جثث وأشلاء بلا ملامح.. تفاصيل مروعة يرويها شاهد على مجزرة مشفى الشفاء في عفرين (فيديو)

جلس الممرض السوري محمد الأغواني بملابسه الزرقاء الملطخة بالدم وعلى رأسه ضمادة وآثار جرح وهو يشاهد مقطع فيديو على هاتفه الجوال، وفيه يسمع صوت شخص يكبر ويصرخ “مجزرة في مشفى عفرين”.

والأغواني شاهد على مجزرة مشفى الشفاء في مدينة عفرين الذي تتهم تركيا قوات سوريا الديمقراطية بقصفه السبت الماضي، والذي أسفر عن قتلى وجرحى.

ويقول الأغواني إنه عمل ومنذ بداية الثورة السورية في مجال التمريض والتصوير الإشعاعي كما عمل في عدة مشافي بالغوطة الشرقية، جلها تعرض للقصف.

وأضاف -وهو يتجول في مشفى الشفاء المدمر الذي تعرض للقصف منذ أيام وتتناثر معداته في كل مكان- أنه باشر العمل في هذا المشفى بعد التهجير عام 2018، مشيرا إلى أن الغارات كثيرا ما استهدفت محيط المشفى.

وتعرض مشفى الشفاء في مدينة عفرين (شمالي سوريا)، السبت الماضي، لقصف أودى بحياة أكثر من 13 قتيلا و27 جريحا.

مشفى الشفاء في عفرين بعد قصفه بالصواريخ (منصات التواصل)

وقالت مصادر بالدفاع المدني إن الهجوم الأول أصاب منطقة سكنية بينما أصاب الثاني مستشفى، بعد ذلك بقليل، وأظهرت لقطات مصورة نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي القتلى وسط أنقاض المشفى.

وقال الأغواني -وهو ينفض الغبار المتناثر على جهاز حاسوب- إنه تم عمل إسعاف الجرحى والمصابين الذين سقطوا في القصف وأثناء ذلك تعرض المشفى نفسه للقصف في وجود أهالي الجرحى في أحد الممرات، ما أدى لوفاة عدد منهم.

وتذكر بأسى لحظات إصابته في رأسه وقال إن كتلة من المبنى وقعت عليهم وهم داخل إحدى الغرف في المشفى بعد قصفه، وإنه حاول الخروج لكنه لم يستطع بسبب الشظايا المتناثرة في كل مكان.

ويواصل الأغواني سرد حكايته بمشهد قال إنه لم يكن يعلم أنه بهذا الحجم الكارثي، إذ وجد أن الممر الذي خرج عبره من المشفى المهدم، ممتلئ بجثث القتلى، وقال إن المشهد كان صادما.

وفي حكايته المؤلمة، يقول الأغواني إن أشلاء القتلى المتناثرة كان يصعب التعرف على أصحابها، بسبب شدة الإصابة، مشيرا إلى أن حادثة مستشفى الشفاء أعادت له حادثة مماثلة حدثت عام 2012، وكانت بنفس الفظاعة.

وفي حزنه الكبير ووسط الدمار الكبير في المستشفى، يؤكد محمد الأغواني أنه مستمر في أداء رسالته في معالجة الجرحى والمصابين وفي تخفيف آلام المرضى مهما تعاظمت الأمور.

المصدر : الجزيرة مباشر