صيادلة لبنان يدخلون في إضراب بسبب تفاقم أزمة شح الأدوية.. من المسؤول؟ (فيديو)

دخلت الصيدليات في لبنان في إضراب عام أمس الجمعة، بسبب تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية التي تضرب البلاد مع تأخر تشكيل الحكومة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأعلن الصيادلة في لبنان دخولهم في إضراب احتجاجا على تفاقم أزمة شح الأدوية والمنتجات الطبية وحليب الأطفال، واتهموا شركات الأدوية بالمسؤولية عن الأزمة، وقالوا إنها تملأ مخازنها ومستودعاتها بالأدوية دون رقيب.

وأشار بعضهم إلى أن الأزمة امتدت من الأدوية المعروفة إلى البدائل، التي زادت عن 50 صنف من أدوية الأمراض المزمنة والأكثر طلبًا.

وفي هذا الصدد استطلعت (الجزيرة مباشر) آراء عدد من الصيادلة في عكار شمال لبنان حيث قرر البعض فتح الصيدليات لمساندة المرضى أصحاب الحالات الملحة، في حين التزم آخرون بتنفيذ الإضراب.

وشكا مواطنون من عدم توفر الأدوية الضرورية، وتحدث أحدهم عن رحلة مضنية طاف فيها على الصيدليات ولم يجد الدواء، مما اضطره إلى الذهاب إلى مناطق أبعد في محاولة لتوفير الدواء لأحد أفراد أسرته.

واتهم المواطن اللبناني شركات الأدوية التي تستغل حاجة المرضى، واتهم الحكومة بالتهاون مع الشركات وتركها تتحكم في الأدوية الضرورية، مشيرًا إلى أن الشباب مثله -وليس الكبار فقط- صاروا يتمنون الموت بسبب صعوبات الحياة التي تواجههم.

هذا واتهم الصيادلة شركات الأدوية بالمتاجرة في الدواء، وقال أحد الصيادلة في عكار إن الشركات باتت لا توزع الأدوية كما كان سابقًا بكميات كان متفق عليها.

واتهم الشركات بتخزين الأدوية لبيعها بأسعار مرتفعة، مع ارتفاع سعر الدولار، في وقت يقوم المصرف المركزي بتوفير الدولار لشراء المستلزمات الضرورية ومنها الأدوية.

وأبدت مواطنة لبنانية عن أسفها “لأنها تعيش بلبنان” وقالت إنها لكي تحصل على الدواء تذهب لأكثر من 20 صيدلية، شاكية من عدم وجود حليب الأطفال وغيره من الأشياء الضرورية.

وأبدى طبيب بأحد المستشفيات تشاؤمًا شديدًا من الوضع، وقال وهو يعاين طفلة مريضة، إن الدواء الذي وصفه لها لن تجده في الصيدليات، وشرح قائلًا “لن يكون أمامنا بعد الآن إلا الدعاء لشفاء المريض”.

الإضراب الذي يستمر يومين والذي دعا إليه الصيادلة بسبب نقص الأدوية والبنزين وحتى حليب الأطفال هو آخر مظاهر الأزمة الاقتصادية والمالية في لبنان، وسط تعثر تشكيل الحكومة.

ويمر لبنان بأزمة مالية شديدة، ويتفاقم نقص السلع الأساسية، في وقت تعجز فيه الحكومة عن توفير الوقود لتشغيل محطات توليد الكهرباء، جراء عدم توفر النقد الأجنبي للاستيراد، بسبب الأزمة الاقتصادية التي يمر بها.

المصدر : الجزيرة مباشر