معتقلات سوريات يكشفن لأول مرة أهوال ما تعرضن له في سجون النظام (فيديو)

قالت المعتقلة السابقة والناشطة في الدفاع عن حقوق المعتقلين منى بركة إن المعتقلات في سجون النظام السوري يخرجن من سجن صغير إلى سجن أكبر ما بين متابعة أجهزة المخابرات لهن بعد الخروج ونظرة المجتمع المحيط بهن.

وأضافت في لقاء على الجزيرة مباشر أن القليل فقط من يساعد المعتقلات السابقات في سجون بشار الأسد معنويا ونفسيا، ونادرا ما يسلط الضوء على هذا الملف، مؤكدة أنهن يحاولن باعتبارهن ناشطاتٍ ونساءً محررات توصيل رسالة مفادها أنهن بحاجة للدعم النفسي والمجتمعي خاصة وأن غالبيتهن يخرجن وهم يعانين من أمراض نفسية وجسدية.

وحول معاناة السوريات داخل المعتقلات قالت إن سجون الأسد مختلطة، فالسجانون ومن يقومون بالتعذيب ومن يفتشون المعتقلات ذكور، والمعتقلات يتعرضن للإهانات والإساءات بشكل دائم ومروع.

وأضافت “تعرضنا للضرب والتعذيب والإهانات، كما كنا نرى تعذيب الشباب أمامنا ورأيت شخصيا الكثير منهم وهم يموتون تحت التعذيب”.

وعن أصعب اللحظات التي مرت بها أثناء اعتقالها قالت منى بركة إنها كانت عندما رأت شبابا تتراوح أعمارهم من 16 إلى 20 عاما يتعرضون لألوان بشعة من التعذيب وهم معصوبو الأعين ثم يموتون بعدها بساعات.

كما روت أيضا قصة معتقلة اسمها نجلاء أصيبت بمرض السل بعد اعتقال دام سنتين وبدلا من الإفراج عنها للعلاج، حولوها إلى المعتقل مرة أخرى حتى تراها المعتقلات الأخريات وهي تلفظ أنفاسها الأخيرة، إذ ظلت تصرخ 15 يوما من داخل قبو السجن الذي تركت فيه بمفردها تلفظ دما من فمها حتى ماتت.

وكان قسم الحريات بشبكة الجزيرة أنتج فيلما بعنوان (بين سجنين) لتسليط الضوء على الكثير من القصص المريرة لسوريات تعرضن للاعتقال والتعذيب في سجون بشار الأسد.

وحكت المعتقلات من خلال الفيلم كيفية الحياة في تلك السجون وما تعرضن له من صنوف التعذيب المختلفة، كما أكدن حرمانهن من محاكمات عادلة ونزيهة ومنعهن من التواصل مع أهلهن.

وأوضح الفيلم أيضا الصعوبات الجمة التي واجهتها المعتقلات بعد خروجهن من السجون وعدم تقبل الأهل والمجتمع لهن بسبب العادات المحافظة بحسب مختصين.

وقالت منتجة الفيلم (خديجة أولاد عدي) إن فريق العمل التقى بالعديد من النساء المحررات من سجون الأسد واستقر رأيه على أن الانتهاكات التي ارتكبت بحقهن لم تفرق بينهن بأي شكل من الِأشكال إذ كانت العقوبة جماعية والتعذيب واحدا.

وأوضحت “لذلك قررنا أن نختار نساء ليس بينهن وبين النظام أي ثأر فمعظمهن إما اشتغلن بالعمل الاجتماعي أو ممن كن من الناس العاديين الذين وجدوا في الوقت الخطأ. ووجدنا أنهن خضعن لوابل من التعذيب دون أي مبرر ولا محاكمة ولا حتى تهم واضحة”.

وتابعت “معظم من قابلنهن حكين تفاصيل مرعبة حتى في كيفية إطلاق السراح وكيف كانت تتم المساومات، إذ حرمن من أبسط الحقوق التي يمكن أن يحظى بها الإنسان العادي فما بالك بأنثى في معتقل مختلط”.

وكانت الشبكة السورية لحقوق الإنسان أكدت أن حوالي 10 آلاف امرأة لايزلن معتقلات أو مخفيات قسرا على يد أطراف النزاع في سوريا منهن أكثر من 8 آلاف في سجون النظام.

ووثقت الشبكة أكثر من 8 آلاف حالة عنف جنسي ارتكبتها قوات النظام السوري بحق نساء سوريات، ويرى حقوقيون أن النظام السوري أمعن في اعتقال آلاف النساء لقمع المجتمع السوري وضرب بنيته الاجتماعية.

وبحسب منظمات حقوقية فإن اعتقال النساء استراتيجية متعمدة من قبل النظام السوري لوضع العائلة كلها تحت ضغط نفسي شديد في مجتمع أبوي تتحكم فيه العادات والتقاليد.

المصدر : الجزيرة مباشر