التلغراف: الجيش اللبناني لم يعد قادرا على إطعام جنوده “الجوعى” اللحوم

جنود يتخذون إجراءات أمنية مع قيام المتظاهرين بإغلاق الطرق خلال مظاهرة ضمن إضراب عام في بيروت 17 يونيو /حزيران 2021 (رويترز)

قالت صحيفة (التلغراف) البريطانية إن الحكومات الأجنبية تحجم عن تقديم المساعدة للحكومة اللبنانية المدانة على نطاق واسع باعتبارها غير فعالة وفاسدة، وإن الجيش اللبناني لم يعد قادرًا على إطعام جنوده اللحم.

وكان قد عُقد مؤتمر دولي هذا الأسبوع بهدف الحصول على تبرعات غذائية للجيش اللبناني إلى جانب إمدادات طبية وقطع غيار لمعدات طبية ووقود.

ووسط التضخم الكبير وانقطاع الكهرباء ونقص الوقود والغذاء لم يكن السياسيون اللبنانيون مستعدين لتنفيذ إصلاحات تاركين الجيش اللبناني باعتباره أحد المؤسسات القليلة في البلاد التي تتمتع بدعم واسع نسبيًا.

وأثار تحذير قائد الجيش العماد جوزيف عون الأخير من أن الجنود “يعانون من الجوع” مثل بقية السكان، مخاوفًا من من أن تنزلق البلاد إلى صراعات خاصة.

وكان قد أدى انقسام الجيش اللبناني على أسس طائفية في وقت مبكر من الحرب الأهلية (1975-1990) إلى حكم الميليشيات، إذ بقي بعض أمراء الحرب السابقين في السلطة حتى اليوم بعد أن استبدلوا زيهم ببدلاتهم الرسمية، على حد قول الصحيفة.

وتقود فرنسا جهودًا دولية لتجنب تكرار التاريخ لكن عكس مسار الانحدار في لبنان يعد معقدًا بسبب إحجام الحكومات الأجنبية عن توجيه المساعدات من خلال حكومة متهمة على نطاق واسع بأنها غير فعالة وفاسدة.

قائد الجيش اللبناني العماد جوزيف عون

وكشفت مؤسسة تومسون رويترز هذا الأسبوع أن ما لا يقل عن 250 مليون دولار من مساعدات الأمم المتحدة المخصصة لللبنانيين الفقراء واللاجئين هُدرت في أسعار الصرف غير المواتية، مما يسلط الضوء على صعوبة تقديم المساعدة لهذا البلد المتوسطي الصغير.

والقيمة السوقية لليرة الآن متراجعة لأقل من 10% من سعرها الرسمي، مما أدى إلى انهيار القوة الشرائية للرواتب وتزايد الغضب الشعبي كما يتزايد الاستياء بين أفراد القوات المسلحة.

وقال العماد عون في اجتماع المانحين يوم الخميس إن لبنان يواجه عواقب وخيمة إذا استمرت الأزمة، موضحًا “كيف يمكن لجندي أن يعيل أسرة براتب لا يتجاوز 90 دولارًا؟”.

وأضاف “إذا لم يتم تخفيف الأزمة الاقتصادية والمالية فإنها ستؤدي حتمًا إلى انهيار جميع مؤسسات الدولة بما في ذلك الجيش اللبناني العمود الفقري للبلاد”.

وقال (آرام نيرجوزيان) كبير مستشاري برنامج العلاقات المدنية العسكرية في الدول العربية (بمركز مالكولم إتش كير كارنيجي للشرق الأوسط) إنه بدون دعم من الغرب “هناك خطر حقيقي من أن تلحق جهات طائفية داخلية (مثل حزب الله) ضررًا بالجيش اللبناني وتمارس استقطابه، أو أن تفعل ذلك دولًا مثل إيران أو روسيا أو سوريا”.

وانبثقت بعض التعهدات الملموسة عن الاجتماع الافتراضي، الذي نظمته فرنسا وحضرته الولايات المتحدة وروسيا والصين والقوى الأوربية وبعض دول الخليج ليس من بينها السعودية.

وفي غضون ذلك، يفكر الاتحاد الأوربي في أفضل سبل معاقبة السياسيين المتنازعين في لبنان، وأظهرت مذكرة دبلوماسية اطلعت عليها وكالة رويترز هذا الأسبوع أن الاتحاد الأوربي يعد عقوبات على أساس معايير تشمل الفساد وعرقلة جهود تشكيل الحكومة وسوء الإدارة المالية وانتهاكات حقوق الإنسان.

المصدر : صحيفة التلغراف البريطانية