق ما أعلنت سلطات المقاطعة الجمعة.

وصدرت تحذيرات بشأن نوعية الهواء في أربع مقاطعات في البلاد بينما تسببت الحرائق في سحب من الدخان تزداد سوءًا. وكتبت وزارة البيئة الكندية على تويتر “دخان حرائق الغابات يتسبب في رداءة نوعية الهواء في مناطق عدة”.

ويتوقع مسؤولون أن تسيطر درجات حرارة مرتفعة خلال الأيام القليلة المقبلة على امتداد ألبرتا إلى أونتاريو، إلا أنها لن تكون شديدة على غرار درجات الحرارة التي وصلت إلى 49,6 درجة مئوية وسجلت قرب فانكوفر قبل ثلاثة أسابيع.

ويقول علماء إن موجات الحر التي تضرب غرب الولايات المتحدة وكندا منذ أواخر حزيران/يونيو كانت ستكون “مستحيلة عمليا” لولا ظاهرة تغير المناخ التي يسببها النشاط البشري.

ويؤدي تغير المناخ إلى زيادة حدة موجات الجفاف مما يخلق ظروفا مثالية لامتداد حرائق الغابات خارج نطاق السيطرة وإحداث أضرار مادية وبيئية غير مسبوقة.

المصدر : الجزيرة مباشر + الفرنسية