هل تنتظر مصر ضوءا أخضر من أمريكا للقيام بعمل عسكري ضد سد النهضة؟ (فيديو)

أكد العميد خالد عكاشة مدير المركز المصري للفكر والدراسات الإستراتيجية أنه لا يوجد أي مؤشر يتعلق بانتظار القاهرة أو الخرطوم ضوءا أخضر من أحد للقيام بعمل عسكري للحفاظ على أمن البلدين المائي.

وأضاف عكاشة في لقاء على الجزيرة مباشر، أن مصر والسودان إذا اختارتا القيام بعمل عسكري فسيكون بمثابة عمل دفاعي عن النفس، إذ أن الملايين الذين يعيشون في وادي النيل يتعرضون لمخاطر وتهديدات وجودية حقيقية رغم محاولات إثيوبيا التقليل منها طوال الوقت.

وتابع “الأمر يمس حياة 160 مليون مواطن مصري وسوداني ولا يمكن تجاوزه أو المساومة عليه بأي حال من الأحوال”.

وعن طبيعة الحل العسكري الذي يمكن أن يؤمن لمصر والسودان إنهاء هذه الأزمة، قال إن ما يمكن الحديث عنه في هذا الإطار مجرد فرضيات ومن يمتلك خطط العمل العسكري الفعلية هم القادة العسكريون والسياسيون.

وأضاف عكاشة أن جميع الفرضيات المطروحة الآن واردة وقد تؤمن لمصر والسودان تدفقًا آمنًا للمياه وهذا هو المطلوب، موضحًا أن وزير الخارجية المصري سامح شكري وضع ملامح أولية للتحرك المصري في حال لم يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته ويجد حلًا لتحرير مياه النيل من الرغبة الإثيوبية في حبس المياه وراء مشروع غير واضح المعالم حتى الآن.

 

وتابع “أثبتت الأحداث أن سد النهضة ليس مشروعًا كهربائيًا أو تنمويًا على الإطلاق، وهناك ترويج إعلامي له يتجاوز حقيقته بمراحل”.

وبشأن حتمية مشاركة السودان في أي عمل عسكري تقوم به مصر ضد السد الإثيوبي، قال الخبير الإستراتيجي إن عسكريين كثرا أكدوا تمامًا بأن مصر قادرة بمفردها على القيام بذلك بشكل كامل حتى وإن خرج السودان من المعادلة تمامًا.

وأضاف “لكن هناك مجموعة من السيناريوهات الأخرى التي تتحدث عن المشاركة وهنا ستتغير خطط العمليات وتكتيكات التعامل مع الأزمة”.

والإثنين الماضي أعلنت إثيوبيا البدء في عملية التعبئة الثانية لسد النهضة بشكل أحادي من دون اتفاق مع السودان ومصر، وقال أحد جنرالات الجيش الإثيوبي إنهم جاهزون للحل العسكري للقضية مؤكدا أن مصر لن تستطيع تدمير السد.

والخميس أعاد مجلس الأمن الدولي قضية سد النهضة إلى الاتحاد الأفريقي مع كلمات تشجيعية للدول الثلاث بالمضي في مسار التفاوض ودون تحديد سقف زمني كما طالبت مصر والسودان.

وخلت كلمات أعضاء مجلس الأمن من الحديث بشكل مباشر عن إجراءات الملء الثاني التي اتخذتها إثيوبيا بشكل أحادي، وهو الأمر الأكثر ازعاجًا لمصر والسودان خلال الشهرين الأخيرين بالنظر للأضرار التي يتحدث عنها البلدان.

واعتبر مراقبون ما انتهت إليه جلسة مجلس الأمن بمثابة نجاح لإثيوبيا في مساعيها، وخاصة فما يتعلق بتأكيد المجلس على دور الاتحاد الأفريقي في التفاوض، وإبعاد المجلس نفسه عن التدخل الواضح في قضايا المياه العابرة للحدود على أساس أنها ليست من اختصاصه.

المصدر : الجزيرة مباشر