حراك داخل عمالقة شركات التكنولوجيا الأمريكية لمساندة القضية الفلسطينية

الشركات الأربع لها مواقف مؤيدة للاحتلال الإسرائيلي (غيتي)

تشهد 4 من عمالقة شركات التكنولوجيا الأمريكية، حراكًا داخليًا بين موظفيها لمساندة القضية الفلسطينية، وتظاهرات لنشطاء تنديدًا بمواقف إدارة هذه الشركات المؤيدة للجرائم التي ترتكبها إسرائيل، خاصة ما يتعلق برقابتها وحذفها للمحتوى الفلسطيني على وسائل التواصل الاجتماعي، أو استثماراتها المالية في مستوطنات وبنى تحتية إسرائيلية تسهل ارتكاب خروقات لحقوق الإنسان.

غوغل

يواصل المئات من موظفي شركة (غوغل) التوقيع على رسالة داخلية موجهة للمدير العام “سوندار” والإدارة التنفيذية للشركة تعترض على انحيازها لصالح العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وتطالب بموجبها بالتبرع المالي ودعم منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية، وأن تتساوى قيمة تبرعات الشركة في إسرائيل بنفس القيمة في الأراضي الفلسطينية، والاعتراف بالعنف الذي يرتكبه الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

وضمن الحملة على غوغل، بث الفنان الكوميدي الفلسطيني الأمريكي عامر زهر مقطع فيديو، أشار فيه إلى انحياز غوغل لصالح إسرائيل، وإضافة أصغر شوارع المستوطنات على خرائطها، بينما تتجاهل حتى نشر أسماء الشوارع في المدن الفلسطينية.

فيسبوك

كان المئات من موظفي شركة (فيسبوك) وقعوا رسالة قبل أيام تطالب إدارتهم بعدم حذف المحتوى الفلسطيني، أو التضييق عليه، ومطالبة طرف ثالث بإجراء تدقيق على سياسات الرقابة تجاه الفلسطينيين والعرب، مشيرين بهذا الخصوص إلى تصريحات نتنياهو يصف فيها الفلسطينيين بأنهم “إرهابيين”.

وضمن ذات التوجه، وجهّت “نقابة المحامين التقدميين”، ومنظمة “أصوات يهودية من أجل السلام”، ومجموعة “الحقوق الإلكترونية”، رسالة لمديرة العمليات في شركة فيسبوك شيرلي ساندبرغ تطالب فيها بالوقف الفوري لجميع أشكال الرقابة والحذف للمحتوى المؤيد للحقوق الفلسطينية في جميع الشركات التابعة للشركة بضمنها (إنستغرام) وإعلان رسمي عن سياسات الرقابة التي تعتمدها.

أبل

وقع أكثر من ألف موظف في شركة (أبل) رسالة للمدير العام للشركة تيم كوك تطالبه بإصدار بيان يتم فيه الاعتراف بأن ملايين الفلسطينيين يعانون تحت الاحتلال الاسرائيلي.

وقال البيان، الذي أصدره مجمع الموظفين المسلمين في شركة أبل إنهم اعتادوا على عدم مناقشة القضايا السياسية الحساسة، ومنها الفلسطينية في مكان العمل، لكن أمام استمرار تنكر إسرائيل والقوى المؤثرة لحقوق الشعب الفلسطيني الإنسانية، فإنهم يشعرون كموظفين بالإحباط والحزن، مطالبين الشركة بإعلان موقف يدين العدوان على الفلسطينيين.

 

وطالب موظفو أبل بإعلان الشركة أن حياة الفلسطينيين مهمة، وألا يشمل هذا الاعلان كلمات عامة، مثل: اشتباك، أو طرفي الصراع، باعتبار ذلك مساواة بين الضحية والمعتدي.

أمازون

في شركة (أمازون)، وقع 500 موظف على رسالة موجهة لمديري الشركة جيف بيزوس وأندي جيسي، تطالبهما بالاعتراف بالعدوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.

وطالبوا أيضًا بعدم استخدام مصطلحات عامة، مثل عنف بين الطرفين، باعتبار ذلك يضع الفلسطينيين الذين يتعرضون للعنف في كفة واحدة مع من يمارس العدوان والعنف، وهي اسرائيل.

مظاهرات لم تنقطع

وبينما يتواصل الحراك داخل هذه الشركات عبر موظفيها لاستقطاب مزيد من التوقيعات على هذه الرسائل، لم تنقطع المظاهرات والفعاليات التي ينظمها أنصار الحق الفلسطيني في الولايات المتحدة أمام مقراتها.

ومنذ انتهاء العدوان الإسرائيلي الأخير، باتت المظاهرات الفلسطينية تتجه نحو مقار هذه الشركات حيث تم تنظيم عشرات المظاهرات والوقفات الاحتجاجية امام مقراتها الرئيسية.

وأكد عضو الهيئة الإدارية للمجلس الفلسطيني الأمريكي د. سنان شقديح، لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا)، أن الفعاليات المناصرة للقضية الفلسطينية والمناهضة للعدوان الاسرائيلي مستمرة، ولم تتوقف مع انتهاء الحرب، وأنها انتقلت من أمام السفارة والقنصليات الاسرائيلية إلى مقار الشركات المشتركة مع إسرائيل في جرائم الحرب، وفق تعبيره، ومنها شركتا فيسبوك وغوغل.

الناشط الفلسطيني الدكتور سنان شقديح (مواقع التواصل)

وأوضح أن الشركتين شنتا حربًا موازية للحرب الإسرائيلية على المحتوى والرواية الفلسطينية، إضافة إلى أن شركتي غوغل وأمازون وقعتا عقدًا مع الحكومة الاسرائيلية بقيمة 1.2 مليار دولار لتطوير عمل حكومة إسرائيل ونقلها “لتكنولوجية الغيوم”، بضمنها وزارات، مثل: وزارتي الدفاع، والأمن.

وأكد شقديح استمرار الحملات الداخلية والخارجية على هذه الشركات، مشيرًا إلى اللغة شبه الموحدة التي كتبت بها بيانات موظفي الشركات وتناسقها مع مطالب المتظاهرين خارج مقراتها، مناشدين منظمات حقوق الانسان الفلسطينية بإعداد تقارير بتفاصيل حرب شركات التواصل الاجتماعي على المحتوى والرواية الفلسطينية.

وأشار إلى أن هذه التقارير من شأنها المساعدة في دوامة تلك الشركات في تغطيتها على الجرائم الإسرائيلية عندما يحين الوقت، لجر قادة إسرائيل أمام محاكم جرائم الحرب الدولية.

احتفالات في شوارع غزة مع بدء وقف إطلاق النار (رويترز)

من الشركات إلى مقار أعضاء بالكونغرس

وأكد أن فعاليات “نصرة الحق الفلسطيني” ستتواصل وستتجه خلال الأيام المقبلة نحو استهداف مقار أعضاء الكونغرس المؤيدين لجرائم إسرائيل عبر تظاهرات أمام مكاتبهم، بينما سيتم ترتيب لقاءات مع بعض قادة الكونغرس ممن أيدوا قرار الوقف الفوري للعدوان لتوجيه الشكر لهم.

وفي 13 أبريل/نيسان الماضي تفجرت الأوضاع بالأراضي الفلسطينية، جراء اعتداءات إسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، بخاصة في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، في محاولة لإخلاء 12 منزلا فلسطينيا وتسليمها لمستوطنين، ثم انتقل التوتر إلى الضفة الغربية، وتحول إلى غدوان عسكري على قطاع غزة أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء الفلسطينية