محللان سياسيان من مصر وإثيوبيا: أمريكا لن تفرض حلا بشأن أزمة سد النهضة (فيديو)

اتفق محللان سياسيان مصري وإثيوبي على أن تصريحات قائد القوات الأمريكية المركزية (سينتكوم) الجنرال كينيث ماكينزي، التي قال فيها “إن سلوك إثيوبيا تجاه سد النهضة يقلق واشنطن” لن يترتب عنها إجراء حيث إنها لا تعكس الرؤية السياسية الصادرة عن البيت الأبيض أو وزارة الخارجية.

واعتبر المحللان السياسيان أن الحكومة الأمريكية لا يمكنها أن تفرض حلا معينا على البلدان الثلاثة في قضية حيوية تعود لعقود طويلة من الزمن وتهم مستقبل الشعوب الثلاثة.

وقال حسن نافعة أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة “لا يجب أن نمنح تصريحات ماكينزي أكثر من حجمها الحقيقي لأنها صادرة عن مسؤول عسكري في قضية سياسية”.

وأضاف خلال مشاركته في برنامج (المسائية) على قناة الجزيرة مباشر، السبت أن “الدور الأمريكي مهم لكن أمريكا غير معنية بإلزام الأطراف الثلاثة بحل معين” مشيرا في ذات السياق إلى محاولة أمريكية سابقة في السنة الماضية خلال اجتماع ضم مصر والسودان وإثيوبيا وتحت إشراف البنك الدولي، ولما تم الاتفاق على جملة من البنود الهامة تنصلت إثيوبيا من التوقيع عليها وأمريكا لم تفعل شيء”.

وشدد نافعة على أن مصر لا تمانع من تنمية إثيوبيا وتوليد الطاقة الكهربائية من سد النهضة لكنها ترفض “تحويل نهر النيل إلى بحيرة إثيوبية، تمنحها فرصة التحكم في مياه النيل بما يضر مصالح دول المصب”.

من جهته قال نورالدين عبدا الكاتب والباحث الإثيوبي ورئيس موقع رئيس موقع نيلوتيك بوست “إن إثيوبيا تعرف جيدا أن أمريكا لن تعمل على إجبارها على تغيير موقفها وسياستها التنموية الخاص وتغيير علاقتها مع دول المصب”.

وأضاف للجزيرة مباشر أن “إثيوبيا لا تبحث عن وسطاء لحل أزمة سد النهضة، والمشروع منذ البداية كان مشروعا للشعب الإثيوبي، والحكومة الآن لا تنتظر أية جهة دولية لتحديد مستقبل السد والمشروع التنموي المرتبط به”.

واعتبر الكاتب الإثيوبي أن “موقف الولايات المتحدة الأمريكية مهم لجميع دول العالم لكنها لن تقدم على إرغام أثيوبيا للتوقيع على شي”.

واستبعد عبدا قيام مصر بأي عمل عسكري ضد سد النهضة مضيفا “الجيش المصري مهتم بقضايا أخرى من قبيل ما يقع في سيناء”.

بدوره قال ديفيد دي روش المسؤول السابق بوزارة الدفاع الأمريكية إن الحكومة الأمريكية في قضية سد النهضة لا يمكنها أن تفرض الحلول على طرف واحد، في حين أن الحل يجب أن يكون صادرا عن جميع الأطراف.

وأكد روش خلال حديثه للجزيرة مباشر أن دولة إثيوبيا لا تدخل في نطاق المنطقة العسكرية التي يشرف عليها  الجنرال ماكينزي، مؤكدا “أن أي عمل عسكري من قبل مصر والسودان ضد إثيوبيا سيخلف ردة فعل سلبية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية”. وأن مصر ستكون المتضرر الأكبر.

وقال روش “أي إجراء عسكري مصري ضد سد النهضة، سيترتب عنه ايقاف المساعدات العسكرية والمالية، وستصبح حينها مصر معزولة”.

وأضاف “في مثل هذه الملفات غالبا ما تنجح  الدبلوماسية خلف الكواليس في حلحلة المواقف ووجهات النظر”.

المصدر : الجزيرة مباشر