بوليتيكو: إلهان عمر نجحت في تغيير مواقف ديمقراطيين كثر تجاه دعم أمريكا لإسرائيل

النائبة الديمقراطية عن ولاية مينيسوتا إلهان عمر (مواقع التواصل)

رصدت مجلة بوليتيكو تطور النائبة الديمقراطية إلهان عمر في الكونغرس إذ بدأت ناقدة وحيدة إلى حد ما للسياسة الأمريكية الثابتة منذ عقود في الشرق الأوسط إلى أن نجحت في تكوين حلفاء جدد ومتنوعين بعد 6 أشهر من ولايتها الثانية.

ولاحظ كاتب المقال أن مستوى الإحباط داخل الحزب الديمقراطي من السياسة الخارجية التقدمية لإلهان عمر قد هدأ، وهو ما اعتبره تحولا ملحوظا لنائبة يواصل الحزب الجمهوري وصفها باعتبارها رمزاً لاندفاع الحزب الديمقراطي لأقصى اليسار.

وفي حين أن تعليقات إلهان الأخيرة لم تكن مهينة بشكل مباشر كما كانت في الماضي، فإن الديمقراطيين يبدون مرتاحين بشكل متزايد لدعمها، لا سيما وأنها تضغط على الحكومة الإسرائيلية بطرق تختلف عن التقاليد الحزبية القديمة في واشنطن.

ويشير هذا الموقف الودود تجاه نائبة ولاية مينيسوتا إلى أن تحول حزبها تجاه دور أمريكا في الشرق الأوسط أكثر ليس مجرد تحول قصير المدى بسبب الصراع الأخير الذي استمر 11 يومًا بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية في غزة.­

وإلهان هي إحدى مسلمتين تم انتخابهما لأول مرة لعضوية الكونغرس، وهي لاجئة صومالية المولد تعد رمزًا لاتجاه يتماشى مع منظور الديمقراطيين الأصغر سنًا داخل الكونغرس وخارجه، والذين يريدون تركيز السياسة الأمريكية الإسرائيلية بشكل أكبر على احتياجات الفلسطينيين.

النائبتان المسلمتان إلهان عمر ورشيدة طليب (غيتي)

وقال النائب الديمقراطي عن نيويورك جمال بومان “قد يصف البعض إلهان عمر باعتبارها مؤذية أو حادة، لكنني أعتقد أنها حادة فقط لأننا تجنبنا النقاش في هذه المسائل لفترة طويلة”.

وأضاف خلال مقابلة صحفية “لقد عاشت إلهان فظائع بحق الإنسانية، لذا فإنها ستنتقدها عندما تراها. ونحن باعتبارنا حزبا فيجب أن ندعمها وعلينا أن ننتقد (انتهاكات حقوق الإنسان) أيضا عندما نراها، سواء كانت في إسرائيل أو في أي جزء من العالم”.

وكانت إلهان واجهت انتقادات حادة منذ عامين عندما استخدمت ما اعتبره العديد من زملائها “مجازات معادية للسامية” على تويتر. وانتقد الديمقراطيون -وخاصة اليهود منهم- خطابها في ذلك الوقت واستمروا في مراقبة انتقاداتها المستمرة للأنشطة الاستيطانية من قبل الحكومة الإسرائيلية.

وخلال عدوان الشهر الماضي في غزة، انتقدت إلهان عمر إسرائيل مرة أخرى لما وصفته بانتهاكات لحقوق الإنسان، كما نشرت رسائل ضد معاداة السامية وسط تصاعد الهجمات على اليهود الأمريكيين. وعندما طالبت بإجراء تحقيق دولي في معاملة إسرائيل للفلسطينيين، جمعت بين إسرائيل والولايات المتحدة وحماس وطالبان لتقول إن الأربعة ارتكبوا “فظائع لا يمكن تصورها”.

فرد عشرات من أعضاء مجلس النواب اليهود الديمقراطيين بتصريح ينتقد إلهان عمر بسبب المقارنة “الهجومية” و”المضللة” التي “تعطي غطاء للجماعات الإرهابية” بحسب زعمهم، كما قام 6 من قادة الديمقراطيين في مجلس النواب بالرد على عمر باعتبارها “اكتشفت معادلات كاذبة” وطلبوا منها توضيح ملاحظتها.

وأثارت تلك النيران الصديقة تجاه إلهان تكهنات بأن مجلس النواب قد يتحرك لمعاقبتها، ولكن لم يحدث ذلك، بل إن عددا كبيرا من زملائها -بمن فيهم ديموقراطيون يهود- دافعوا عنها وأصروا على أنها مستهدفة بشكل غير عادل لأنها امرأة مسلمة.

وبعد الصراع الأخير الذي شهد إبداء المزيد من الديمقراطيين تحفظات شديدة على استراتيجية الرئيس جو بايدن المتمثلة في “الدبلوماسية الهادئة والمكثفة”، يشعر الليبراليون برغبة متزايدة في تحدي السياسة الخارجية التقليدية التي يتبناها بايدن.

وعن هذا التحول يقول النائب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا (رو خانا) “إنه تحول جيلي لإعطاء الأولوية لحقوق الإنسان والتركيز عليها في السياسة الخارجية الأمريكية. وهذا بالتأكيد اعتراف بأن هذه الحقوق تشمل حقوق الإنسان الفلسطيني”.

المصدر : بوليتيكو