مصر.. رسائل مؤثرة من أسرة البرلماني السابق مصطفى النجار بعد مرور ألف يوم على اختفائه (فيديو)

رسائل مؤثرة أطلقتها أسرة البرلماني المصري السابق مصطفى النجار بعد مرور ألف يوم على اختفائه، أعرب فيها أبناؤه عن شوقهم وحنينهم إليه وانتظارهم لعودته، بينما طالبت منظمات حقوقية السلطات المصرية بالكشف عن مصيره.

وتساءل نجله ببراءة الأطفال “بابا إنت هتيجي إمتى بقى عشان أنا عايز أشوفك. عايز أقولك كل سنة وإنت طيب بمناسبة عيد الأب وإنت كمان تقولي عشان عيد ميلادي في نفس اليوم. تعرف يا بابا إن السِنّة دي طلعت معوجة لأني خفت الدكتور يخلعهالي وأنا عايزك إنت اللي تخلعهالي. أنا بدعي ربنا كل يوم إنك تجيلي بسرعة”.

وقالت إحدى بناته “بابا انت وحشتني أوي، أنا بجد بجد عمري ما كنت أتخيل إني مشفكش طول الفترة دي، أنا متعلقة بيك جدًا، كمان كل حاجة بتبقى وحشة من غيرك إنت كنت بتخلي للحاجة إحساس مختلف.. إن شاء الله قبل العيد الجاي تكون معانا”.

وقالت الأخرى “كان نفسي تبقى موجود وتقرأ اللي أنا بكتبه واخد رأيك، وبجد الفترة الجاية هأحاول أطور من نفسي وأقرأ أكتر وأكتب أكتر. نفسي ترجع عشان ناخد صور مع بعض ونخرج كتير ونقضي وقت حلو لأن 3 سنين كانوا كتير أوي”.

من جانبه، قال الحقوقي الدولي محمد زارع إن اختفاء النجار لأكثر من 3 سنوات يثير علامات استفهام كثيرة، فمنذ أعلنت زوجته ومحاميه عن تلقي اتصال يفيد بإلقاء القبض عليه إلا أنه لم يحدث حتى الآن أي تحقيق جدي في الأمر ولم يخرج أي تصريح رسمي عن الواقعة وكل ما نقلته وسائل الإعلام كان على لسان أسرة النجار ومحاميه.

وأضاف في لقاء على الجزيرة مباشر أن النجار كان من شباب ثورة يناير وأحد قياداتها ولم يكن متهما في قضية كبيرة وكل اتهاماته أنه تحدث عن القضاء تحت قبة البرلمان واتهم آنذاك بأنه أهان القضاء وحكم عليه بالسجن لمدة 3 سنوات ولم يتم تنفيذ الحكم، وبالتالي فما يحدث معه الآن غير مفهوم بالمرة، حسب قوله.

وأشار إلى أن أسرة النجار تقدمت بعدة بلاغات إلى نيابة أسوان حيث اختفى، وإلى النائب العام أيضًا ولم يتم التحقيق جديا في البلاغات المقدمة، مضيفا “هل الدولة لديها ما تخفيه؟ هل هناك مشكلة ما حدثت للدكتور مصطفى النجار ولا يريدون الإعلان عنها؟ ما يحدث غريب جدا وتجاهل قضيته يجعل مخاوفنا كل يوم تزداد خشية أن تكون حياته تعرضت للخطر”.

أما الكاتب المصري محمد العطيفي فبرغم أنه رأى القضية شائكة وأن هناك إخفاقات من قبل السلطات إلا أنه أكد على وجود استراتيجية كاملة لحقوق الإنسان في مصر ستنفذ في المرحلة المقبلة.

وكانت 15 منظمة وجهة حقوقية إقليمية ودولية أعربت في بيان عن قلقها البالغ لاستمرار اختفاء مصطفى النجار لمدة ألف يوم، وطالبت السلطات المصرية بضرورة الإفصاح الفوري بأي معلومات تتعلق بمكانه أو الكشف عن مصيره، والتحقيق العاجل في البلاغات التي قدمتها الأسرة.

وكان البرلماني السابق مصطفى النجار وهو طبيب أسنان ورئيس سابق لحزب العدل، قد سافر إلى محافظة أسوان جنوبي مصر في 27 سبتمبر/أيلول 2018، وغير معروف مكانه أو مصيره حتى هذه اللحظة.

 

وبحسب زوجته شيماء علي عفيفي فإن آخر اتصال هاتفي بينها وبين زوجها كان في 28 سبتمبر أخبرها بوجوده في أسوان ثم انقطع التواصل معه بعدها، إلا أنه وفي يوم 10 أكتوبر/تشرين الأول تلقت زوجته مكالمة هاتفية من شخص مجهول على هاتف المنزل يفيد بأنه قد تم إلقاء القبض عليه.

وعليه قامت الأسرة يوم 12 أكتوبر بعمل تلغراف للنائب العام بخصوص اختفائه كما قام محامو مصطفى النجار بعمل بلاغ لنيابة أسوان يوم 31 من نفس الشهر.

يشار إلى أن الدكتور مصطفى النجار يعاني من الربو وحصوات الكلى، وحرمانه من العلاج قد يعرض حياته للخطر.

وكان الاتحاد البرلماني الدولي أصدر قرارًا في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بشأن اختفاء مصطفى النجار، أعرب فيه عن قلقه تجاه عدم اتخاذ السلطات المصرية أي إجراءات تجاه كشف مصير البرلماني السابق، وطالب وزارة الداخلية بضرورة فتح تحقيق في واقعة اختفائه.

كما أعلن المجلس نفسه خلال دورته المنعقدة خلال شهر مايو/أيار الماضي استمرار قلقه تجاه عدم رغبة السلطات المصرية في الإفصاح عن مكان النجار، كما جدد المجلس مطالبته لوزارة الداخلية بضرورة أخذ أمر التحقيق في اختفائه على محمل الجد، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتحديد مكانه.

 

المصدر : الجزيرة مباشر