لبنان.. وسم “عهد الذل” يتصدّر منصات التواصل وغليان شعبي مع تأزم الوضع الاقتصادي (فيديو)

أزمات الوقود والخبز والدواء تعصف بلبنان في أزمة لم تشهدها البلاد منذ 150 عاما
أزمات الوقود والخبز والدواء تعصف بلبنان في أزمة لم تشهدها البلاد منذ 150 عاما (غيتي)

تصدّر وسم (#عهد_الذل) منصات مواقع التواصل الاجتماعي في لبنان مع استمرار تردي الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحمّل الناشطون الطبقة الحاكمة مسؤوليّة تدهور الأوضاع

وبالتزامن مع ارتفاع جديد في سعر ربطة الخبز في البلاد، اعتبر ناشطون أنّ “الرئيس اللبناني وجميع المسؤولين يتحمّلون وصول البلاد إلى ما هي عليه اليوم”، مطالبين “الطبقة الحاكمة بالاستقالة”.

واجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي حالة استياء شعبي جراء ارتفاع سعر الخبز مجددًا، حيث كتبت إحدى الناشطات: “قريبًا بتصير ربطة الخبز كيس هواء بلا خبز”، وتساءل آخر: “ماذا تركتم للفقير ليأكل؟ هذا إجرام”.

ويعد هذا الارتفاع للمرة الثالثة خلال أقل من أسبوعين إذ أعلنت السلطات رفع سعر ربطة الخبز لتصل إلى 4250 ليرة للمستهلك، وكانت المرة الأولى التي رفع فيها لبنان سعر الخبز، في فبراير/شباط الماضي، ثم نفذ عمليتي رفع في مارس/آذار المنقضي، وزيادة 4 مرات في أبريل/نيسان الفائت، ما يعني ارتفاع السعر 10 مرات منذ بداية العام الحالي فقط.

وعلى صعيد الأزمة الاجتماعيّة، نشر متابعون تدويناتٍ لمعاناتهم جراء انقطاع التيار الكهربائي عن المناطق اللبنانيّة بسبب شحّ الوقود، ناهيك بامتعاضهم بسبب الانتظار أمام محطات المحروقات.

وفي السياق، نشر فراس الأبيض مدير عام مستشفى رفيق الحريري، اليوم السبت، مقطعًا مصوّرًا للمولدات الكهربائيّة في المستشفى، متسائلًا: “كيف يستعد مستشفى لانقطاع التيار الكهربائي لمدة ٢٦ ساعة أو أكثر؟ من المسؤول عن الخسائر في الأرواح؟”

وأرفق المقطع بتغريدة: “لا يمكن للسلطات ادعاء الجهل بما يجري، فقد أرسلت رسائل إلى المعنيين، وتم إطلاق صرخة في الإعلام، فما الذي يمكن فعله أكثر؟ أليس من نهاية لهذا الظلام؟ خلص بقا، تعبنا”.

وتخيّم العتمة على منازل اللبنانيين وبعض المؤسسات في البلاد بسبب شح الوقود الخاص بتشغيل مولدات الكهرباء الخاصة التي تعتمد عليها معظم البيوت والمؤسسات في أنحاء البلاد.

وتفاقمت أزمة الدواء إذ أقفلت صيدليات عدة خلال الساعات الماضية احتجاجا على عدم تسلمها الكميات المطلوبة من الأدوية منذ فترة، وغياب الآليات الجديدة المتعلقة باستمرار دعم مصرف لبنان المركزي لعدد من الأدوية.

وانتشرت عبر منصات منصات التواصل مقاطع مصوّرة لصيدليّات التزمت بالإضراب عن العمل في عدد من المناطق اللبنانيّة.

ويأتي ذلك بعد إعلان تجمع أصحاب الصيدليات، الخميس الماضي، عن تنظيم إضراب عام ومفتوح بدءًا من صباح أمس الجمعة وحتى إصدار وزارة الصحة لوائح الأدوية وتصنيفها بحسب الاتفاق مع مصرف لبنان المركزي.

ويعاني اللبنانيّون منذ مدّة انقطاعًا في بعض الأدوية والحليب الخاص بالأطفال، فيما ينشر بعضهم عبر المنصات أسماء الأدوية ويطلبونها من أقربائهم في الخارج.

وعبّر مغرّدون لبنانيّون عن غضبهم للأحوال التي وصلت إليها بلادهم لا سيّما في القطاع الصحي، محمّلين الطبقة الحاكمة المسؤوليّة.

وانتشرت في الساعات الماضية -عبر المنصات- مقاطع فيديو تظهر اقتحام الثوار لمستودع يحوي كميات من الأدوية.

وتجمّع عشرات الناشطين أمام منزل وزير الداخليّة اللبناني محمد فهمي اعتراضًا على حمايته المسؤولين عن انفجار مرفأ بيروت.

وظهر في المقطع المصور عشرات الثوار أمام منزل الوزير، قائلين: “حرس الوزير عم يتعدى علينا ويقمع حريّة الرأي، جينا اعترضنا لأن وزير الداخليّة يحمي مجرمين الذين تسببوا في انفجار مرفأ بيروت”.

وحسب المقطع، قال أحد الثوار “حضرة الوزير آخر همّه ما قادر يرفع الحصانة عن المسؤولين”.

ورفض وزير الداخلية اللبناني، أمس الجمعة، التحقيق مع مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم في أحداث انفجار مرفأ بيروت، بحسب ما نقلته الوكالة الوطنية عن عدد من أهالي الضحايا.

ونقلت الوكالة الوطنية عن بعض أهالي ضحايا الانفجار قولهم “توافرت لدينا معلومات حول رفض وزير الداخلية طلب المحقق العدلي القاضي طارق البيطار استجوب مدير الأمن العام اللواء عباس إبراهيم”.

ويعاني لبنان أسوأ أزمة اقتصادية ومالية في تاريخه الحديث، وهي الأزمة التي يرجح البنك الدولي أن تصنف كواحدة من أسوأ 3 أزمات شهدها العالم في السنوات الـ150 الماضية.

ويدعم مصرف لبنان استيراد المواد الأساسية من خلال تأمين الدولار إلى مستورديها وفق سعر الصرف الرسمي الذي يبلغ 1.510 ليرة لبنانية، في وقت تخطى فيه سعر صرف الدولار في السوق الموازية 19.400 ليرة لبنانية.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل