مستوطنون يجرفون حيا تاريخيا قرب الحرم الإبراهيمي والاحتلال يهدم 10 منشآت بالضفة (صور وفيديو)

مستوطنون يجرفون حيا تاريخيا قرب الحرم الابراهيمي في الخليل (وفا)

جرف مستوطنون حيًا تاريخيًا قرب الحرم الإبراهيمي بالبلدة القديمة بمدينة الخليل، بينما هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 10 منشآت شمال أريحا بالضفة وبركة مياه في الأغوار، وأجبرت مقدسيا على هدم منزله في جبل المكبر.

تجريف حي تاريخي

نقلت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) عن مدير الدائرة القانونية في لجنة إعمار الخليل، توفيق جحشن، قوله أمس الإثنين، إن مستوطنين تحت حماية جيش الاحتلال شرعوا بتجريف ما مساحته 400 متر مربع في حوش تقطنه 4 عائلات كبيرة قرب الحرم الإبراهيمي بالبلدة القديمة وسط مدينة الخليل، وذلك في سياق عمليات التهويد التي تنتهجها سلطات الاحتلال بالمدينة القديمة.

مستوطنون جرفوا الحي تحت حماية الاحتلال (وفا)

وطالب جحشن، المجتمع الدولي والدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم(اليونسكو) بتحمل مسؤولياتهم تجاه ما تقوم به إسرائيل من انتهاكات لحقوق الشعب الفلسطيني وممتلكاته وآثاره وتراثه.

وشدد على ضرورة قيامهم بإنفاذ الاتفاقيات المؤسسة لعمل المنظمة واتخاذ إجراءات فاعلة وتوفير الحماية لأرض فلسطين وشعبها وتراثها الفكري والحضاري.

وأوضح المسؤول أن الخليل القديمة بكافة أحواشها وأحيائها أرض تراث عالمي، ثقافي وطبيعي، وذات قيمة نادرة واستثنائية يستوجب صونها وحمايتها.

تم تجريف ما مساحته 400 متر مربع في حوش تقطنه 4 عائلات كبيرة (مواقع التواصل)

وناشد جحشن، المنظمات الدولية والعربية والإسلامية التدخل السريع لوقف هذا التدمير وهذه الممارسات التصعيدية والخطيرة من قبل الاحتلال ومستوطنيه الهادفة إلى الاستيلاء على الأرض الفلسطينية وتاريخها وحضارتها.

وقالت وزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في بيان اليوم الثلاثاء، إن الاحتلال يسعى إلى بسط مزيد من السيطرة على المسجد الإبراهيمي والمناطق المحيطة به ويواصل التحكم في دخول وخروج المصلين ومنع رفع الآذان عبر مكبرات الصوت بين الفينة والأخرى.

وتابعت “ولأجل التهويد والسيطرة، أقدمت مجموعات من المستوطنين، اليوم على تجريف حي تاريخي قرب المسجد الإبراهيمي”، مؤكدة أن تلك الممارسات تأتي في سياق عمليات التهويد التي تنتهجها سلطات الاحتلال بالبلدة القديمة.

وفي يوليو/تموز 2017، أعلنت اليونسكو في باريس أن البلدة القديمة في الخليل أصبحت “منطقة محمية”، بصفتها موقعًا “يتمتع بقيمة عالمية استثنائية”، وذلك في أعقاب تصويت سري على إدراج الخليل على لائحة التراث العالمي.

في 2017 أعلنت اليونسكو أن البلدة القديمة في الخليل أصبحت “منطقة محمية” (مواقع لتواصل)

وأدرجت اليونسكو حينها البلدة القديمة في الخليل على لائحتين هما لائحة التراث العالمي، ولائحة التراث المهدد.

وفي يونيو/ حزيران 2018، اعتمدت لجنة التراث العالمي التابعة لليونسكو، خلال اجتماعها الـ 42 المنعقد في العاصمة البحرينية المنامة، قرارين هامين حول مدينتي القدس المحتلة والخليل بالإجماع، الأول يتعلق بحالة الحفاظ على بلدة القدس القديمة وأسوارها، والثاني يخص حالة الحفاظ على بلدة الخليل القديمة.

وطالب القرار المتعلق بالقدس سلطات الاحتلال بالكف عن الانتهاكات التي من شأنها تغيير الطابع المميز للمدينة، وعليه يبقي القرار القديم للقدس وأسوارها مدرجة على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر، وكذلك الأمر بما يخص بلدة الخليل القديمة التي تضم الحرم الإبراهيمي حيث تبقى بسبب الانتهاكات الإسرائيلية على لائحة التراث العالمي المهدد بالخطر أيضًا.

وفي أكتوبر/تشرين الأول 2018، اعتمد المجلس التنفيذي للمنظمة الدولية قرار فلسطين المحتلة والمؤسسات التعليمية والثقافية التي تعبر عن ضرورة حماية وصيانة الآثار والثقافة والتعليم في أرض دولة فلسطين المحتلة، بما فيها القدس الشرقية.

هدم منشآت بالضفة

في السياق، هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي 10 منشآت في منطقة المعرجات شمال أريحا بالضفة المحتلة.

وقال الناشط فارس كعابنة لـ (وفا)، إن قوات الاحتلال هدمت 10 منشآت بينها 6 بركسات وحظائر أغنام، و4 مساكن في منطقة عرب الكعابنة بالمعرجات بحجة عدم الترخيص، وشردت القاطنين دون إخطار مسبق بنية الهدم. وأضاف أن قوات الاحتلال استولت على جميع ممتلكات المنشآت المهدمة.

