طالبان تعتبرها صديقة.. الصين تستعد لغزو أفغانستان اقتصاديا مع مغادرة القوات الأمريكية

الولايات المتحدة تسحب قواتها من أفغانستان (غيتي-أرشيف)

نقل موقع (إنسايدر بيبر) مقابلة حصرية مع المتحدث الرسمي باسم حركة طالبان الأفغانية سهيل شاهين قال فيها إن الصين تعتبر صديقة لأفغانستان وإن الحركة تتطلع للتباحث مع بكين حول الاستثمار بإعادة الإعمار.

وأكد سهيل شاهين خلال مقابلة هاتفية مع موقع “ساوث تشاينا مورنينغ بوست” أن طالبان تسيطر الآن على 85% من البلاد وأنها تضمن سلامة المستثمرين والعمال الصينيين.

وقال “نحن نرحب بهم. إذا كان لديهم استثمارات فإننا نضمن سلامتهم بالطبع. إن سلامتهم مهمة للغاية بالنسبة لنا”.

وكانت صحيفة (ديلي بيست) الأمريكية قد ذكرت أنه في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة للانسحاب من أفغانستان، تستعد الصين للدخول وملء الفراغ الذي ستخلفه القوات الأمريكية وقوات حلف شامل الأطلسي (ناتو).

ومن خلال ما يعرف بمبادرة (الحزام والطريق)، تستعد الصين للدخول الحصري إلى أفغانستان ما بعد الولايات المتحدة. وتكثف سلطات كابل مشاركتها مع الصين بشأن تمديد الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC) الذي تبلغ قيمته 62 مليار دولار، وهو المشروع الرئيسي لمبادرة الحزام والطريق.

ووفقًا لوسائل إعلام دولية، يتضمن المشروع بناء طرق سريعة وسكك حديدية وخطوط أنابيب للطاقة بين باكستان والصين وصولًا إلى أفغانستان.

ووفقًا لمصدر آخر مطلع على المحادثات بين بيجين وكابل، فإن أحد المشاريع المحددة المطروحة على الطاولة هو بناء طريق رئيسي مدعوم من الصين بين أفغانستان ومدينة بيشاور شمال غرب باكستان، والمرتبط بالفعل بطريق الممر الاقتصادي الباكستاني.

وقال المصدر لصحيفة ديلي بيست شريطة عدم الكشف عن هويته “هناك نقاش حول الطريق السريع بين بيشاور وكابل يدور بين السلطات في كابل وبيجين. وربط كابل وبيشاور برًا يعني انضمام أفغانستان الرسمي إلى الممر الاقتصادي الباكستاني”.

ولطالما أرادت الصين توسيع مبادرة الحزام والطريق (BRI) لتشمل أفغانستان، وقد ناشدت كابل أن تفعل ذلك منذ عقد على الأقل. غير أن الحكومة الأفغانية المدعومة من الولايات المتحدة كانت مترددة في الانضمام إلى المبادرة خوفًا من إغضاب واشنطن.

وأضاف المصدر لديلي بيست “كانت هناك مشاركة مستمرة بين الحكومة الأفغانية والصين على مدى السنوات القليلة الماضية، لكن ذلك جعل الولايات المتحدة تشك في حكومة الرئيس أشرف غني”.

وأضاف أن الاشتباك الآن أصبح “أكثر كثافة”، حيث تغادر القوات الأمريكية و “يحتاج غني إلى حليف لديه الموارد والنفوذ والقدرة على تقديم الدعم العسكري لحكومته”.

وبعد إعلان الرئيس الأمريكي جو بايدن عن خطط لسحب جميع القوات الأمريكية بحلول 11 سبتمبر/أيلول، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية تشاو ليجيان الشهر الماضي أن الصين تجري بالفعل محادثات مع أطراف ثالثة -منها أفغانستان- حول تمديد الممر الاقتصادي.

وتعتزم الصين ربط آسيا بأفريقيا وأوربا عبر شبكات برية وبحرية تغطي 60 دولة كجزء من استراتيجيتها لمبادرة الحزام والطريق. ولن تعزز هذه الاستراتيجية الاتصال بين الأقاليم فحسب، بل ستزيد أيضًا من نفوذ الصين العالمي بتكلفة 4 تريليونات دولار.

وبسبب موقعها الإستراتيجي، يمكن لأفغانستان أن تزود الصين بقاعدة إستراتيجية لنشر نفوذها في جميع أنحاء العالم، لتكون بمثابة مركز تجاري يربط بين الشرق الأوسط وآسيا الوسطى وأوربا.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع إلكترونية