أبقار ودجاج وشقة بمليون دولار.. محفزات للتشجيع على التطعيم ضد كورونا (فيديو)

عمدت دول آسيوية إلى تشجيع مواطنيها على تلقي لقاحات ضد فيروس كورونا منعا للتفشي، في وقت نبهت فيه دراسة جديدة إلى أن ربع مرضى الفيروس يعانون من مشاكل صحية لاحقة.

تحارب دول في أنحاء آسيا تخاذل مواطنيها عن تلقي اللقاح بالدجاج والأبقار والإجازات المدفوعة الأجر، بل وشقق يصل ثمنها إلى مليون دولار وذلك لمنع انتشار الفيروس وعودة الحياة إلى طبيعتها.

وبعد ظهور سلالات جديدة سريعة الانتشار من فيروس كورونا ما أدى إلى ارتفاع حالات الإصابة في جنوب شرق آسيا في الأسابيع القليلة الماضية، شرعت السلطات في تايلاند وإندونيسيا وهونغ كونغ في إجراء سحوبات على جوائز للتشجيع على التطعيم.

تشجيع الأهالي في إندونيسيا لتلقي اللقاح والهدية .. دجاجة (رويترز)

حوافز بالدجاج

وفي دول متضررة بشدة من الجائحة مثل إندونيسيا تكافح السلطات هناك لتهدئة المخاوف من اللقاحات و”خلوها من الخنزير”.

وتبلغ الحصيلة الرسمية في إندونيسيا أكثر من 1.9 مليون إصابة وأكثر من 53 ألف حالة وفاة بسبب الفيروس، في حين أشارت دراسات حديثة لعينات من مصل الدم إلى أن الانتشار الحقيقي ربما يكون أكبر بثلاثين مرة.

وقال أحد المسنين (67 عاما) في جاوة الغربية “كنت خائفا أن أموت فور تلقي التطعيم، وما فاقم حالة الرفض للتطعيم ورود أنباء تثير مخاوف أكبر عن احتواء التطعيم على مشتقات من الخنزير”.

وقالت السلطات بخصوص ذلك، إن إقناع كبار السن بأن اللقاحات آمنة وحلال صعب بوجه خاص، ولجأت لمنح دجاجة حية لمن يتلقى جرعة لقاح من كبار السن.

وتظهر البيانات الصادرة عن وزارة الصحة في إندونيسيا تلقي 5% فقط أو 8.8 مليون فقط من السكان جرعتي تطعيم وهو ما يقل كثيرا عن العدد المستهدف تطعيمه بحلول نهاية العام والبالغ 181.5 مليون شخص.

في تايلاند.. حوافز بالأبقار لتلقي اللقاح(رويترز)

الأبقار في تايلاند

وفي مقاطعة بإقليم شمال تايلاند معظم سكانها من رعاة الماشية، بدأت السلطات هذا الشهر إجراء قرعة للفوز ببقرة الأمر الذي حقق نجاحا باهرا.

وقال أحد متلقي الهدية (65 عاما) وفاز ببقرة تصل قيمتها نحو 320 دولارا بعدما تلقى التطعيم “هذه أفضل جائزة على الإطلاق”.

وتقول السلطات إن الحملة التي دخلت أسبوعها الثاني وجوائزها 27 بقرة دفعت أكثر من 50% من سكان المقاطعة البالغ عددهم 1400، معظمهم من كبار السن والمعرضين لخطر الإصابة بالفيروس للتسجيل من أجل التطعيم.

سكان من هونغ كونغ بأحد شوارع المدينة-أرشيف (رويترز)

شقة بمليون دولار

وفي هونغ كونغ -التي تسيطر حتى الآن على الوباء إلى حد بعيد- تخشى السلطات أن تؤدي معدلات التطعيم المتدنية إلى تعريض المدينة لتفشٍ كبير.

ومن بين المحفزات المعروضة في القرعة لمن يتلقون اللقاح هناك قسائم شراء ورحلات جوية وشقة جديدة بقيمة 1.4 مليون دولار أمريكي.

وتتخذ بعض الشركات خطوات إضافية إذ تعرض إجازة مدفوعة الأجر للمحصنين، ويستخدم أحد النوادي الرياضية العقاب بدلا من المكافآت إذ طلب من موظفيه تلقي التطعيم -قبل نهاية يونيو/حزيران- وإلا فسيُحرمون من العلاوات والترقيات وزيادة الراتب في المستقبل.

مشاكل صحية لاحقة

في ذات الشأن ذكرت دراسة جديدة أن نحو ربع الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس كورونا بعد شهر أو أكثر يواجهون مشاكل صحية لم يختبروها قبل مرضهم، وفقا لدراسة كبيرة حلّلت البيانات الطبية لمليوني أمريكي أصيبوا بالفيروس.

وهذه الدراسة هي الأكبر على الإطلاق التي تجرى حول الآثار الطويلة الأمد للمرض بحسب (فير هيلث) وهي منظمة مستقلة جمعت المعلومات من شركات للتأمين الصحي.

وحلّلت المنظمة بيانات نحو 1.960 مليون شخص تم تشخيص إصابتهم بوباء فيروس كورونا، بين فبراير/شباط وديسمبر/كانون الأول عام 2020.

وجاء في الدراسة أنه “رغم تعافي العديد من الناس الذين أصيبوا في غضون أسابيع، ظهرت على البعض أعراض مستمرة أو جديدة بعد أكثر من 4 أسابيع من تشخيص إصابتهم”.

وظهرت مشكلتان صحيتان بشكل رئيسي هما: آلام عصبية وآلام عضلات لدى 5% من الأشخاص، وصعوبة في التنفس لدى 3.5%.

وجاء بعد ذلك فرط شحميات الدم (وهو تركيز الدهون في الدم) ثم ارتفاع ضغط الدم وتوعك وتعب شديد وقلق ثم مشكلات معوية.

واستبعد المرضى الذين أبلغوا عن هذه الأعراض قبل الإصابة بالفيروس من الدراسة، وفق المنظمة وكذلك الأشخاص المصابين بأمراض قد تحرّف النتائج مثل السرطان والفشل الكلوي.

وفي التفاصيل، حصل أكثر من 23% بقليل من المصابين على علاج بعد شهر من إصابتهم بالوباء أو أكثر، لواحد على الأقل من الأعراض التي تم تحليلها.

من ناحية أخرى، أبلغ 0.21% من الأشخاص عن معاناتهم طنينا في الأذن لمدة 30 يوما أو أكثر بعد الإصابة وهي مشكلة سبق أن أشارت إليها دراسات أخرى.

ومن بين المرضى الذين نقلوا إلى المستشفى ثم خرجوا منه، توفي 0.45% في غضون 30 يوما أو أكثر بعد الإصابة، وكان احتمال الوفاة بالنسبة إليهم أعلى 46 مرة من أولئك الذين لم يدخلوا المستشفى.

المصدر : وكالات