وفي الخليل، قال منسق اللجان الشعبية والوطنية لمقاومة الجدار والاستيطان راتب الجبور لـ (وفا)، ان قوات الاحتلال هدمت حظيرة أغنام تعود للمواطن محمد عيسى ربعي في قرية التوانة، وغرفة زراعية للمواطن فضل رباع لعمور في تجمع الركيز شرق يطا.

يشار إلى أن قوات الاحتلال والمستوطنين كثفوا من انتهاكاتهم ضد المواطنين وممتلكاتهم في عدة مناطق بمسافر يطا منذ مطلع العام الجاري، من هدم للمساكن والخيام، وتجريف أراضٍ، ومهاجمة رعاة الأغنام، بهدف التوسع الاستيطاني، واجبار المواطنين على ترك أراضيهم.

وفي الأغوار الشمالية، هدمت جرافات الاحتلال اليوم الثلاثاء بركة مياه في قرية بردلة.

وقال مالك البركة محمد حسني صوافطة، إن الاحتلال هدم بركة زراعية له سعتها 1000 كوب، مقدمة من الاتحاد الأوربي. وكانت قوات الاحتلال أخطرت الأسبوع الماضي بإزالة البركة خلال 96 ساعة.

هدم بركة مياه في الأغوار الشمالية (وفا)

شق طريق استيطاني

شرعت جرافات الاحتلال اليوم بشق طريق استيطانية قرب مدخل بلدة حزما الرئيسي شمال شرق مدينة القدس المحتلة. وتعود ملكية الأراضي إلى عدد من عائلات البلدة.

جاء ذلك بعد أن رفضت محكمة الاحتلال العليا للالتماس الذي قدمه أهالي حزما قبل نحو 3 أشهر، ضد وضع الاحتلال على الأراضي المجاورة للطريق الاستيطانية المذكورة، حسب ما أفاد به مركز حزما الإعلامي.

يشار إلى أن بلدة حزما يحيطها أربع مستوطنات، وتعتبر الشريان الرئيس الرابط بين شمال الضفة الغربية وجنوبها، وإحدى البوابات الرئيسية لمدينة القدس.

في السياق، أصيب عدد من الفلسطينيين بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال مسيرة منددة بشق طريق استيطانية على أراضي بلدتي بيتا وحوارة جنوب نابلس.

كما تعرضت مركبة إسعاف تابعة للإغاثة الطبية في نابلس للاستهداف بقنبلة غاز ما أدى إلى تحطم الزجاج الأمامي.

وشارك أهالي جنوب نابلس بمسيرة منددة بالاستيطان، دعت إليها فصائل العمل الوطني في محافظة نابلس، ولجنة التنسيق الفصائلي في بلدتي حوارة وبيتا، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ضد شق الطرق الاستيطانية.

إجبار مقدسي على هدم بيته

في الوقت نفسه، أجبرت سلطات الاحتلال مواطنا مقدسيا على هدم منزله في بلدة جبل المكبر، بضغط من بلدية الاحتلال بحجة البناء دون ترخيص.

وأفادت مصادر محلية لـ (وفا)، بأن الشاب مهند بشير أجبر على هدم منزله في حي بشير بعد إمهاله حتى اليوم لتنفيذ الهدم، وإلا ستقوم جرافات الاحتلال بذلك وعليه دفع أجرة الهدم لطواقم البلدية وآلياتها بقيمة 60 ألف شيكل. وتبلغ مساحة المنزل 150 مترًا مربعًا، ويعيش فيه 5 أفراد بينهم 3 أطفال.

ووفقا لمعطيات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” (OCHA) فإنه حتى 19 أكتوبر/تشرين الأول 2020 قامت السلطات الإسرائيلية بهدم 568 منزلا ومبنى فلسطينيا، ما أدى إلى تهجير 759 شخصا، بذريعة افتقارها إلى تصاريح بناء إسرائيلية، يكاد يستحيل الحصول عليها.

ووفق مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة (بتسيلم) فإنه تم هدم أكثر من 120 منزلًا في القدس المحتلة عام 2020، منها 81 منزلًا أجبر أصحابها على هدمها بأيديهم.

ويجبر السكان على هدم منازلهم بأيديهم لكي يتجنبوا دفع عشرات آلاف الشواكل لبلدية الاحتلال في القدس في حال نفذت هي الهدم. وتأتي عمليات الهدم تلك ضمن الملاحقة المستمرة ومساعي بلدية القدس لترحيل المقدسيين وهدم منازلهم التي شيد بعضها قبل قيام إسرائيل.

تجدر الإشارة إلى ارتفاع عدد المنازل المخطرة والتي يتم هدمها في القدس وقرب المسجد الأقصى تحت حجج واهية تتعلق بعدم الترخيص والبناء غير القانوني. وهناك أكثر من 20 ألف منزل فلسطيني بالقدس مهددة بالهدم.

وذكر مركز أبحاث الأراضي أن الاحتلال الإسرائيلي دمّر منذ النكبة عام 1948 أكثر من 500 قرية، وقدرت المنازل التي هدمها منذ ذلك الحين بنحو 170 ألف مسكن، وتم تهجير نحو مليون فلسطيني أصبحوا الآن أكثر من 7 ملايين في أنحاء العالم.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية