شيخ الأزهر معلقا على أزمة سد النهضة: التلاعب بالموارد إفساد في الأرض ويجب على العالم إيقافه (فيديو)

أكد شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب أن ملكية الموارد الضرورية لحياة الناس ليست حكرًا على دولة بعينها تتفرد بالتصرف فيها، وطالب دول العالم بالتصدي لهذه التحركات التي تضر بالحاجات الضرورية للناس.

وأضاف الطيب خلال كلمته في احتفالية الأمم المتحدة باليوم العالمي للبيئة، أمس ‏الجمعة، أن “الدين ‏عند من يؤمن به ويحترم قوانينه، يحكم ‏حكما صريحا بأن ملكية الموارد الضرورية ‏لحياة الناس هي ملكية عامة”.

وشدّد على أنه “لا ‏يصح بحال من الأحوال، وتحت أي ظرف من ‏الظروف، أن تترك هذه الموارد ‏ملكا لفرد، أو أفراد، أو دولة تتفرد بالتصرف فيها ‏دون سائر الدول المشاركة لها ‏في هذا المورد العام أو ذاك”.

وتابع “هذا من ‏أمس ما يتعلق بموضوع الإفساد في الأرض، ويجب أن يتكاتف العالم لوقفه قبل أن ‏تنتقل عدواه إلى نظائره من البيئات والظروف المتشابهة”.

ولفت إلى أن “الماء بمفهومه الشامل، الذي يبدأ من ‏الجرعة ‏الصغيرة وينتهي بالأنهار والبحار، يأتي في مُقدمة الموارد الضرورية التي ‏تنص ‏شرائع الأديان على وجوبِ أن تكون ملكيتها ملكية جماعية مشتركة، ومنع ‏أن يستبد ‏بها فرد أو أناس، أو دولة دون دولٍ أخرى، فهذا المنع أو الحجر أو ‏التضييق على ‏الآخرين، إنما هو سلب لحق من حقوق الله، وتصرف من ‏المانع فيما لا ‏يملك”.

يشار إلى أن خلافا حادا بين دولتي المصب مصر والسودان، وبين إثيوبيا، لم ينته بعد حول قواعد ملء وتشغيل سد النهضة، التي فشلت كل جولات المفاوضات بين الأطراف الثلاثة في التوصل لاتفاق حولها.

وكانت أبرز هذه الجولات تلك التي عقدت برعاية أمريكية، دون توقيع اتفاق بينها، حيث رفضت إثيوبيا توقيع الاتفاق الذي توصلت إليه المفاوضات، كما فشل الاتحاد الأفريقي على مدى ثلاث دورات برئاسة كل من مصر وجنوب أفريقيا والكونغو على التوالي في دفع الدول الثلاث لإبرام اتفاق.

ويسود التوتر العلاقات بين إثيوبيا وكل من مصر والسودان على خلفية بناء سد النهضة الإثيوبي على النيل الأزرق في وقت تراوح فيه المحادثات مكانها رغم تدخل الوساطات الإقليمية والدولية.

وفي 25 من مايو/أيار المنصرم، قال السودان إن إثيوبيا بدأت بالفعل في الملء الثاني للسد، بعد نحو عام على الملء الأول، رغم رفض مصر والسودان للخطوة ومطالبتهما بالتوقيع على اتفاق مسبق وملزم حول السد وتشغيله.

وفي أقوى تهديد منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في 30 من مارس/آذار الماضي إن “مياه النيل خط أحمر، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل”.

وتقول إثيوبيا إن سد الطاقة الكهرومائية مهم لتنميتها الاقتصادية وتؤكد حقوقها في مياه النيل التي تسيطر عليها دول المصب منذ فترة طويلة بموجب “اتفاقيات الحقبة الاستعمارية”.

وتعتمد مصر على النيل في الحصول على ما يصل إلى 90% من مياهها العذبة وتعتبر السد تهديدًا وجوديًا محتملا، ويشعر السودان بالقلق من تشغيل السد على سدوده وعلى محطات المياه.

المصدر : الجزيرة مباشر + مواقع التواصل