عبد الناصر سلامة: السودان خذلنا بضغوط أمريكية ومصر من دون النيل لا تساوي شيئا

عقد الكاتب الصحفي عبد الناصر سلامة رئيس تحرير جريدة الأهرام الأسبق مقارنة بين الإيجابيات والسلبيات المترتبة على ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي بالنسبة للسودان ومصر، مؤكدًا وجود فروق كثيرة بين الدولتين.

وقال سلامة خلال مشاركته في برنامج (المسائية) على شاشة الجزيرة مباشر “يبدو أن هناك فجوة بين الموقف المصري ونظيره السوداني، وربما لا يبوح بها الجانب المصري لسبب ما؛ فالموقف السوداني منفتح على من لهم مصلحة في هذا الموضوع مثل الإمارات والسعودية، ومنفتح على من وقفوا وراء إنشاء السد من البداية مثل إسرائيل، ومنفتح كذلك على الولايات المتحدة الأمريكية والصين وروسيا”.

وتابع “مصر من دون النيل لا تساوي شيئا؛ فإلى أي مدى سنظل نتحدث عن المفاوضات؟ نحن في مشكلة خطيرة جدًا بالموقف المصري نفسه ولن يأخذ العالم موقفًا بالنيابة عنا”.

واستطرد الصحفي المصري “كنت أتمنى أن يكون الموقف المصري قويًا وواضحًا ويأخذ مساره في هذا الموضوع، بل إن مصر تأتي في ذيل قائمة اهتمامات السودان بعد الدول الأخرى ذات الصلة بملف سد النهضة”.

وكانت وزيرة الخارجية السودانية مريم الصادق المهدي قد كشفت، في وقت سابق اليوم الأحد، عن تلقي بلادها مقترح (اتفاق مرحلي) من الكونغو لتعبئة سد النهضة تدعمه الأمم المتحدة وأمريكا، وأعلنت الوزيرة السودانية عن قبول الخرطوم مبدأ الاتفاق المرحلي بشرط أن تكون مدة الاتفاق المرحلي 6 أشهر ويكون توافقيًا وبضمانات دولية.

وفي معرض تعليقه على تصريح وزيرة الخارجية السودانية، أبدى سلامة استهجانه لتصريح الوزيرة قائلًا إن “الأشقاء في السودان هم الذين انسحبوا من واشنطن ورفضوا التوقيع، بينما وقعت مصر على الاتفاقية، ولكن الضغوط الأمريكية أثمرت وهذا مبعث تغير الموقف السوداني من مباحثات واشنطن”.

وتساءل “بأي منطق نتفاوض في 6 أشهر وقد فشلت المفاوضات ولم نصل مع الإثيوبيين لأي نتيجة تُذكر على مدى 6 سنوات خلت؟”، ووجّه رسالة إلى الدبلوماسية المصرية يدعوها فيه لإدراك أن الطرح الجديد يُخرج إثيوبيا من المأزق الذي هي فيه أمام العالم.

وأضاف في حديث لبرنامج المسائية أن الضرر الواقع على البلدين جراء ملء السد ليس واحدًا، إذ إن السودان سيستفيد من كهرباء السد وتوجد اتفاقيات بين السودان وإثيوبيا لتزويد السودان بالكهرباء، كما أن دول خليجية (لم يسمها) مستفيدة من كهرباء السد الإثيوبي، علاوة على أن السودان سينظم مياه الفيضانات في أراضيه.

وأشار سلامة إلى أن السودان على المستويين الرسمي والشعب يتحدث عن موقف حاسم تجاه إثيوبيا، في حين تختلف النبرة المصرية على الأصعدة كافة.

وبشأن الدعم العراقي والأردني للملف المصري في سد النهضة، قال عبد الناصر سلامة “بخلاف الدول العربية الداعمة ماليًا لإثيوبيا في مشروع السد لا توجد عاصمة عربية يمكن أن تُنكر حق مصر في مياه النيل، ومن ثم فالموقف العراقي الأردني موقف مبدئي”، وعلَّق الآمال على الموقف المصري بالدرجة الأولى.

وشدد سلامة على ضرورة وجود إرادة مصرية لإحداث الفرق، ضاربًا المثل بـ(جزر فوكلاند) والإرادة البريطانية التي حرَّكت أسطولها الحربي لردع الأرجنتين، واستغرب من غياب الإرادة المصرية لحل أزمة سد النهضة حتى الآن.

وتُصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه يُعتقد أنه في يوليو وأغسطس/آب المقبلين، بعد نحو عام على ملء أول -حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق- في حين تتمسك القاهرة بالتوصل أولا إلى اتفاق ثلاثي يضمن لها استمرار تدفق حصتها من مياه نهر النيل.

المصدر : الجزيرة مباشر