ملامح أطفال ولغة كبار.. حكاية 3 أصدقاء أيتام أجبرتهم الحرب على حمل الأحجار (فيديو)

كثيرون من أطفال سوريا أجبرتهم ظروف الحرب القاسية على العمل ليتمكنوا من التكفل بعائلاتهم. محمد وباهر ومصطفى ثلاثة أصدقاء يتامى ضمن هؤلاء الذين اضطرتهم الظروف إلى العمل بمجال البناء الشاق.

كاميرا الجزيرة المباشر رصدت هؤلاء الأطفال الثلاثة في أحد مواقع البناء في محافظة إدلب بالشمال السوري وهم يقومون بنقل الحجارة والمساعدة في أعمال البناء المختلفة.

وقال محمد “توفي أبي منذ سنتين فاضطررت للعمل في الخرسانة حيث أقوم بحمل الحجارة الثقيلة كي أوفر الطعام لأمي وإخوتي الصغار، ولكنني أتمنى استكمال دراستي حيث كنت بالصف الرابع”.

وأضاف “نطلع للشغل الساعة 7:30 صباحًا ونرجع 5 عصًرا، ويكون الجو شديد الحرارة والعمل مرهق جدا، نحمل الحجارة وندق المسامير طوال النهار ثم نرجع للبيت ونحن في غاية التعب لننام ثم نعاود العمل في اليوم التالي”.

وأكمل باهر “اسمي محمد باهر بوشي وعمري 10 سنوات، أشتغل كي أعول أمي وأخوتي من عرق جبيني. درست حتى الصف الثالث ثم طلعت من المدرسة كي أعمل منذ بدء الصيف. وهذا أفضل من بقائي للعب في الشارع”.

وأضاف بكلمات تشبه حديث الكبار “أحب الدراسة وأتمنى أن أكملها وأصبح طبيبًا كي أعالج المرضى”.

وقال مصطفى “توفي أبي منذ 5 أشهر و5 أيام. عمري 12 عامًا وكنت بالصف الخامس في المدرسة وأنا أعمل هنا الآن كي أساعد أمي وأخوتي، وإذا احتاج أخي الصغير 3 سنوات إلى بسكويت أشتريه له دون الحاجة لأحد. أبي توفي في تركيا وكان مريض سكري وتوفي بأزمة قلبية”.

وفي ظل ظروف الحرب الاقتصادية والاجتماعية الصعبة لا تجد الكثير من الأسر في سوريا بدًا من إخراج أطفالها من المدارس وتشغيلهم في مهن مختلفة الكثير منها يكون شاقًا.

وبجانب الحرب التي جرت الويلات على الشعب السوري منذ 10 سنوات وحتى الآن، جاء وباء كورونا ليزيد من معاناة السوريين ويسهم في خروج ظاهرة عمالة الأطفال عن السيطرة.

المصدر : الجزيرة مباشر